السبت 07 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

"البدون"... قنبلة موقوتة بفتيل البطالة واليأس من التجنيس

Time
السبت 15 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
* جاسم: عانيت حرماني من دخول الجامعة وظللت عامين بلا عمل وأصبحت دلالاً في حراج السيارات
* م.ش: البطالة تجعل الإنسان لقمة سائغة لمافيا المخدرات والإرهاب
* أم هدى: محرومون من الرعاية الصحية وأبناني بلا عمل بسبب البطاقة الأمنية
* بن نواف: الجرائم بين غير محددي الجنسية تزداد في حال غياب الوظائف
* المطوع: يجب تجنيس المستحقين من خلال القضاء ومعاملة البقية كوافدين
* البارون: لا يجوز فتح الباب على مصراعيه لكل من دخل الكويت وأتلف جوازه
* الإمام: الله خلق البشر متساوين ولا ينبغي أن يعامل أي إنسان بصورة غير لائقة
* العلي: مصلحة الدولة في حل مشكلة "البدون" لتفادي الجرائم والمخاطر الاجتماعية


تحقيق ـ ناجح بلال:

يعاني الكثير من أبناء فئة المقيمين بصورة غير قانونية "البدون" من البطالة والتهميش المجتمعي ما يجعلهم تربة خصبة وأداة سهلة لارتكاب الجرائم في ظل حالة اليأس التي تتنابهم، والتي يعزز من آثارها السلبية انتشار معدلات البطالة وصعوبة عثورهم على العمل، بالإضافة إلى صعوبة استكمالهم التعليم الجامعي، مما يجعل فرص العمل أمامهم تضمحل كثيراً.
وتؤكد الدراسات الاجتماعية والنفسية، أن العاطل عن العمل يمكن انجرافه بسهولة إلى عالم الجريمة مثل الاتجار في المخدرات أوالانخراط في الجماعات الارهابية.
وأكد عدد من "البدون" التقتهم "السياسة" ضرورة انهاء مأساتهم بدءاً من تجنيس من يستحق ومنح الاقامة للبقية منهم، حتى يتمكنوا من الانخراط في المجتمع بصورة قانونية، حماية لهم وللمجتمع من خطر البطالة المنتشرة في صفوفهم.
وفي ما يلي التفاصيل:
يقول الشاب أحمد جاسم: إنه كشاب من فئة غير محددي الجنسية عانى من عدم تمكنه من دخول الجامعة بعد اجتيازه الثانوية العامة لكونه غير كويتي ولذا لم يجد العمل المناسب، وظل لعامين من دون عمل إلى أن اتجه للعمل كدلال في حراج السيارات المستعملة.
وتؤكد ام هدى، أنها واسرتها تعاني من الحرمان وغياب الرعاية الصحية المجانية ومن الصعب توثيق عقود الزواج والطلاق، رغم أن أغلب أبناء هذه الفئة يستحقون الجنسية، كما أنهم يعانون من صعوبة التعليم لأن من يتم تعليمهم من خلال الصندوق الخيري عددهم قليل جداً فالشروط لا تنطبق على الكثيرين منهم.
وتقول ام حمد، التي تبيع القماش امام مجمعات جليب الشيوخ: ليس من حقنا استخراج شهادات الميلاد والوفاة حيث لا يسجل البدون في وزارة الصحة ووصل الأمر إلى أن يولد "البدون" ويموت دون مستندات تثبت خروجه للحياة او خروجه منها، ولاتزال الجهات الرسمية تماطل في ايجاد حل للبدون.
وذكرت أنها تعدت العقد الخامس من عمرها وتفترش الأرض لتبيع القماش امام المارة رغم انها تستحق الجنسية، كما أن لديها اربعة أبناء ذكور لا يستطيعون العمل بسبب عدم تجديد بطاقاتهم الأمنية.
ويؤكد "م.ش"، أن الانسان بشكل عام عندما لايجد العمل فمن الممكن أن يكون لقمة سائغة في فم مافيا المخدرات والجماعات الارهابية، بل وهدفاً لهم، لذا لابد على الدولة أن توفر الوظائف المناسبة لشريحة غير محددي الجنسية.
ويرى احد شيوخ قبيلة مطير، ناصر بن نواف ضرورة تجنيس من يستحق من شريحة غير محددي الجنسية ومنح البقية اقامة تجدد سنوياً أو اقامة دائمة مادام أنهم يتمتعون بالسمعة الحسنة خاصة أن الجرائم بين شريحة فئة غير محددي الجنسية تزداد في حالة عدم وجود الوظائف المناسبة بعد تخرجهم، واصبحت البطاقة الأمنية التي يحصلون بلافائدة منها وربما تعرقلهم في كل شيء.
وأشار بن نواف إلى أهمية توظيف أبناء فئة غير محددي الجنسية ممن يتمتعون بالسمعة الحسنة في الجيش أو في بعض الأعمال الاخرى مثل التدريس أو الطب أو التمريض معلنا رفضه تسمية هذا الشريحة بإسم البدون لانهم ليسو نبتة شيطانية بل لديهم جذور جاؤوا منها ومن لديه الأحقية يجب أن يحصل على الجنسية.
ويقول رئيس المنظمة الدولية لحقوق الانسان الاسلامية المحامي مبارك المطوع: إن الانسان الذي لايجد قوت يومه ربما يتجه للارهاب أو لتجارة المخدرات أو السطو على الآخرين من أجل الحصول على المال.
وذكر المطوع أن حل إشكالية البدون يجب أن تتم من خلال القضاء وليس الأجهزة الإدارية أو الأمنية، خاصة أن القضاء الكويتي يحكم بالمستندات والأدلة الدامغة ومن لديه أحقية الحصول على الجنسية سيحصل عليها ومن لايستحق فسيكفيه حكم القضاء وسيقتنع به تماما مثلما يقتنع القاتل المتعمد وذويه بحكم الاعدام.
واضاف المطوع أن فئة البدون التي لا تستحق الجنسية يجب ان تعامل على الاقل كمعاملة الوافدين، بحيث يفتح امامهم المجال للعمل دون منعهم كما يجب اعطائهم حق التعليم كما هو
حاصل الآن في المراحل التعليمية ماقبل الجامعة وفي هذا
الاطار يجب كذلك ان يمنحوا الفرصة لاستكمال الدراسة
الجامعية لمن يرغب في ذلك منهم بشروط ايسر من الشروط الراهنة.
ومن جانبه، يرى استاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خضر البارون أن الانسان الذي يعامل بلا آدمية ولايستطيع استخراج اوراق تؤكد وجوده في الحياة من الطبيعي أن يكون ناقماً على كل من حوله وربما يكون آداة خطيرة على المجتمع، خاصة إذا كان يعاني من الاختلال النفسي وهؤلاء تتلقفهم مافيا المخدرات والتنظيمات الإرهابية بكل يسر وسهولة.
وبين د. البارون أن الكثير من شباب وفتيات غير محددي الجنسية يعيشون بلا عمل وهنا تكون الكارثة، حيث إن الانسان الذي يعيش بصورة عشوائية يمكن أن يقدم على اي كارثة غير متوقعة.
وأوضح أن هذا الشاب لم تصل له الحقائق كاملة ولذا فهم خطأ بأن الدولة تعادي البدون وهذا غير صحيح على الاطلاق لأن الدولة تطالب من لديه أحقية في التجنبيس فليثبت بأوراقه أحقيته في الجنسية لأنه لايجوز فتح الباب على مصراعيه لكل من دخل الكويت وأتلف جواز سفره ثم يدعي أنه من البدون بل والبعض يأتي بشهود أنه من البدون وهو غير ذلك.
ويشير الخبير في العلوم الاجتماعية محمد العلي إلى أن الدولة من صالحها حل مشكلة غير محددي الجنسية لتفادي الاخطار الاجتماعية فالجرائم بطبيعة الحال تتزايد في اوساط تلك الشريحة لعدم تمكن معظم شباب البدون من العمل ولذا اصبح الكثير منهم آداة لتجار المخدرات ولكن عندما يكتسب من يستحق منهم الجنسية ويعامل البقية منهم معاملة الوافدين ستتغير نظرتهم للمجتمع وسيكونوا اداة بناء وليست اداة هدم خاصة أن الكثير من هذه الشريحة يتمتعون بالنبوغ الدراسي في المراحل ماقبل الجامعية وعندما يتم قبولهم في الجامعة ربما يخرج منهم علماء.
وينبه الداعية الاسلامي الشيخ احمد الأمام، إلى أن الله عزوجل خلق البشر متساوون ولذا لاينبغي أن يعامل أي انسان على ارض الكويت بصورة غير لائقة سوا ء كان مواطناً أو وافداً أو من غير محددي الجنسية.


14 ألف "بدون" يعملون في الحكومة

يبلغ إجمالي عدد "البدون" دون 90 الف شخص وفق آخر إحصاءات جهاز معالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، فيما كشفت دراسة للأمانة العامة لمجلس الأمة عن عدد البدون العاملين في الحكومة بنحو 14 الفاً في مختلف مؤسسات الدولة.
وذكرت الدراسة التي حصلنا على نسخة منها أن هناك الكثير من البدون يعملون (أو كان يعمل آباؤهم) في السلك العسكري (الشرطة أو الجيش) لكن أغلبهم يعملون في القطاع الخاص كالشركات الصغيرة أو يمارسون التجارة في السيارات المستعملة وتربية وتجارة الاغنام أو العمل بأسواق الخضار أو الأسواق الشعبية وما شابه ذلك من الأعمال.


11 ألف طالب "بدون" في المدارس الحكومية

بينت إحصائية صادرة عن وزارة التربية أن عدد الطلبة البدون في العام الدراسي 2018/2017 في المدارس الحكومية بلغ عشرة آلاف و748 منهم 713 طالباً في رياض الاطفال و4630 في المرحلة الابتدائية و3630 في المتوسطة و2275 في التعليم الثانوي.
ويبلغ عدد الطلبة البدون المستفيدين من الصندوق الخيري 15 ألفاً و754، فيما يبلغ عدد الطلبة البدون المسجلين في الفصل الدراسي الاول في جامعة الكويت 2017/2018، 781 طالباً، مقابل 1348 طالباً في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب 1348.


إلى متى "بدون"؟
آخر الأخبار