الخرطوم، عواصم- وكالات: قبل ثلاثين عاما دخل الرئيس السوداني "المقلوع" عمر البشير، القصر الرئاسي في الخرطوم بعد انقلاب عسكري أطلق عليه وقتها "ثورة الإنقاذ"، بينما آثر مهندسه الحقيقي "الاخواني" الراحل حسن الترابي الذهاب طواعية إلى سجن "كوبر" حبيسا، إمعانا في التمويه.وليل أول من أمس، حل البشير "كرها" لا طوعا نزيلا في السجن، في حبس انفرادي تحت حراسة مشددة في القسم المخصص للسياسيين، حيث يقبع عدد من قيادات النظام السابق العليا، و"أخوانه"، من بينهم شقيق الرئيس المقلوع عبد الله البشير، والقيادي في حزب "المؤتمر" جمال الوالي، ووالي الخرطوم الأسبق، عبد الرحمن الخضر، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالعاصمة أسامة ونسي، وعدد من قادة "كتائب الظل"، في حين أشارت مصادر الى أن آخرين جار نقلهم إلى سجن "كوبر".واكدت أسرة البشير أمس، اعتقاله وإيداعه في سجن "كوبر"، وقال مصدر في الأسرة إن البشير تم اعتقاله أول من أمس، من بيت الضيافة وسط العاصمة الخرطوم، حيث تم التحفظ عليه منذ فجر الخميس الماضي، عقب إعلان الجيش الانقلاب عليه، بينما كشف وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية أوكيلو أوريم، أن بلاده تبحث منح حق اللجوء للبشير، موضحا أن "أوغندا لن تأسف على الاطلاق على بحث طلب يقدمه البشير". وفيما أكد مصدر سوداني، أمس، أن المجلس العسكري رفض استقبال وفد قطري برئاسة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أفادت وسائل إعلام سودانية، باعتقال رئيس البرلمان المنحل إبراهيم عمر بمطار الخرطوم لدى عودته من الدوحة.بدورها، أكدت المعارضة جاهزيتها لتسلم السلطة قبل نهاية المهلة التي حددها مجلس السلم والأمن الافريقي لنقل السلطة لحكومة مدنية.من جهته، أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان، أمس، مرسوما بإجراءات محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين، يقضي بالإفصاح الفوري من الوزارات والجهات الحكومية عن العملة الأجنبية والحسابات المصرفية داخل وخارج السودان.وطالب المجلس بنك السودان المركزي بمراجعة حركة الاموال اعتبارا من الاول من أبريل وحجز الاموال التي تكون محل شبهة، ووقف نقل ملكية أي أسهم الى حين اشعار اخر مع الابلاغ عن أي نقل لاسهم أو شركات بصورة كبيرة أو مثيرة للشك.
ميدانيا، أعلن رئيس الحركة الشعبية المعارضة "قطاع الشمال" عبدالعزيز آدم الحلو، وقف الأعمال العدائية مع الحكومة السودانية، ثلاثة أشهر ابتداءً من أمس في مناطق سيطرة الحركة، كبادرة حسن نية تجاه الحل السلمي للمشكلة السودانية، وإعطاء فرصة للتسليم الفوري والسلس للسلطة للمدنيين.وفي إطار المواقف العربية والدولية، أشاد البرهان بالعلاقات المتميزة بين السودان وكل من السعودية والإمارات، مشددا خلال استقباله وفدا سعوديا- إماراتيا مشتركا، نقل إليه رسالة شفهية تضمنت استعداد قيادتي البلدين لدعم ومساندة السودان وشعبه في هذه المرحلة التاريخية المهمة، على الروابط الأزلية التي تربط بين شعوب الدول الثلاث.وبينما توجه وفد مصري رفيع أمس إلى الخرطوم، رحبت الخارجية الصينية بالجهود المبذولة من جانب مختلف الأطراف في السودان للتوصل لتوافق وطني، بينما قال مسؤول بالخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة لن ترفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للارهاب، قبل أن تتغير قيادة وسياسات الدولة ويسلم الجيش السلطة، وأكدت مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد لن يعترف بشرعية المجلس العسكري الانتقالي في السودان، مطالبة بانتقال سياسي يقوده المدنيون.

سجن "كوبر" حيث يقبع الرئيس المخلوع عمر البشير (أ ب)