البورصة تودّع أكتوبر بخسائر قاسية تجاوزت نصف مليار دينار

السوق الأول تجاهل نمو أرباح البنوك في الربع الثالث وخسر 2 في المئة من قيمته


كتب – محمود شندي:


شهدت مؤشرات البورصة تراجعات حادة خلال تداولات شهر أكتوبر الماضي نتيجة الضغوط البيعية القوية على معظم الأسهم المدرجة سواء القيادية او الرخيصة نتيجة غياب الثقة وارتفاع مخاوف المستثمرين، وتكبدت البورصة خسارة تقدر بنحو 513 مليون دينار من قيمتها السوقية لتصل الى 28.5 مليون دينار، وهو ما يعكس حالة التخارجات القوية التي قامت بها العديد من المحافظ والصناديق الاستثمارية على وقع التوترات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة بالاضافة الى التراجعات الحادة التي اصابت البورصات العالمية على وقع خسائر وول ستريت.
وتراجع المؤشر العام للبورصة بنحو 96.3 نقطة بما يعادل 1.8 % ليصل الى مستوى 5042.2 نقطة، فيما تكبد مؤشر السوق الاول اكبر التراجعات بواقع 111.6 نقطة بنسبة 2 % ليغلق على 5234.1 نقطة نتيجة استمرار الضغط البيعي على الاسهم القيادية. وتعرض السوق خلال الشهر الماضي لضغوط بيعية كبيرة من قبل المحافظ والصناديق الاستثمارية سواء المحلية او الاجنبية بهدف التخارج من السوق في ظل غياب المحفزات وحالة القلق الجيوسياسي وانتهاء مرحلة الترقية للاسواق الناشئة التي اختذلها السوق جلسات محدودة، فيما كان لتراجع الاسواق الخليجية وخصوصا السعودي اثر كبير وسلبي على اداء سوق الكويت.
ومن الواضح ان التراجعات الكبيرة في المؤشر تعود الى التباين الكبير بين تداولات شهر سبتمبر الذي تميز بالعديد من المحفزات التي عززت من التداول في مقدمتها الترقية في مؤشر فوتسي راسل وهو ما انعكس على السوق بالنشاط والزخم وارتفاع السيولة الى مستوى قياسي لم تشهدها منذ اكثر من 10 سنوات ولكن مع انحسار تلك المحفزات عاد السوق الى التداولات الطبيعية والمحدودة ثم جاء شهر اكتوبر وادت الانهيارات التي شهدتها البورصة الاميركية والاوضاع الجيوسياسية في المنطقة لتقود المؤشرات الى خسائر كبيرة وحادة. ولم يتفاعل السوق حتى الان مع اعلانات البنوك عن نتائجها المالية الجيدة في الربع الثالث على الرغم من نجاح البنوك في تحقيق نمو في نتائجها المالية في التسعة اشهر الأولى من 2018 مدعومة بادائها المالي الجيد، لتقفز بنحو 109.5 مليون دينار وبنسبة 18.4 % ليبلغ اجمالي ارباح البنوك 704.9 مليون دينار قياسا بنحو 595.3 مليون دينار في الـ 9 اشهر الاولى من 2017. من جانبه قال المحلل المالي فهد الصقر لـ "السياسة": إن الاوضاع الجيوسياسية في المنطقة اثرت بصورة كبيرة على البورصة ودفعتها للتراجع بصورة حادة خلال اكتوبر وخصوصا الاسهم القيادية التي تعرضت لخسائر كبيرة، الا ان هذه الضغوط لم تصل الى حالة الهلع والخوف، مشيرا الى ان البورصة مطالبة بالافصاح بصورة شفافة عن حجم التداول اليومي للمحافظ والصناديق بحيث يتم معرفة دخول او خروج المحافظ المحلية وكذلك الاجنبية بشكل تفصيلي لاعطاء صورة توضيحية عن مسار التداولات.
وأضاف الصقر ان السوق مازال يمتلك بعض الفرص المتاحة، كما ان البنوك والشركات تمتلك ادوات جيدة للحفاظ على اسهمها وفي مقدمتها عملية شراء اسهم الخزينة المقدرة بنحو 10 % وهو الامر الذي قد يحد من التراجعات الكبيرة، مشيرا الى ان السوق الرئيسي يعاني من تراجع حجم تداولاته قياسا بالسوق الاول وهو ما يجعل تأثره بالتراجع محدودا.
بنهاية شهر أكتوبر 2018 وخلال 23 جلسة، بلغت أحجام التداول بالبورصة 1.49 مليار سهم مقارنة مع 2.1 مليار سهم تم تداولها الشهر الماضي، بانخفاض نسبته 29.3% وشهدت قيم التداول تراجعاً بنحو 40.9% بنهاية أكتوبر، لتصل إلى 309.85 مليون دينار، مقارنة بمستواها في سبتمبر الماضي عند 523.83 مليون دينار. وعلى مستوى الصفقات، تراجعت هي الأخرى بنهاية أكتوبر بنحو 17.6% لتصل إلى 75.57 ألف صفقة، مقارنة مع 91.66 ألف صفقة نُفذت في سبتمبر الماضي وجاءت متوسطات التداول بالبورصة للجلسة الواحدة خلال أكتوبر على النحو التالي: الكميات بواقع 64.57 مليون سهم، والصفقات بحدود 3.29 ألف صفقة، والقيم تُقدر بـ 13.47 مليون دينار.