"البنزين" يحرق لبنان وأسعار الخبز تشتعل والزيوت المغشوشة تغزو الأسواق

بيروت ـ"السياسة":

في مأساة مروعة ، قيل إن سببها البحث عن "البنزين"، فجعت بلدة الشرقية قضاء النبطية، بوفاة فاطمة قبيسي، زوجة عماد حويلي، وبناتها الأربعة زهراء، آية، ليا، وتيا، في حادث تصادم وقع على أوتوستراد السعديات عند مفرق برجا، ليل أول أمس، في حين علم أن ضابطاً يعالج في إحدى المستشفيات، جراء إصابات بالغة تعرض لها نتيجة الحادث .
ومع تفاقم أزمة المحروقات، وسط حديث عن أن مادة البنزين قد تنفد من الأسواق في غضون أيام قليلة، أكد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، أن "أصحاب أكثر من 140 محطة محروقات رفضوا استلام البنزين من الشركات بسبب تعرضهم للمشاكل والابتزاز والضرب ولم يستطيعوا حماية أنفسهم". وطالب أبو شقرا، "الأجهزة الأمنية بحماية المحطات التي تقوم بواجباتها". وأشار ردًا على سؤال عن "الاجتماع في مجلس النواب الاسبوع الماضي في حضور وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر الذي نقل الى النواب الواقع وما طلبه منه مصرف لبنان كي يتم استمرار استيراد البواخر، إلى انه "طرح ان يتم احتساب سعر الدولار 3900 ليرة لتخفيف الضغط عن مصرف لبنان"، مؤكدا انه" لم يتم الحديث عن رفع الدعم كليا".
ولفت أبو شقرا، إلى أنّ "تراجع قدرة المحطات على توفير مادة البنزين، بسبب الشح الحاد في التوزيع من بعض الشركات"، مطالبا المسؤولين الإسراع في حل الأزمة"، مؤكدًا أنّ "أصحاب المحطات والموزعين ليسوا سبب الأزمة وأن الطلب المرتفع في السوق يؤدي الى تبخر الكميات التي تطرح في السوق، وهم يتعرضون للضغوط والمشاكل بسبب عدم توافرها".
معيشيا ايضا، رفعت وزارة الاقتصاد والتجارة أمس، سعر ربطة الخبز، وأصدرت الوزارة الجدول الأسبوعي لسعر مبيع دقيق القمح، موضحةً فيه أن هذا الارتفاع أتى نتيجة "توقف مصرف لبنان عن دعم مادة السكر في الأسواق اللبنانية، واستناداً إلى سعر القمح في البورصة العالمية، وإلى سعر صرف الدولار، واستناداً إلى سعر المحروقات، ونظراً للظروف الاقتصادية الضاغطة والقدرة الشرائية المنخفضة التي يعاني منها المواطنون".
وليس بعيدا من الكوارث الواقعة على رؤوس اللبنانيين، أمرت النيابة العامة في البقاع بضبط 20 طنا من الزيوت بعد أن بيّن الفحص المخبري أنها مستخرجة من فول الصويا، ويتمّ بيعها تحت تسمية فيتالي على أنها مستخرجة من دوار الشمس للاستعمال البشري.
إلى ذلك، علمت "السياسة"، أن هناك قراراً سياسياً وأمنياً حازماً على أعلى المستويات، لاستنفار كافة الإمكانات من أجل منع كل محاولات التهريب على أنواعها، من أجل إعطاء انطباع للدول الخليجية وغيرها، بأنها غير مستهدفة، وأن لبنان حريص دائماً على التصدي لكل عمليات التهريب التي قد تستهدف المملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول الخليجية التي يقال إنها وضعت لبنان تحت المجهر، للتأكد من جدية إجراءاته لمنع التهريب على أنواعه .
واستكمالاً لمتابعة ملف التصدير إلى المملكة العربية السعودية، التقى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، وفداً من مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية برئاسة فادي قاصوف، وحضور رئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية - الخليجية ايلي رزق، وتم البحث في العلاقات اللبنانية السعودية على المستويات كافة. ودعا قاصوف، الوزير فهمي، إلى "متابعة هذا الملف انقاذا للجالية اللبنانية ومساعدة لها، والسماح بالسفر من لبنان الى المملكة العربية السعودية خصوصا خلال فترة هذا الصيف".