الاثنين 05 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

البدوي... "شيخ العرب" صاحب الكرامات

Time
الاثنين 04 مايو 2020
View
5
السياسة
إعداد - نسرين قاسم:

يعتبر السيد البدوي "أحمد بن على بن يحيى" أحد أهم الأئمة الصوفية في الوطن العربي، فهو الذي أسس الطريقة البدوية في الصوفية صاحبة الراية الحمراء، واشتهر بالكثير من الألقاب مثل "شيخ العرب" و"السطوحي" و"البدوي"، وأبرز ما عرف عنه أنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية واستمرت كراماته في الظهور حتى بعد وفاته.
صاحب الطريقة الدسوقية، الأكبر في الطرق الصوفية، والذي يلقب بـ"العارف بالله".

نشأته
اختلف الرواة، في مكان مولده، بعضهم قال إنه ولد بطنطا وبعضهم رجح أن تكون شبه الجزيرة العربية هي أصل مولده ورحل منها إلى العراق ثم مصر واستقر بعدها بمدينة طنطا.
أرجع بعض محبيه نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ثم إلى الرسول صلي الله عليه وسلم، وأنه من النسل الطاهر، ولهذا فانه صاحب كرامات ونفحات ربانية.
وبحسب كتاب "مناقب السيد البدوي: المسماه بالجواهر السنية والكرامات الأحمدية" من تأليف سيدي عبد الصمد، فإن أحمد البدوي يرجع نسله إلى الإمام علي بن أبي طالب.
ويؤكد المتصوفة أن "البدوي" صاحب كرامات لا تحصى، منها ما ذكره الشيخ حافظ العصر بن حجر، أن امرأة أسر الإفرنج ولدها فلاذت به فاحضره إليها فى قيوده، ومر به رجل يحمل قربة لبن فأوما إليها بأصبعه فانقدت وانسكب اللبن، وخرجت منه حية قد انتفخت داخلها.
وروي عن جلال الدين السيوطي، أنه قال: "كنت مرة في أرض تروي في أيام الفيضان من النيل فخطر على قلبي، هل كان لسيدي أحمد البدوي لثامان كما يقولون؟ فإذا به مقبل على فرس أظنه أخضر ملثم بلثامين، وهو يقول: "يا فلان كما يقولون مرتين جعل بدل القاف جيما على العرب".
ومما ذكر عن كراماته أن امرأة مات لها ولد صغير فجاءت إليه وهي باكية، وقالت: "يا سيدي ما أعرف ولدى إلا منك" وقام الفقراء إليها ليمنعوها فلم يقدروا، وهي تقول: "توسلت إليك بالله ورسوله" فمد "البدوي" يده إليه ودعا له فأحياه.
وذكرت إحدى الروايات أن "البدوي" علل رحلته من مكة إلى العراق، قبيل مجيئه إلى طنطا، قائلا: "بينما أنا نائم بجوار الكعبة إذ أنا بهاتف يقول لى فى المنام: قم يا همام إلى طنطا ولا تشك فى المنام، فإنك تقيم بها، وتربى رجالا وأبطالاً".
وهذا ما جعل محبي "البدوي" يقيموا له مقامًا في مدينة طنطا يقصده محبيه من جميع المدن والقرى المصرية؛ بل إن صيته تعدي المجتمع المصري فتجد الكثير من الأشقاء العرب يرتادوا مقامه أما حبا وكرامة أو مزارًا سياحيًا.
على الجانب الآخر ينكر البعض أن نسبه ممتد إلى الإمام علي بن أبي، بل إن معارضيه ذكروا عنه بعض الأعمال التي إذا كان فعلها حقًا تخرجه عن الشرع، فقالوا عنه انه: "إمام شيعي يدعى الجنون ويتبول على المصلين".
وينضم شيخ الأزهر الأسبق الإمام مصطفى عبد الرازق، إلى قائمة معارضيه فقد شكك في رواياته فقال عنه: "المولدان الأحمدي والدسوقي"، حيث يوضح الأخير فيها إنه رجع إلى مخطوطة مغربية ينكر صاحبها أن السيد البدوي كان صوفيًا ويثبت أنه كان علويًا شيعيًا يهدف إلى عودة الملك العبيدي الفاطمي الشيعي، وأن والد "البدوي"– على البدوي- كان أحد العلويين من الشيعة الإسماعيلية، وخرج إلى مكة المكرمة نازحًا من بلاد المغرب.
ومما أخذ على البدوي أيضًا تبريره لكل تصرفاته وأفعاله أنها كلها تنفيذ للمشيئة الإلهية، واستجابة لأوامر يتلقاها من الله مباشرة عن طريق هاتف، كما ذكر معارضو "البدوي" أنه كان قليل العلم والمعرفة، ثقافته ضحلة لم يذكر عنه حبه للعلم والقراءة والاطلاع، واشتهر عند المتصوفة، ولهذا لم يترك له أي أثر علمي رغم اتساع شهرته، وصيته ولم يذكر عنه إلا أقوال بسيطة أغلبها تم توجيهها إلى خادمه "عبد العال"، مثل قوله: "ياعبد العال إياك وحب الدنيا، فإنه يفسد العمل الصالح كما يفسد الخل العسل"، وأيضًا: "يا عبد العال أشفق على اليتيم واكسِ العريان، وأطعم الجعان، وأكرم الغريب والضيفان".
كراماته بعد وفاته وذكر البعض أن كرامات "البدوي" استمرت حتى بعد وفاته، حيث ذكر أن مجموعة طالبوا الشيخ يحيى المنياوي بإبطال المولد فرفض فقدموا فيه شكوى إلى السلطان الملك الظاهر، فقام باستدعائه، وطلب منه الإفتاء، بإبطال المولد، فرفض، فلما قال له الملك إن هناك من أفتى فقال له: "ما أجترئ على ذلك"، وتابع: "سيدي أحمد البدوي وهو لن يرجع عن هولاء الجماعة الذين سعوا بإبطال مولده، وسوف تنظر ما سوف يحصل لهولاء من ضرر".
آخر الأخبار