التجارة العالمية مهددة جراء تفاقم خسائرالمصانع والشركات الصينية

عواصم- وكالات: يوما بيوم تتزايد الاثار السلبية لانتشار فيروس"كورونا" المميت على الاقتصادين الصيني والعالمي، فقد سجلت أسعار التعاقدات الآجلة للنفط تراجعا كبيرا خلال التعاملات الأميركية، امس، في ظل المخاوف من ضعف الطلب على الطاقة، وبخاصة في الصين مع الانتشار السريع للفيرو المتحور الجديد.
وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي للنفط الأميركي بمقدار 45ر1 دولار أي بنسبة 8ر2 في المئة إلى 11ر50 دولار للبرميل تسليم مارس المقبل، وهو أقل مستوى له منذ أكثر من عام، وكان السعر قد انخفض خلال التعاملات إلى 92ر49 دولار للبرميل قبل أن يسترد جزءا من خسائره مع ختام التداول.
اما خام برنت القياسي للنفط العالمي فقد تراجع بمقدار 21ر2 دولار أي بنسبة اربعة في المئة تقريبا إلى 41ر54 دولار للبرميل وهو أقل مستوى له منذ نحو 13 شهرا، فيما قالت مصادر مطلعة على أوضاع قطاع الطاقة الصيني إن طلب الصين على النفط الخام تراجع بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا أي بنسبة 20في المئة من إجمالي الطلب،وتراجع الطلب الصيني يمكن أن يكون أقوى ضربة لأسواق النفط.
وعلى مبدأ رب ضارة نافعة أظهرت بيانات رسمية نٌشرت امس أن حجم التبادل التجاري بين ماليزيا والولايات المتحدة الأميركية ارتفع بنسبة 6ر5 في المئة ليصل إلى 45ر164 مليار رينجيت (40 مليار دولار) خلال عام 2019، و سجلت اقتصاديات أخرى مثل تايوان وفيتنام ارتفاعا في حجم تجارتها مع الولايات المتحدة، حيث تحاول الشركات تجنب الرسوم التي تم فرضها في إطار الحرب التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم، وقد زاد تفشي فيروس كورونا المتحور الجديد في الصين من الغموض الذي سببته الرسوم، وإذا اضطرت المصانع الصينية للاستمرار في الاغلاق بسبب الفيروس، فان ذلك سيرتد سلبيا على الاقتصاد العالمي، اذ توقع اتحاد التجارة الخارجية الألماني أن يتأثر النمو الاقتصادي العالمي جراء فيروس "كورونا".
وقال رئيس الاتحاد، هولغر بينجمان: "إذا واصل الوضع تفاقمه، لن يكون لذلك عواقب سلبية على الاقتصاد الصيني فقط، بل أيضا على التجارة العالمية، قطع خطوط الطيران أو إغلاق الشركات أو غياب السائحين يظهر تأثيره بالفعل حاليا".
اضاف:" أن أفضل وسيلة للتعامل مع هذا التحدي هو الاستمرار في التواصل الشفاف وعدم الإصابة بالذعر، وقال: "الشركات في قطاع التوريد مطالبة حاليا بمراجعة المخاطر المحتملة في سلاسل توريدها، تحديدا في حالات تعطل التوريد".
وأكد" ان مواقف مشابهة من الماضي تبين أن هذا قد يكون له تأثيرات سلبية على التجارة العالمية، الضغط على البورصات وسعر النفط بوادر أولى لهذا الأمر".
تجدر الإشارة إلى أن الخوف من تفشي السلالة الجديدة من فيروس "كورونا" كبدت أسواق الأسهم الصينية أكبر خسائر لها منذ سنوات، ووفق تقديرات خبراء صينيين، فإن الوباء سيصل ذروته خلال فترة تتراوح بين 10 أيام و14 يوما.
في المقابل توقعت الجمعية الصينية لسيارات الركاب، وهي هيئة صناعية، تراجع مبيعات السيارات في البلاد بنسبة تتراوح بين 25 و30 في المئة لشهري يناير وفبراير، بسبب تداعيات فيروس "كورونا".
وتوقع الأمين العام للجمعية كوي دونغشو أن" تشهد المبيعات نموا خلال الفترة من مارس حتى ديسمبر العام الجاري،ويتوقع أن تسجل مبيعات السيارات الصينية لعام 2020 نحو 25 مليون وحدة".
وفي هذا الشأن أعلنت شركة" هيونداي موتور" عن تعليق بعض خطوط إنتاج السيارات في كوريا الجنوبية هذا الأسبوع، بسبب نقص المكونات التي تستورد من الصين، واعلنت الشركة أنها تتشاور بشأن وقف مزيد من خطوط الإنتاج اعتمادا على مستقبل التطورات بشأن ذلك الفيروس.
في السياق ذاته قررت الحكومة الروسية تأجيل منتدى الاستثمار الروسي الدولي الذي كان مقررا عقده في سوتشي حتى إشعار آخر، تفاديا لفيروس كورونا.
وورد في قرار الحكومة، الذي نشر على موقع مجلس الوزراء الروسي" تقرر تأجيل عقد منتدى الاستثمار الروسي، المقرر بين 12 و14 فبراير 2020 حتى إشعار آخر"، وكلفت الحكومة اللجنة المنظمة لإعداد وإدارة المنتدى الاستثماري بتقديم مقترحاتها حول المواعيد الجديدة لعقد الفعالية.
اما بشأن وقف رحلات الطيران فقد اعلنت مصادر كورية جنوبية إن انتشار الفيروس في الصين دفع شركات الطيران الكورية الجنوبية إلى تعليق أكثر من نصف خطوطها الجوية إلى الصين، اذ امس علقت "كوريان أيرلاينز" أكبر شركة طيران في كوريا الجنوبية وسبع شركات أخرى 55 خط طيران من بين 100 خط تسيرها هذه الشركات إلى الصين بسبب المخاوف من الفيروس.
في الوقت نفسه قررت الشركات الكورية الجنوبية تقليل عدد الرحلات على 17 خط آخر إلى الصين بما في ذلك الخطوط التي تعمل بين كوريا الجنوبية والعاصمة الصينية بكين.
ويأتي قرار شركات الطيران العالمية بوقف أو تقليص عدد رحلاتها إلى الصين على خلفية التراجع الحاد في أعداد المسافرين بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا المتحور الجديد الذي أدى إلى وفاة أكثر من 425 وإصابة أكثر من 20 ألف شخص في الصين حتى الآن.