الاثنين 16 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

البرلمان العراقي يُقرر إنهاء الوجود الأميركي وسط غياب سني وكردي

Time
الأحد 05 يناير 2020
View
5
السياسة
محتجون يحرقون مقر "الحشد" في الناصرية ويقطعون جسور واسط وسط استمرار التظاهرات

بغداد - وكالات: أوصي رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أمس، البرلمان العراقي باتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء وجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية.
وقال عبد المهدي خلال جلسة لمجلس النواب، لمناقشة مشروع قانون لإخراج القوات الأجنبية من العراق، "نحن أمام خيارين رئيسيين، الأول هو إنهاء تواجد القوات بإجراءات عاجلة ووضع الترتيبات لذلك، فيما الخيار الثاني هو العودة إلى مسودة قرار كانت مطروحة أمام مجلس النواب ينص أن شروط تواجد أي قوات أجنبية في العراق تنحصر بدورها بتدريب القوات الأمنية العراقية ومساعدة العراق في ملاحقة خلايا داعش الإرهابية تحت إشراف وموافقة الحكومة العراقية".
وأضاف إن "التوصية التي أوصى بها كرئيس لمجلس الوزراء وكقائد عام للقوات المسلحة، هو الذهاب إلى الخيار رقم واحد".
وكان برلمانيون رددوا في وقت سابق، هتافات مناهضة للولايات المتحدة داخل قبة البرلمان، مطالبين بخروج القوات الأميركية من العراق، وذلك قبيل عقد الجلسة.
وحضر جلسة البرلمان 170نائباً بغياب الكتل الكردستانية والعرب السنة.
ونص القرار المقترح المقدم للبرلمان على إلزام الحكومة العراقية بالغاء طلب المساعدة المقدمة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" لانتهاء العمليات الحربية، كما يلزم الحكومة بتحديد عدد المدربين الأجانب ونوع مهامهم، ويلزم وزير الخارجية تقديم شكوى ضد الحكومة الأميركية لخرقها السيادة العراقية.
من ناحية ثانية، طالبت "كتائب حزب الله" أمس، القوات الأمنية العراقية، بالابتعاد عن القواعد الأميركية في العراق لمسافة لا تقل عن كيلومتر.
ونقلت "الكتائب" في بيان، عن قائد العمليات الخاصة لديها مطالبته القوات الأمنية العراقية "الابتعاد عن قواعد العدو الأميركي لمسافة لا تقل عن ألف متر ابتداء من مساء الأحد (أمس)"، مضيفاً إنه لا يجب "أن يجعل قادة الأجهزة الأمنية مقاتليهم دروعاً للغزاة".
واعتبرت اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي" أبومهدي المهندس، جريمة "إرهاب أميركية"، متوعدة بأن "تدفع أميركا ثمناً باهظاً لها".
وأضافت إن "العملية العسكرية الأميركية وضعت العراق والمنطقة والعالم أمام منعطف خطير، قد تدفع تداعياتها إلى انزلاق نحو حرب لا تبقي ولا تذر.
وفي سياق آخر، وجهت "الكتائب" رسالة إلى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، طالبته فيها باتخاذ موقف حازم من وجود القوات الأميركية في البلاد.
وقال المسؤول الأمني في "الكتائب" أبوعلي العسكري في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، "سلامنا للحلبوسي .. غداً وبعده عيوننا عليكم تراقب بدقة ما ستؤول إليه قراراتكم بخصوص وجود قوات الاحتلال الصليبية".
وأضاف "كنا نتابع اتصالاتكم الفيديوية مع سفارة الشر قبل يوم الصولة، نشكركم لاعتراضكم على قتل إخوتنا في القائم، أكملوا هذا الموقف الوطني بإقرار إخراج القوات الغازية".
وأكد أن جلسة البرلمان ستفصل بين "الوطني والخائن"، مؤكدة أنها ستمنع من يصوت على بقاء تلك القوات من دخول بغداد.
وكان وزير الخارجية الأميركي بومبيو وصف ليل أول من أمس،"كتائب حزب الله" بالبلطجية والسفاحين، مؤكداً أن "تدخل النظام الإيراني في عمل الحكومة العراقية يعرض حياة العراقيين الوطنيين للخطر".
في غضون ذلك، سقط ليل أول من أمس، عدداً من الصواريخ في ساحة الاحتفالات بالمنطقة الخضراء، التي تقع فيها السفارات الأجنبية والمؤسسات الحكومية العراقية، ومنطقة الجادرية ببغداد، أحدها سقط قرب السفارة الأميركية.
كما استهدف صاروخان قاعدة بلد الجوية، التي يقيم بها جنود أميركيون، في محافظة صلاح الدين، شمال بغداد.
وقال مصدر أمني، إن "طائرات مسيرة شوهدت في سماء القاعدة بعد سقوط الصاروخيين".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام في أنحاء العراق بعد اغتيال سليماني والمهندس.
إلى ذلك، أقدم متظاهرو محافظة واسط أمس، على قطع الجسور الأربعة الرئيسية في المحافظة، استمراراً للإضراب عن الدوام، فيما حرق محتجون مقر لـ"الحشد الشعبي" في الناصرية.
وقال مصدر عراقي، إن المتظاهرين في واسط قطعوا في ساعات الصباح الأولى الجسور الأربعة الرئيسية، وهي سدة الكوت والجسر الأحدب وجسر الأنوار والجسر الحديدي.
وأضاف إن المتظاهرين مستمرون في إضرابهم عن الدوام، فيما لا تزال المؤسسات الحكومية تشهد إضراباً عاماً، مشيراً إلى توافد طلبة واسط إلى ساحة التظاهر المركزية.
وفي السياق، أكد مصدر محلي في محافظة ذي قار أن المتظاهرين قطعوا جميع الجسور في الناصرية، مضيفاً إن الإضراب الطلابي لا يزال مستمراً، مشيراً إلى استمرار غلق المؤسسات الحكومية.
وهاجم متظاهرون موكب لتشييع المهندس وسليماني في الناصرية وأحرقوا سيارة التشييع بقنابل مولوتوف، ما أدى إلى نشوب صدامات بين المشيعين والمتظاهرين أسفرت عن مقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة عدد آخر بجروح.
وقال شهود عيان، إن مسلحين، أطلقوا الرصاص الحي على المحتجين في ساحة الحبوبي، وسط ذي قار، بعد رفضهم إقامة تشييع رمزي لسليماني، ما أسفر عن مقتل متظاهر، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة.
وأضافوا إن عدداً من الأشخاص، وصلوا إلى ساحة الحبوبي، يحملوا نعشاً لتشييع رمزي لسليماني، الأمر الذي رفضه المحتجون من أجل إبعاد الساحة عن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، وعدم تصفية الحسابات في الأراضي العراقية.
وفي كربلاء، وصفت النائبة عن "تحالف الفتح" سناء الموسوي أمس، من أنزل صور سليماني من شوارع المحافظة بـ"الذيول التابعين لأميركا".
وعلى الصعيد السياسي، وجه العراق أمس، إلى الولايات المتحدة، رسائل إدانة وغضب من القصف الأخير، محذرا من تداعيات وفوضى قد تعم البلاد.
وأعلن المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة عبدالكريم خلف، توجيه استنكار وإدانة، للولايات المتحدة عبر رسائل من الحكومة العراقية، مضيفاً إن القصف الأميركي، عمل ينتهك السيادة القيام، بضرب قائد عسكري عراقي في داخل مطار بغداد، وهو أمر مدان، ومستنكر، ومرفوض، وغير مقبول.
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمس، إنه تحدث مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي للحض على تخفيف حدة التوترات في المنطقة.
وفي الدوحة، أعلنت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد تلقى اتصالاً هاتفياً، أمس، من برهم صالح، حيث استعرض الجانبان مستجدات الأوضاع في العراق، سيما الأحداث الأخيرة، والسبل الكفيلة بالتهدئة لتجنيب العراق والمنطقة مزيداً من التوتر والتصعيد.

مشيعون يحملون نعوش قاسم سليماني وأبومهدي المهندس خلال جنازتيهما في كربلاء (أ ب)
آخر الأخبار