البورصة استقطبت سيولة أجنبية ساخنة بلغت 4.7 مليار دينار حتى أغسطس الماضي

حلل التقرير سلوكيات الأجانب في بورصة الكويت قائلا انه مع نهاية الربع الثالث من العام الجاري، فقد مؤشر داو جونز نحو -20.9%، ومثله فقد الداكس الألماني نحو -23.7% وفقد فوتسي البريطاني -6.6% وشنغهاي الصيني نحو -16.9% مقارنة مع نهاية العام الفائت، وكلها خسائر مبررة، فالاقتصاد العالمي يعاني من متلازمة ضعف النمو الاقتصادي وتزايد معدلات التضخم، والحرب الروسية الأوكرانية هذه المرة بقلب أوروبا وليست من منظومة حروب الوكالة، والفائدة الصفرية استمرت أطول بكثير مما يجب وتسببت في انتفاخ أسعار الأصول وتضخم المديونيات السيادية والخاصة.
وفي مثل هذه الأوضاع، تثير الأموال الساخنة، أي تلك المستثمرة في الأصول السائلة مثل الأسهم، قلقاً كبيراً، ويزداد القلق إن كانت أموال أجنبية مثل تلك التي أطاحت باقتصادات نمور آسيا في أكتوبر من 1997. وبورصة الكويت وعن استحقاق، جذبت أموال أجنبية ساخنة بلغت قيمتها في 31 أغسطس 2022 نحو 4.699 مليار دينار في السوق الأول، منها 3.394 مليار دينار في قطاع المصارف الكويتية فقط.
ورغم اضطراب أوضاع بورصات العالم الرئيسية والناشئة، ومع هبوط أسعار الأسهم في الكويت بدءاً من مايو 2022، ظلت استثمارات الأجانب متزايدة أو ثابتة لكل ما مضى من العام الجاري حتى نهاية شهر أغسطس. وتزايد أو ثبات تلك الأموال الساخنة في البورصة الكويتية له بحدود اجتهادنا تفسيران، الأول، هو أن وجهة نظرهم حول أداء الاقتصاد الكلي المحلي مع الارتفاع الاستثنائي لأسعار النفط، تظل إيجابية مقارنة باقتصادات بورصات العالم المتقدم والناشئ الأخرى.
والثاني في تقديرنا هو أن استثماراتهم في بورصة الكويت تظل ضئيلة وخسائرها في جميع الأحوال غير مادية، ما يعني أن مستويات أسعارها لم تصل بعد إلى مستوى يدعوهم إلى وقف الخسائر بالبدء بتسييلها. ويظل لا شيء يدعونا إلى التأكيد على أن ما ذكرناه من تفسير، هو تفسير صحيح، ولا شيء يدعونا إلى الاعتقاد بأن شهر واحد كاف لضمان ثبات سلوكيات الاستثمار الإيجابية لديهم، ما نعرضه هو واقع الأرقام فقط.