البورصات العالمية ترتفع غير مكترثة بالحرب التجارية

قال التقرير المالي الاسبوعي لبنك الكويت الوطني يبدو أن الأسواق العالمية لم تكترث للحرب التجارية بين أميركا والصين. فقد ارتفعت الأسهم عالميا وسط عمليات بيع لسندات الخزينة، ليرتفع بذلك العائد على سندات الخزينة ذات مدة 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في 4 أشهر عند 3.08 % ويعزو الاقتصاديون أيضا ارتفاع عوائد سندات الخزينة إلى البيانات الاقتصادية القوية. وفي سوق العمل، تراجعت طلبات البطالة الأسبوعية إلى أدنى مستوى لها في حوالي 49 سنة لتصل إلى 201,000 طلب فقط. وإضافة إلى ذلك، ارتفع مؤشر مجلس احتياط فيلادلفيا للتصنيع من 11.9 في أغسطس إلى 22.9 في سبتمبر.
وعلى صعيد الصرف الأجنبي، كان الدولار الأميركي متقلبا الأسبوع الماضي بسبب التطورات في مخاطبات الحرب التجارية ووصل إلى أدنى مستوى له في شهرين عند 93.960 ومع ذلك، يأخذ السوق في الحسبان احتمالا نسبته 100 % لرفع سعر الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي في هذا الأسبوع.واضاف التقريران الرئيس الأمريكي ترامب قد فرض رسوما جمركية نسبتها 10% على ما قيمته 200 مليار دولار من الواردات الصينية بدءا من هذا الأسبوع، مضيفا إليها تهديدا برفع الرسوم إلى 25% إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الصين بحلول 2019. وكانت أميركا قد فرضت بالفعل رسوما على ما قيمته 50 مليار دولار من الواردات الصينية هذه السنة، مع إضافة 200 مليار دولار ليصبح المجموع نصف الواردات الصينية. وتعهدت الصين بعد ذلك بالرد بفرض رسوم جمركية مضادة، ما يشكّل تصعيدا حادا في الحرب التجارية يمكن أن تكون له تأثيرات أليمة على الاقتصاد العالمي.
وقد أعلنت الصين بحسب تهديدها السابق بفرض رسوم جمركية على ما قيمته 60 ملياردولار من السلع الأميركية من اللحوم إلى القمح إلى الأقمشة، والتي سيبدأ العمل بها في 24 سبتمبر. وواصل ترامب حملته على الصين يوم الخميس بقوله "إن الوقت حان لأخذ موقف من الصين،" و"إن لا خيار لدينا. لقد مضى وقت طويل. إنهم يضرّون بنا." ولم تضع إدارة ترامب طريقة للشركات للحصول على استثناء من الضرائب الأخيرة التي فرضتها، على عكس الرسوم التي فرضتها سابقا. الى ذلك أفادت بيانات استطلاع مؤشر مديري الشراء الأولي بأن نشاط قطاع الأعمال في منطقة اليورو نما في سبتمبر بثاني أبطأ وتيرة له منذ أواخر 2016، إذ أن نمو التصنيع كان منخفضا بسبب عدم ارتفاع طلبات التصدير للمرة الأولى في ما يربو على خمس سنوات. فقد تراجع مؤشر مديري الشراء بحسب IHS ماركيت من 54.5 في أغسطس إلى 54.2 في سبتمبر، وذلك بحسب القراءة الأولية. وكان وراء هذا التباطؤ تراجع النمو في قطاع التصنيع، حيث ارتفع الإنتاج بأبطأ وتيرة له منذ مايو 2016. وأظهرت الطلبات الجديدة التي تلقتها المصانع أضعف ارتفاع تشاركي منذ فبراير 2015 مع فشل طلبات التصدير في الارتفاع للمرة الاولى منذ يونيو 2013.
ومن ناحية الصرف الأجنبي، بدأ اليورو الأسبوع عند 1.1623 واستمر في الارتفاع بسبب انخفاض الدولار وسط التوترات مع الشركاء التجاريين لأميركا. وارتفع اليورو إلى 1.55 % ليصل إلى أعلى مستوى له في 3 أشهر عند 1.1803.
وارتفع التضخم في بريطانيا بشكل غير متوقع إلى أعلى معدل له في ستة أشهر من 2.5% إلى 2.7%، مقابل توقعات بالتراجع. ورفع البنك المركزي الشهر الماضي سعر الفائدة في محاولة للسيطرة على الضغوطات السعرية، ما أدى إلى توقعات بتراجع التضخم إلى2.4 %. وكان أكبر المساهمين في ارتفاع التضخم ارتفاع أسعار خدمات النقل والملابس. وارتفعت الأجور بنسبة 2.9% في الأشهر الثلاثة المنتهية في يوليو، لتبيّن أن الأجور لا زالت ترتفع أكثر من التضخم.
وحذّرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي زعماء الاتحاد الأوروبي من أن خطتهم لخلق حدود جمركية بين بريطانيا وإرلندا الشمالية "غير معقولة"، وقالت إنها سترفض عرض رئيس مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشال بارنييه. ويبقى مستقبل الحدود الإرلندية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد غير واضح، إذ أنه من المتوقع أن يعبر 30,000 شخص على الأقل الحدود في كل يوم عمل، وأن يعبر ما قيمته نحو 2.4 بليون جنيه من سلع إرلندا الشمالية الحدود سنويا.