البصرة الفيحاء

طلال السعيد

البصرة لم تعد كما كانت فيحاء، او ملتقى للخليجيين مثلما كانت قبل نصف قرن من الزمن، ولو ظهر السندباد من جديد لما سكنها، فكل بلدان العالم توجد فيها ثغرات او ضعف أمني في ناحية من نواحي الحياة، او ضعف بسيط في القبضة الامنية تعمل الجهات المختصة على تلافيه الا العراق "العظيم" فهو يشكو من انفلات امني غير مسبوق، ولا وجود للامن في جميع محافظاته التي تحكمها الاحزاب، ولا تحكمها الدولة، فهناك كل مجموعة حزب، وكل حزب دولة بحد ذاته ويدير مساحة من الارض العراقية، وفق توجهاته.
كذلك فإن للجارة المسلمة ايران رأيها المحترم بمجريات الاحداث في العراق، وليس من صالحها التقارب الخليجي - العراقي، وقد يكون لها عناصرها التي تنفذ اجندتها في البصرة نفسها، لذلك فزائر البصرة لا يعرف مع من يتفاهم، الامر الذي يجعل السفر الى العراق، بحد ذاته، مغامرة على من يقدم عليها أن يتحمل تبعيتها.
اما البصرة التي يعرفها جيل كامل من الكويتيين، او الخليجيين، فقد تغيرت ديموغرافيتها، ولم تعد تلك البصرة التي تربطها بالكويت والخليج علاقات خاصة، فالتغيير الذي حصل في نوعية السكان الجدد الذين استقروا في البصرة وقدموا من اماكن مختلفة من العراق، واصبحوا يلبسون الزي العربي، مثل اهل الخليج، يختلفون عنا كثيرا على العكس من عائلات البصرة الاصيلة، او اهل البصرة جيراننا قبل الغزو العراقي الغاشم لبلدنا، لذلك لا يستغرب اذا سرقت محفظة زائر او "ضرب جيب" مشجع، او اثيرت فوضى مفتعلة من اجل اختلاق مشكلة مع الكويتيين تجبرهم على الرحيل، مثلما حصل مع وفدنا الرسمي، او اشعرهم البعض، وليس الكل انهم غير مرحب بهم على ارض العراق لقطع حبال المودة، والحيلولة دون التقارب الخليجي- العراقي.
لذلك فالواقع والعقل يقول لزوار البصرة من الكويتيين بالذات: الى هذا الحد ويكفي فعودوا من حيث أتيتم، معززين مكرمين، قبل ان يحدث ما لا تحمد عقباه، فحفل الافتتاح غير موفق بسبب الفوضى، وسوء التنظيم، وعدم وجود سيطرة امنية على الملعب.
وكذلك نتائج منتخبنا "الازرق" لا تستحق التشجيع، والمتابعة بعد هزيمته الشنعاء من المنتخب القطري، والملعب الذي تبرعت به الكويت تغيرت لوحته التذكارية، ورفع عنه اسم الكويت، بل وتغير اسمه الى ملعب جذع النخلة، فما الذي تبقى لنا في البصرة حتى نصمم على البقاء فيها حتى وان كانت فيحاء... زين؟