الأربعاء 15 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
التحالف الاقتصادي يختصر جهود التقريب بين السعودية وتركيا وإيران
play icon
الدولية

التحالف الاقتصادي يختصر جهود التقريب بين السعودية وتركيا وإيران

Time
الاثنين 04 سبتمبر 2023
View
74
السياسة

محللون: الاستثمار لن يقود إلى تقارب في الملفات السياسية ما لم تتغير ستراتيجيات البلدان الثلاثة

الرياض، عواصم - وكالات: من بوابة الاقتصاد، تتجه السعودية وإيران وتركيا لتشكيل ما يمكن وصفه بتكتل ثلاثي، يمكن أن يختصر الطريق أمام جهود التقريب بين الدول الثلاث، في ظل ملفات شائكة تحول دون الوصول بالعلاقة إلى المستوى المطلوب، حيث كشف وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان في طهران، عن مساعٍ لعقد اجتماع ثلاثي بين بلاده والسعودية وتركيا للتعاون اقتصادياً واستثمارياً.
ومنذ عودة العلاقات بين السعودية وإيران، وقبلها مع تركيا، وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدان الثلاثة، يبدو الوضع مهيأ، وفق مراقبين، للمضي قدماً، خصوصاً في مجال الاقتصاد والتجارة، لكن هل يمكن أن يتطور الأمر ليصبح تكتلاً أو تحالفاً اقتصادياً يقود لانفراجة سريعة في بقية الملفات؟.
ففي الوقت الذي كان وزير خارجية إيران يتحدث عن اجتماع ثلاثي سعودي تركي إيراني، كان سفير طهران لدى الرياض علي رضا عنايتي يبشر برغبة أكيدة لدى طهران والرياض لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، متحدثا عن رفع مستوى العلاقات الاقتصادية بين طهران والرياض، بالتوازي مع تنمية العلاقات السياسية بين البلدين، وفقاً لوكالة "تسنيم" الإيرانية.
وفي 18 أغسطس الماضي، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وزير خارجية إيران في جدة، في لقاء هو الأول من نوعه منذ مطلع العام 2016، وفي مارس الماضي أعلن الجانبان عودة العلاقة بينهما، بعد قطيعة دامت سنوات أدت إلى تصادم في ملفات إقليمية عديدة، وبالرغم من التأكيد المتبادل على ضرورة طي صفحة الخلاف فيما بينهما، فإن التشابك في بعض الملفات الإقليمية يضع بعض العقبات أمام التطبيع الكامل للعلاقة، ولهذا يسعى الجانبان لتعويض ذلك من بوابة الاقتصاد.
تركيا هي الأخرى، كان لديها ولا يزال علاقة يشوبها التوتر أحياناً مع السعودية وإيران، وإن بشكل أقل، والسبب أيضاً التشابك في الملفات الإقليمية، وشهدت العلاقة بين أنقرة والرياض فتوراً وقطيعة سياسية منذ الأزمة الخليجية، عقب انحياز تركيا لقطر في مواجهة الدول الأربع السعودية والإمارات والبحرين ومصر مطلع يونيو 2017، وزاد التوتر أكثر بعد حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول مطلع أكتوبر 2018، ووصلت العلاقة بين الرياض وأنقرة إلى نقطة حرجة منذ ذلك التاريخ، قبل أن تعود تدريجياً، لتتوج بزيارة الرئيس التركي إلى المملكة في 28 أبريل 2022، وبعدها بنحو شهرين زيارة الأمير محمد بن سلمان لتركيا في 22 يونيو 2022، ثم الزيارة الثانية للرئيس التركي إلى السعودية عقب فوزه بالانتخابات في 17 يوليو الماضي.
وأما بالنسبة لإيران وتركيا، فقد كانت سورية أهم نقطة اشتباك بين البلدين، حيث انحازت أنقرة إلى الثورة في مواجهة النظام السوري، بينما انحازت طهران إلى الأخير، وبينما تُصر تركيا على توجيه ضربات لحزب العمال الكردستاني والميليشيات الكردية المرتبطة به في شمال سورية، تُعارض إيران الخطوة كما تثير من وقت لآخر مسألة التوتر الحاصل في جنوب القوقاز، إضافة إلى أزمة المياه في نهر آراس التي تثير قلق طهران من وقت لآخر.
ومع ذلك، تبدي طهران رغبة ملحة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع أنقرة، في محاولة منها للخروج من محنة العقوبات المفروضة عليها، وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده على استعداد لتوقيع اتفاقية اقتصادية شاملة مع تركيا، لافتاً إلى أنه جرى الاتفاق على إيجاد آلية فعالة لإزالة العراقيل التي تُعيق تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين، فيما تهدف تركيا وإيران إلى رفع سقف التبادل التجاري بينهما إلى 30 مليار يورو سنوياً.
وعلى العكس، يبدو التبادل التجاري بين السعودية وإيران ضعيفاً، بل وصل في 2020 إلى نقطة الصفر، ثم تحسن قليلاً عام 2022 ليصل إلى 60 مليون دولار فقط، وفقاً لتقارير صحافية، ويهدف البلدان، خلال الفترة المقبلة، إلى رفع سقف التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى مليار دولار، في حين أكد وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي،في أبريل الماضي أن بلاده تعمل على إعداد خريطة طريق للتجارة مع السعودية.
ويبدو الوضع أفضل حالاً بالنسبة للتبادل التجاري بين السعودية وتركيا، حيث توقع رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية رفعت أوغلو في 28 أغسطس الماضي ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين إلى 30 مليار دولار.
وتعليقاً على هذا التوجه، أكد الباحث في الشأن الخليجي والسياسة الإيرانية عدنان هاشم لموقع "الخليج أون لاين" الاليكتروني أن تركيا والسعودية وإيران أعادت ترتيب أولوياتها على أساس الاقتصاد، لكنه قلل من إمكانية أن يؤسس ذلك لتحالف ثلاثي أو حتى علاقة اقتصادية ثلاثية.
وأضاف أنه يمكن أن يكون هناك علاقات أوثق بشكل ثنائي، إيران - تركيا، تركيا - السعودية، السعودية - إيران، لكن علاقة ثلاثية أصعب في اللحظة الراهنة، لافتاً إلى أن التصريحات الإيرانية ليست سوى امتداد للدعاية الداخلية أن الوقت مناسب لقيام رؤية الخميني للاقتصاد الإسلامي.
واستبعد هاشم ان يقود المسعى الاقتصادي لتقارب في بقية الملفات السياسية والستراتيجية، قائلاً "لن تكون كذلك ما لم تتغير ستراتيجيات البلدان بشكل عام مع نزع المعضلة الأمنية من أولويات الدولة، مضيفا أنه عادة ما يصطدم الأمر بالنزعة الثورية للنظام الإيراني، وبدون تغير هذه النزعة فإنها قد تلتهم حتى التقدم في الملفات الاقتصادية.
وبخصوص السعودية، قال إنه من الواضح أن هناك تغيراً في رؤية المملكة للسياسات الداخلية والخارجية، وهذا يساهم إلى حد بعيد في التحول الملحوظ في ملفات السياسة الخارجية، أما تركيا فوضعها الاقتصادي والسياسة الدولية تدفعها نحو التحالفات.
وقلل من احتمال تأثير التقارب الاقتصادي بين الدول الثلاث على السياسات الخارجية في ملفات التنافس والصراع بناءً على الاقتصاد، حتى لو كان هناك تكتل ثلاثي، لافتاً إلى أنه من الممكن أن يحدث تخفيف احتقان وعلاقة نفعية أكبر.
من جانبه، رأى المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو أن الدول الثلاث الأكثر استقراراً في المنطقة والأكبر إقليمياً، لافتاً إلى أنه بمجرد دخول السعودية وتركيا في الاجتماع المرتقب سيفيد إيران بشكل أكبر، إضافة إلى أنه سيشكل فائدة للمنطقة من ناحية توزع هذه القوى الاقتصادية الكبرى الثلاث.
ولفت إلى أن استقرار المنطقة يعتمد على هدوء النفوذ بين هذه الدول كلها، قائلا "أظن أنه من الطبيعي جداً أن يكون هناك انعكاس إيجابي لأي اجتماع من هذا النوع"، موضحا أن تركيا من الممكن أن تكون وسيطاً بين السعودية وإيران، لكن الدولتين لا تحتاجان لها في هذا الصعيد، مشيراً إلى أن الحاجة لتركيا ستتركز على التكامل الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.
بدورها، اعتبرت صحيفة "العرب" اللندنية الحديث عن اجتماع ثلاثي تركي إيراني سعودي، يثير أسئلة عن حجم المصلحة المزدوجة التي حققتها السعودية مع إيران وتركيا وصولاً إلى مثل هذا النوع من التنسيق الثلاثي، متساءلة على لسان مراقبين عن موقف الولايات المتحدة الأميركية الحليفة التقليدية للسعودية، في حال مضت الأخيرة في إنشاء محور شرق أوسطي جديد لا يمكن إلا أن يكون على حساب نفوذ ومصالح واشنطن في المنطقة.

أبرز محطات العلاقة بين السعودية وتركيا وإيران خلال السنوات الماضية

  • السعودية تقطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران مطلع يناير 2016.
  • مقتل خاشقجي مطلع أكتوبر 2018 تسبب بأزمة وقطيعة بين تركيا والسعودية.
  • الرئيس التركي يزور السعودية في أبريل 2022، تلتها زيارة الأمير محمد بن سلمان لتركيا في يونيو 2022، ثم زار أردوغان جدة صيف 2023.
  • في مارس 2023 أعلنت السعودية وإيران عودة علاقاتهما الديبلوماسية بعد وساطة صينية.

آخر الأخبار