الخميس 12 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

التجمع الإسلامي السلفي فقد مصداقيته ويسير في ركب "الإخوان"

Time
الاثنين 06 يوليو 2020
View
5
السياسة
عبدالله الغانم: التجمع السلفي يقع دائماً ضحية ألاعيب "الإخوان" السياسية ولكن لا يتعظ

أنور الرشيد: الحكومة رعت توحش نفوذ التيارين من أجل وأد التيار التقدمي

ناظم المسباح: إدانة التسريبات بديهي و"السلفي" ضد الخروج على ولاة الأمر



تحقيق - ناجح بلال:


أكدت فعاليات سياسية واكاديمية أن التجمع الاسلامي السلفي فقد مصداقيته وأصبح يسير في ركب التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، لافتين الى ان المصالح المشتركة والتحالفات الانتخابية والمساومات بين الجهتين، وراء صمت التجمع عدم قيامه بإصدار بيان يدين التسريبات التي عرفت اعلاميا بـ"تسجيلات خيمة القذافي" والمتضمنة تسجيلات لعدد من رموز الجماعة عن تأمر لإشاعة الفوضى في الكويت ودول الخليج.
وقالوا في تحقيق أجرته "السياسة"، إن خطوات التنظيم الدولي للاخوان المسلمين لم ولن تتوقف عن الانقضاض على الحكم ولكنها تنتهز الفرص لتحقيق هذا الحلم، مشيرين الى أن إخوان الكويت لديهم قدرة على خداع التجمع السلفي مع كل انتخابات تشريعية ودائما تكون عواقبها سلبية على التجمع الذي لايتعظ.
وفيما لفت بعضهم الى ان الفتنة السلفية وانقساماتها بدأت مع امتداد "الهوى الاخواني" الى التجمع، اكد أحد أعضاء التجمع الشيخ ناظم المسباح انه ادانة هذه التسريبات التخريبية من الأمور البديهية و التجمع السلفي ضد الخروج على ولاة الأمر.وفي مايلي التفاصيل:

حسابات ومساومات
بداية، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم أن السلفية الحقة التي لاتتبع أي منهج سياسي، مشيرا إلى أن السلفية الكويتية عندما دخلت الساحة السياسية من خلال التجمع السلفي الإسلامي تأثرت سلبا، حيث إن دخول التجمع عالم السياسة والانتخابات قلل من مصداقيته لكون السياسة تخضع لمساومات وحسابات، ولذا عندما قامت الثورات العربية رأينا التجمع السلفي نفسه ينقسم على نفسه مابين مؤيد ومعارض رغم أن التجمع السلفي يفترض أنه يعمل من خلال المنظور السلفي الذي لايجيز الخروج على الحاكم من خلال التهدئة من أجل المصالح العامة للمسلمين.
ويبين أن عدم صدور بيان من التجمع السلفي لإدانة ما أشيع حول التسريبات الإخوانية أو تسريبات السلفية العلمية التي تستقى من الإخوان، يوضح أن هناك حسابات ومساومات في هذا الجانب.
وفي حين لم يستبعد د.الغانم ان التحالف السلفي الاخواني في الانتخابات المقبلة وراء عدم صدور البيان، أكد أن التجمع الإسلامي السلفي دائما يصبح ضحية ألاعيب الاخوان السياسية ابان الحملات الانتخابية ولهذا يفوز الاخوان ويخفق التجمع في الكثير من الاحيان ولكن التجمع السلفي لايتعظ من مواقف الاخوان السابقة لقدرة الاخوان على التلون السياسي.

الفتنة السلفية
من جانبه، يقول أحد الرموز السلفية عبدالله العبدالله: ان التجمع الإسلامي السلفي يسير في ركب الإخوان ولهذا هناك انقسامات داخل جمعية إحياء التراث الإسلامي ولكن لايعلن عنها، مشيرا الى أن تلك الفتنة السلفية وانقاسماتها بدأت من خلال الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق الذي كان اخوانيا ثم أصبح سلفيا ورمزا لسلف إحياء التراث ولكن هواه ظل للإخوان ويضيف: ان امتداد الهوى الاخواني لازال يسيطر على التجمع السلفي الذي يتعاون مع الاخوان سرا ضد ولاة الامر ثم يعلن في العلن أنه مع الحكومة، لافتا الى أن تلون "التجمع" كان وراء عدم فوزه في الانتخابات الماضية، رموز التجمع يميلون كل الميل نحو الاخوان ولنذكر قول النائب السابق عضو التجمع السلفي خالد السلطان سابقا بأن الاخوان عيال عمهم ولايمكن أن يتخلوا عنهم
ويرى العبدالله أنه ليس بمستغرب ألا يصدر التجمع السلفي بيانا يشجب ويندد فيه تسريبات الاخوان والسلفية العلمية مع القذافي، موضحا بأن هذا التصرف يوضح للجميع بأن ميول التجمع أصبحت إخوانية وإن إدعى غير ذلك، كما ان هناك انقسامات الكل يعلمها داخل التيار السلفي التابع لجمعية احياء التراث ويبدو ان هذا الانقسام أيضا من اسباب عدم اصدار بيان بشأن تسريبات الاخوان.

مصالح مشتركة
من جهته، يقول المستشار الحقوقي الدولي أنور الرشيد: إن هناك دائما مصالح مشتركة بين حركات الاسلام السياسي، ولذا فان عدم اتجاه التجمع الاسلامي السلفي لإصدار بيان يدين تسريبات الإخوان أو غيرهم، يؤكد أن المصالح تحكم اطار العلاقة بين السلف والاخوان في الكويت لان التضييق على الاخوان مثلا سيتبعه تضييقا على السلف.
ويضيف: أن الحكومة هى من غذت ورعت توحش نفوذ التيار السياسي الاسلامي الاخواني والسلفي معا من أجل وأد التيارات التقدمية الليبرالية واليسارية وكل القوى التقدمية بمختلف انواعها، رغم ان تلك التيارات هي من تحفظ الحريات والديمقراطية للمجتمعات، لكن التيارات التي تستخدم الاسلام لتحقيق مصالحها هي من تتبنى العنف والقتل، مستشهدا على ذلك بما يقوم به التنظيم الدولي للإخوان في جنوب اليمن حيث يقتل شعبها من أجل الاستحواذ على ثروات اليمن المتمركزة في الجنوب ولايهمه الحوثيين بقدر مايهمه الثروات.

مخططات شيطانية
ويرى الرشيد: ان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين هو من يثير كل الفتن في سورية وليبيا والكويت، متسائلا ألم تسع التيارات السياسية الاسلامية الكويتية بشقيها الاخواني والسلفي لتجهيز مقاتلين لسورية، محذرا دول المنطقة والكويت من مخططات الاخوان الشيطانية التي تريد الاستحواذ على كل شيء بالديمقراطية وبعد وصولهم من الصعب إزاحتهم، لافتا الى ان التنظيم الاخواني يسيطر الآن على اسطنبول من خلال "أردوغان" الذي يحلم بدولة الخلافة الاسلامية ويسيطر على الدوحة العاصمة الاقتصادية التي تقوم بتمويل الاخوان ماليا.
ويضيف الرشيد: ان قضية التسريبات الاخوانية والسلفية العلمية الاخيرة تم اختيارها في هذه الآونة من قبل مخابرات دول المنطقة للتحذير من مخططات الاخوان، حيث إن الهدف من تلك التسريبات ليس القذافي الذي انتقل لجوار ربه منذ سنوات ولكن لكشف مخططات الإخوان في الكويت ودول المنطقة.
ويشير الى ان التيارات الاسلامية السياسية هي بالفعل الأخطر على الدول كما يحدث الان في العراق حيث تقوم التيارات الدينية المتعاقبة على حكم العراق بقتل الشعوب تحت الغطاء الديني، ولذا فالاولى للكويت وحماية ديمقراطيتها العمل على إعدال الكفة من خلال تصحيح أوضاع التيارات التقدمية من أجل نهضة الكويت ديمقراطيا، محذرا من ان استمرار توغل التيارات الدينية الإخوانية والسلفية ستكون عاقبته وخيمة على البلاد، لأن التيار الاسلامي السياسي يتحين الفرص للانقضاض على الحكم، اذا سمحت له اي فرصة بذلك.
في المقابل، أكد عضو التجمع الإسلامي السلفي وجمعية إحياء التراث الإسلامي وعضو رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي الداعية الإسلامي الشيخ ناظم المسباح أنه شعر كغيره بالحزن من التسريبات التي سمعت مؤخرا في الساحة الإعلامية من البعض، مستغربا أن يقع بعض الناس في هذا الأمر بخاصة وأن الشريعة الإسلامية نهت الناس أو العامة عن الخروج على الإمام الشرعي لما يترتب على هذا الخروج من مفاسد كثيرة وفوضى وهذا ماحدث فعلا في العديد من البلدان ولازال يحدث الى اليوم.
واضاف المسباح: أن الشريعة الاسلامية التي علمتنا آداب دخول دورة المياه لم تهمل أخطر قضية متعلقة بتقويض الحاكم إذا بدر منه شيئ، لافتا الى أن التقويض لايكون بالخروج وسفك الدماء بل بتقديم النصح وفق الضوابط الشرعية التي حددتها الشريعة الاسلامية.
وتابع: شتان مابين النظام الحاكم في الكويت وبين نظام معمر القذافي الذي كان يتعامل بعنف وديكتاتورية مع شعبه، لافتا الى أن الكويت في ازمة كورونا أرسلت طائرة خاصة لمواطن لتأتي به من دول بعيدة مما يدل على أن الكويت دولة فيها احترام مابين الحاكم والمحكوم، مشيرا الى أن التسريبات كذلك تكلمت عن المملكة العربية السعودية التي تتبنى الشريعة والدين والكل يشهد بالخدمة التي تقدمها السعودية للحرمين.
وأوصى المسباح الجميع بضرورة الهدوء واخذ الفتاوى من اهل الفتوى بخاصة في فتاوى الدماء لأن الرقاب إذا طارت وتبين خطأ الفتوى فكيف يعاد لمن بترت رأسه حياته، مبينا بأن التجمع الإسلامي السلفي وعموم جمعية إحياء التراث الإسلامي لازالوا يعملون وفق المنهج السلفي الدعوي السليم.
وعن عدم إصدار بيان من التجمع يدين تسريبات الإخوان مع القذافي، قال المسباح إن هذا الأمر لا يحتاج لبيان لانه من الأمور البديهية.
وحول وجود بعض العناصر المتأثرة بفكر الإخوان داخل التجمع، قال إنهم يحكمون على عضو التجمع خلال ما يظهره لهم، وفي حال رأى التجمع أن هناك عضوا تنتمي أفكاره لفكر تطرفي أو خلافه يقوم التجمع بنصحه وإذا لم يلتزم يخرج من التجمع.
واشار المسباح الى أن جميع اصدارات جمعية احياء التراث الإسلامي كلها تدور حول النهج السلفي الصحيح الذي لايجيز الخروج على الحاكم من أجل حقن الدماء.


انطلاقة التجمع ومسيرته الانتخابية

يذكر أحد الرموز السلفية عبدالله العبدالله: أن جمعية إحياء التراث الاسلامي كانت في بدايتها تحتضن كل مكونات التيار السلفي، اذ نظم سلف الجمعية "التجمع السلفي الكويتي" عام 1981 وكانت أول مشاركة سياسية للتجمع في الانتخابات البرلمانية الكويتية في 1981 والتي فاز فيها بمقعد واحد وهو النائب السابق خالد السلطان.
ويضيف العبدالله: ومع تزايد تحالف الحكومة مع التجمع السلفي زادت مقاعد التجمع، ففي مجلس 1982 حصل التجمع على مقعدين، وبعد التحرير من الغزو العراقي لم يكن للتجمع الحضور الانتخابي الواضح والقوي حيث كان يفوز بمقعد أو اثنين أو لا شيء ولكن تفوقه الكبير كان في انتخابات مجلس الأمة في مايو 2008 إذ نجح حينها بقوة، ثم بدأت مسيرة التجمع الاسلامي السلفي في التراجع الانتخابي بعد تحالفاته السياسية الانتخابية مع الاخوان، ولهذا ففي مجالس 2009، 2012، 2013 كان عدد المقاعد التي يشغلها التجمع قليلة بحدود مقعد او اثنين وفي انتخابات 2016 لم يفز أي مرشح من التجمع.
آخر الأخبار