الأحد 27 أبريل 2025
25°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"التاج"... تبجيل وفضائح في القصر الملكي

Time
السبت 21 نوفمبر 2020
View
5
السياسة
الموسم الرابع شهد سيطرة نسائية وتغيير كثير من الوجوه

يمكن إيجاز مضمون مسلسل The Crown أو "التاج"، أكبر انتاجات "نتفليكس" وأكثرها نجاحا، بمواسمه الأربعة، بأن الحلقات التاريخية الأربعين حافلة بالتشويق، الخيانة، والمشكلات العائلية والنفسية، في ظل تحمل عبء حكم إمبراطورية مترامية الأطراف.
تعرض "نتفليكس" الآن الموسم الرابع من المسلسل، عن حياة الملكة إليزابيث وعائلتها وتاريخ بريطانيا في حبكة درامية مدهشة، تتسم بسرد تاريخي ممتع وصراحة صادمة عند عرض الأسرار العائلية والسياسية.
بدأ الموسم الرابع بتولي مارغريت تاتشر رئاسة الوزراء، ويتابع فترة حكمها العاصفة الممتدة لأكثر من 10 سنوات. كما يتناول قصة حب وزواج الأمير تشارلز وديانا، التي انتهت بالخيانة المتبادلة والطلاق، ليتوقف قبل مصرعها بقليل، ومن تشارلز إلى أندرو ومارغريت والأميرة آن، والحياة العاطفية لبقية أفراد العائلة الحافلة بالخيانة والتعاسة.
لعل أجمل ما في "التاج" أنه لا يتتبع الوقائع التاريخية لمجرد أنها مهمة، فعند إعلان خطوبة تشارلز وديانا، لا يعرض وقائع الزواج الأسطوري، لأن إعلان الخطوبة يمهد لأحداث ومواقف تساهم في دراما العائلة والمأساة التي ستعقب هذا الزواج بسنوات.
هناك أيضا قصة ضياع ابن تاتشر في الصحراء الجزائرية عقب مشاركته في سباق للسيارات، ولكن هذا الحدث يساهم في الدراما السياسية، لأنه يؤثر على عقل رئيسة الوزراء، التي تتخذ قراراً متسرعاً بالتصعيد ضد الأرجنتين، ما يؤدي إلى حرب "فوكلاند"، التي حققت انتصاراً وشعبية موقتة لها، لكنها أدت مستقبلاً لسقوطها، وفق موقع "الرؤية" الإماراتي.
شهد الموسم الرابع تغييرا في الوجوه التي تلعب الأدوار الرئيسية، فتحل أوليفيا كولمان محل كلير فوي، التي لعبت دور إليزابيث في المواسم الثلاثة الأولى، ويحل توبياس مينزيس محل مات سميث في دور زوجها الأمير فيليب، وهيلينا بونهام كارتر محل فانيسا كيربي في دور أختها الأميرة مارغريت، كما تظهر شخصيات جديدة أهمها جيليان أندرسون في تجسيد لا ينسى لدور مارغريت تاتشر، والوجه الجديد إيما كورين التي تشبه الأميرة ديانا بشكل لا يصدق!.
تسيطر الشخصيات النسائية على الموسم الرابع، من إليزابيث لتاتشر إلى الأخت مارغريت والابنة آن والأميرة ديانا، حتى في لحظات ضعفهن وبكائهن، بينما تتراجع شخصيات الرجال إلى خلفية الأحداث أو تقدم باعتبارها ضعيفة وغير مؤثرة، وعلى رأسها شخصية الأمير تشارلز ويؤديها جوش أوكونور، وبقية رجال المسلسل مثل الأمير أندرو والأمير فيليب وزوج مارغريت ونائبه، جميعهم ظلال للشخصيات النسائية المهيمنة.
تمتد أحداث الموسم الرابع لعشر سنوات، من بداية الثمانينات حتى بداية التسعينات، وهي فترة قريبة نسبياً، عايشها الكثيرون، ولعلّ ذلك سبب فتورها مقارنة بالمواسم الثلاثة الأولى، أو ربما لأن صنّاع العمل لم يوفقوا في اختيار الأحداث الأكثر أهمية ودلالة على المرحلة، فمثلاً هناك حلقة كاملة عن حادثة قيام مواطن مختل نفسياً يدعى مايكل فاجان باقتحام قصر باكنغهام ليلاً ودخول غرفة نوم الملكة، وهي حادثة شيقة، لكنها لا تساهم في الدراما العامة إلا بقسط شحيح جداً، وكان يمكن اختزالها في عدة مشاهد أو جزء من حلقة.
يواصل الموسم الرابع نهج المواسم السابقة من تمجيد وتبجيل لشخصية إليزابيث، كملكة وشخصية مثالية مقارنة بمن حولها، فهي تواصل سياسة "عدم فعل شيء"، التي تعلمتها من جدتها، وتترك المشاكل تحل نفسها، على النقيض من تاتشر التي تتميز بالفعل ورد الفعل، ولكن المسلسل ينحاز إلى سكون إليزابيث بشكل واضح، هذا السكون يقدم باعتباره حجر الأساس ومرساة السفينة وسط العواصف التي تحيط بالعائلة المالكة وبريطانيا. الخطأ الوحيد الذي ترتكبه إليزابيث، حسب المسلسل، هو فقدانها لثباتها الأسطوري والتورط في معركة على صفحات الجرائد مع رئيسة وزرائها المغرورة.
لا يخلو "التاج 4" من مشكلات تتعلق بالبناء والتدفق الزمني للأحداث، إذ يتوقف أحياناً عند نقاط هامشية، ويسرع أحياناً عند محطات تستدعي التمهل، ولكنه يظل عملاً استثنائياً في تاريخ المسلسلات لضخامة إنتاجه وبراعة عناصره الفنية وجودة تنفيذه وشجاعة موضوعه الذي يتناول أسرار وسيرة عائلة ملكية لم تزل تحكم وشخصيات على قيد الحياة.

الملكة اليزابيث في "التاج 4"


ديانا وتشارلز نجما الموسم الرابع
آخر الأخبار