"التجميل" أفسد الدراما الحقبوية... "وأخيراً" منى واصف مدرسة الأداء

كتب - فالح العنزي:


يستمر مؤشر "السياسة" في رصد يوميات دراما رمضان، التي تختلف من ناحية المحتوى والمضمون والأفكار المطروحة، فعلى الرغم من وجود عشرات المسلسلات بين تراجيدي وكوميدي، لم يبرز حتى الآن مسلسل نستطيع الصراخ معه "واو"، فجميع المسلسلات وبعد مرور اثنتي عشرة حلقة لا تزال "مكانك راوح"، تصاعد تدريجي بطيء يفرضه مفهوم الـ30 حلقة والذي اعتقد أنه حان الوقت لعودة مسلسلات الـ 15 حلقة على الأقل تكون حبكتها الدرامية جيدة بعيدا عن المط والتطويل، ففي المشهد الواحد "عك وعجن وطحن" في الحوار من اجل مشهد يمكن ان ينتهي في دقيقة.
في "لفة" على المسلسلات التلفزيونية، خصوصا الأعمال الحقبوية، التي يدور رحاها في الخمسينيات مرورا بالستينيات والثمانينيات نجد وجود معاناة مشتركة تجمع كافة المخرجين في عدم وجود ممثلة بملامح "بيور"، بل نفخ وشد ورفع حواجب وابتسامة هوليوودية في مسلسل يفترض أن أحداثه في ستينيات القرن الماضي، هذا التشويه للصورة نتيجة غياب الوجه الطبيعي والقوام الطبيعي واللكنة الطبيعية أدخل الدراما المحلية في "حيص بيص" وجعلها نسخا مهجّنة فقدت "مشيتها ومشية الغراب"، فـ "البوشية، "بلاغ نهائي"، "نون النسوة" وغيرها الكثير من المسلسلات باتت فيها الممثلات نسخا كربونية متشابهة.

"لا تچذب"
جانب طريف في شخصية الفنانة إيمان فيصل تم اكتشافه بعدما أسند إليها تقديم برنامج "لا تچذب" الذي يعتمد على روح الدعابة مع المتلقي، إيمان قامت بتسجيل الحلقات في البصرة مع الشعب العراقي، وأثبتت فعلا قدرتها على الانسجام وموهبتها في خلق النكتة وانتزاع الضحكة من لا شيء.

"مجاريح"
لا يزال حديث غالبية المتابعين للمسلسل التلفزيوني "مجاريح" عن "حسبة" أعمار الفنانين في سيناريو أحداث العمل، وكيفية ظهور بعض الشخصيات بخلاف عمرها المفترض، بدءا من ظهور الصغيرة "جنى الفيلكاوي" والفنان عبدالإمام عبدالله مرورا بظهور حفيدها "شايع الشايع" وانتهاء بالفنانة سعاد عبدالله، تقارب عمري كبير في حين ان الأحداث تقول عكس ذلك تماما، وأصر المخرج الشاب عيسى ذياب، خلال مداخلة هاتفية في أحد البرامج التلفزيونية المتخصصة بأنه على قناعة مطلقة بما قدمه وان "البعض مش راضي يستوعب وبالتالي لست مسؤولا عن إجباره قسرا على الاستيعاب"، يذكر ان "مجاريح" من تأليف الإماراتي جمال سالم.

"حياتي المثالية"
نردد دائما أن الساحة الفنية المحلية يمكنها تقديم نماذج جديدة من الممثلين في جانب الكوميديا، وإذا لم نجد من يستطيع ان يقدم كوميديا جديدة راقية بعيدا عن التهريج وسط الاعداد الهائلة من الممثلين، يجدر بنا اكتشاف جوانب جميلة من فريق عمل مسلسل "حياتي المثالية"، حيث شكل فوز الشطي وأحمد إيراج وخالد أمين وإيمان الحسيني "ديوهات" متفرقة وكوميديا موقف من دون تصنع أو "طنازة"، كوميديا طريفة خفيفة.

"منزل 12"
في هذا المسلسل الذي أخرجه مناف عبدال، ظهر الفنان الكبير سعد الفرج بشخصية الرجل الذي "يفز" قلبه في سن متقدمة، وأثبتت الفنانة العمانية بثينة الرئيسي، بأنها فعلا ممثلة حقيقية متمكنة من أدواتها، صادقة في أدائها، تعطي كل شخصية حقها، لذا نجد ظهورها في "قرة عينك" يختلف تماما في "منزل 12" وهذا يجعلها تظل دوما في مقدمة الأسماء المطلوبة.

"الإمام الشافعي"
ربما نستطيع التغاضي عن الكثير من الأخطاء في المسلسلات التلفزيونية سواء كانت أخطاء متعلقة بالأزياء أو الراكورات أو حتى التسلسل الزمني للأحداث، حيث يظل نقل التاريخ معرضا لوجود أخطاء في المعلومات التاريخية والمواقف والتصرفات مثلما هو الحال في مسلسل "رسالة الإمام" للفنان خالد النبوي، اغلاطا بالجملة تضمنتها الحلقة الاولى، خصوصا مشهد تجهيزه ومجموعة من المصريين لتنفيذ حكم الاعدام بهم، كتب التاريخ التي تناولت سيرته الذاتية لم تأت على ذكر بشاعة تعامل الخليفة هارون الرشيد مع الشافعي واصراره على التخلص منه رغم فصاحة الإمام وما يملكه من علم.

الأم المكلومة
من المسلسلات العربية المشتركة "وأخيرا" الذي يجمع نجوم الدراما من لبنان وسورية على رأسهم نادين نسيب نجيم وقصي خولي وسيدة الدراما السورية الفنانة الكبيرة منى واصف، التي لا تزال تعطي دروسا في أداء المشهد التمثيلي، والاحساس بالجملة المكتوبة، فنانة راقية تنبض بالعطاء والروح والمصداقية في دور الأم، في الحلقة الثالثة ورغم مرور أكثر من عشرة أيام لا يزال أداؤها في مشهد المستشفى حين تلقت خبر مقتل ابنتها على يد عصابة الاتجار بالبشر، حديث وسائل الاعلام، مشهد يدرس للأم المفجوعة والمكلومة والغاضبة والحنونة.