التجارة بالمتقاعدين!

طلال السعيد

تجهزوا ايها المتقاعدون يوم الاحد، سوف يأتيكم خبر مفرح، يخص زيادة رواتبكم، وهناك ايضا قرض حسن سوف يكون من دون فوائد يصرف من "التأمينات" لكل متقاعد من دون فوائد يقسط على 21 شهرا وكلها "خرطي بخرطي"، اذ يمر الاحد ويليه احد اخر، والمتقاعد ينتظر وليس هناك لا حس ولا خبر، وينزل معاش "التأمينات" فلا يجد المتقاعد المسكين زيادة في الراتب، ولا حتى دينار واحد، ولم يكسب المتقاعد من المتاجرين بمعاناته سوى حرق الاعصاب نتيجة انتظار حدوث ما لم ولن يحدث!
لا اعرف ما الذي يستفيده من يدوس على جراح المتقاعدين، الذين لديهم من الهموم ما يكفيهم، ولا يحتاجون الى من يذكرهم بسوء احوالهم المادية، مع زيادة الالتزامات عليهم.
فاذا كان هناك خير مقبل سوف يصلهم من دون تحملهم مشقة الانتظار، وان لم يكن هناك شيء، فكان الله بعونهم، وهذا احسن ما يقال لهم، بدلا من التجارة بقضية رفع رواتب المتقاعدين، او تحسين احوالهم.
بالمناسبة لو الحكومة فكرت باعادة تأهيل المتقاعدين، خصوصا القادرين على العمل والعطاء منهم، لكان ذلك افضل لهم، وفي ذلك ايضا خدمة للوطن حين يحل المتقاعد محل الوافد، وتتغير التركيبة السكانية. ولتكن البداية في فروع التموين في الجمعيات التعاونية، التي تعاني منها الدولة كلها جراء السرقات التي تحصل، وضبط كميات كبيرة من مواد التموين قبل تصديرها الى الخارج! وهذه الوظيفة لا تحتاج الى مؤهل دراسي، فخبرة المتقاعد تكفي والاساس الامانة.
كلنا نتذكر حين كانت هناك نيّة لاضراب المدرسين الوافدين، وفتح باب التطوع للكويتيين المتقاعدين لسد الفراغ، كلنا نتذكر الرقم الكبير الذي وصلت اليه اعداد المتطوعين من القادرين على التدريس، الامر الذي اجبر المدرسين الوافدين على الغاء اضرابهم، فالكويتي قادر على سد الفراغ.
وكلنا نتذكر حراس المدارس الكويتيين، وحرصهم وغيرتهم على الطلبة مقارنة بالوضع الحالي، فهل تسند الحكومة الامر الى المتقاعد الكويتي؟
وللعلم "التأمينات" على زمن "الرجعان" كان لديها قاعدة بيانات متكاملة للمتقاعدين القادرين على العمل، تحت بند المكافآت، ولا اعرف اذا كان هذا الملف لايزال موجودا، بمعنى ان الحكومة تستطيع ان تصل اليهم بسهولة ويسر، حتى من خلال الاعلان اذا صدقت النوايا، بدلا من المتاجرة بمعاناتهم.
وللعلم المتقاعد خدم الدولة بصدق واخلاص، ويحب الحكومة، لكن هل الحكومة تحبه ام ان الحب من طرف واحد فقط...زين؟