الدولية
البطريرك الماروني: يجب وضع يد الدولة اللبنانية على كل السلاح غير الشرعي
الأحد 18 ديسمبر 2022
5
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان:بدا واضحاً من خلال محاولات تأخير التحقيقات في حادثة الاعتداء الدموي على دورية للوحدة الأيرلندية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، من قبل مؤيدين لـ"حزب الله"، أن هناك من يسعى للتأثير على التحقيقات وحرفها عن وجهتها الحقيقية، بما يجعل من الصعوبة بمكان كشف تفاصيل ما جرى، وتالياً توقيف المعتدين والمتسببين بمقتل الجندي الأيرلندي، وجرح رفاقه الثلاثة. بعدما كشفت المعلومات أن مطلقي النار هم من البيئة الحاضنة للحزب، في وقت يتوقع وصول لجنة عسكرية أيرلندية للمشاركة في التحقيقات التي يجريها السلطات اللبنانية، والتي تواجه ضغوطات محلية، لتأخيرها أو محاولة أخذها إلى مكان آخر. وعلمت "السياسة" أن قيادة "يونيفيل" ترفض أي محاولة من جانب أي طرف لتمييع التحقيق، وأنها تصر على كشف الحقيقة كاملة، ومعرفة هويات الجناة، ومن يقف خلفهم. وهذا ما ستشدد عليه البعثة الإيرلندية التي ستحط في بيروت في الساعات المقبلة، وسط تأكيدات على أن المجتمع الدولي يصر على كشف كل الملابسات المتصلة بهذه الجريمة التي استهدفت الجنود الدوليين، وتحديد الجهات الفاعلة والمحرضة، لتعريتها أمام الرأي العام المحلي والخارجي.وفي عظته، أمس، من بكركي، شدد البطريرك بشارة بطرس الراعي، على أن الوقت قد حان لتضع الدولة يدها على كل سلاح غير شرعي، منددا باغتيال الجندي الإيرلندي.واعلن الراعي شجبه وادانته بأشد العبارات لمثل هذه الأعمال، معربا عن بالشفاء العاجل للمصابين، وقال إن هذا الجندي الذي جاء إلى لبنان ليحمي سلام الجنوب، قتل برصاصة حقد اغتالته. وحذر من أن هذه الحادثة المأساوية التي تشوه وجه لبنان، إنما تستوجب تحقيقا شفافا لبنانيا وأمميا يكشف الحقيقة ويجري العدالة.وجدد الراعي التأكيد على أنه حان الوقت بل حان من زمان لأن تضع الدولة يدها على كل سلاح متفلت وغير شرعي وتطبق القرار 1701 نصا وروحا، معتبرا أن تطبيقَه حتى الآن هو انتقائي واعتباطي ومقيد بقرار قوى الأمر الواقع، فيما الدولةُ تعض على جرحها، وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها.ودعا الراعي النواب ومن وراءهم عن هذه السلسلة من الإجتماعات الهزليّة في المجلس النياني، والمحقرة في آن لكرامة رئاسة الجمهوريّة من جهة، وللإستفادة من شغورها من أجل مآرب سياسية ومذهبية من جهة أخرى إلى العودة إلى أنفسهم، قائلا إن جماعة سياسية، حاكمةً بالأصالةِ أو بالوكالة، ومعارضة بالأصالةِ أو بالوكالة، لا بد من أن تسقط مهما طالت السنواتُ ما دامت تُهمِلُ إرادةَ الشعب وتعتبره كمية لا قيمة لها وحرفا ساقطًا. واعتبر الراعي، أن ما يجري على الصعيدِ الرئاسي والحكومي والنيابي والعسكري في الجنوب وعلى الحدود، وتآكلِ الدولةِ رأسا وجسما، يؤكد ضرورةَ تجديدِ الدعوة إلى الحياد الإيجابي الناشطِ، وإلى عقد مؤتمر دُولي خاص، يعالج القضايا التي تعيد إلي لبنان ميزته وهويته. من جانبه تسأل المطران إلياس عودة، قائلا: "إلى متى سنقبل بأن يحكمنا الفاشلون المفاوضون علينا بالقوة؟، هل هدرت دماء الشهداء عبثاً، ودولة تتراجع يوماً بعد يوم؟".وأشار عودة إلى أنّ "تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية مستمرّ بسبب ألاعيب السياسيّين التي باتت مكشوفة، وخطاياهم أوصلتنا إلى ما نحن فيه"، مؤكّداً أنّه يجب محاسبة النواب على ممارساتهم العقيمة والمذلّة لمنتخبيهم، ونحن بحاجة إلى مسؤولين على رأسهم رئيس للبلاد يحمل خطّة إصلاحية واضحة.إلى ذلك، وفي حين يتردد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في عقد جلسة جديدة للحكومة، بعد الحملة المسيحية التي استهدفته، علم أن لا لقاء تشاوريا، سيعقد اليوم، في السراي الحكومي بين الرئيس ميقاتي والوزراء، بانتظار الصيغة التي سيتم التوافق بشأنها، لتسيير أمور المواطنين.