لندن- وكالات: رفض البرلمان البريطاني اتفاق "بريكست" المعدل الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، بينما سيجري تصويت آخر اليوم على تمديد المهلة المحددة بموجب المادة 50 من معاهدة لشبونة، والتي تبدأ بتفعيلها مفاوضات خروج أي دولة عضو من الاتحاد.ودعا زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد فشل حكومة المحافظين بزعامة تيريزا ماي بنيل تأييد النواب لصفقة خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي- بريكست.وقال كوربن في البرلمان: إن "الحكومة (حكومة المحافظين بزعامة تيريزا ماي) هزمت مرة أخرى بفارق كبير، والآن عليهم أن يقبلوا حقيقة أن اتفاقهم قد مات"، مشيرا إلى أن "رئيسة الوزراء تماطل بالوقت".وأضاف: "ينبغي علينا أجراء انتخابات برلمانية شاملة".واستبعد الاتحاد الأوروبي اتخاذ أي إجراءات إضافية لـ"مساعدة" بريطانيا في تنفيذ "بريكست" بالاتفاق بين لندن وبروكسل. وقال مفاوض الاتحاد الأوروبي حول موضوع "بريكست"، ميشيل بارنيه، في تغريدة نشرها أول من أمس، فور التصويت في البرلمان البريطاني الذي رفض الصفقة المعدلة بين لندن وبروكسل: "فعل الاتحاد الأوروبي كل ما بوسعه لمساعدة (بريطانيا) في تمرير الاتفاق حول الانسحاب".
وشدد بارنيه على أن "هذا المأزق لا يمكن الخروج منه إلا في بريطانيا نفسها"، فيما أكد أن استعدادات الاتحاد الأوروبي لتنفيذ "بريكست" من دون اتفاق مع بريطانيا "هي الآن أهم من أي وقت كان". وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قام بكل شيء ممكن للتوصل إلى الاتفاق، مضيفا: "من الصعب أن نجد أي إجراء آخر يمكننا اتخاذه آخذا بعين الاعتبار التوضيحات والضمانات الإضافية التي تم منحها لبريطانيا".ورفض مجلس العموم البريطاني، أول من أمس، الموافقة على الاتفاق المعدل بشأن شروط انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والذي طرحته رئيسة الوزراء، تيريزا ماي.وصوت 391 نائبا ضد الصفقة الجديدة مع الاتحاد الأوروبي، فيما أيدها 242 نائبا آخرون، ليكون هذا الرفض ثانيا من قبل البرلمان للمصادقة على الاتفاق، علما بأن التصويت السابق جرى في 15 يناير الماضي حينما كان الفارق بين مناهضيه ومؤيديه 230 صوتا.وهذه النتيجة، التي أصبحت هزيمة جديدة بالنسبة إلى ماي وسط تعالي الأصوات الداعية إلى استقالتها، تعني أن لندن وبروكسل ليس بحوزتهما حتى الآن أي اتفاق ينظم عملية "بريكست" وذلك قبل 17 يوما فقط من الانسحاب الرسمي لبريطانيا من الاتحاد، الأمر الذي يزيد بشكل كبير من احتمال تأجيل هذه الخطوة لمدة شهرين على الأقل.