"التحايل على الموت" تقنية جديدة تحافظ على استمرار وظائف الجسم الحيوية بعد الوفاة

واشنطن- وكالات: طور فريق من الباحثين في جامعة "ييل" الأميركية تقنية جديدة يمكن أن تحافظ على حياة الخلايا واستمرار الوظائف الحيوية لدى الخنازير حتى بعد نفوقها، وهو ما يمثل كشفا علميا غير مسبوق لخدمة عمليات زرع الأعضاء للبشر.
وفي غضون دقائق من توقف القلب عن الخفقان، تحدث سلسلة من التغيرات البيولوجية والكيماوية في الجسم الحي بسبب توقف تدفق الدم والمغذيات والأوكسجين إلى الخلايا؛ مما يؤدي إلى تلف هذه الخلايا والأعضاء بعامة، غير أن فريق الباحثين توصل إلى أن هذا الانهيار الخلوي الدائم، وواسع النطاق، ليس من الضروري أن يحدث بسرعة بالغة.
وخلال الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية "نيتشر"، توصل الباحثون إلى تقنية جديدة يمكن من خلال توصيل سوائل معينة لحماية الخلايا إلى أنسجة وأعضاء الجسم، وبفضل هذه المواد، استطاع الباحثون الحفاظ على استمرار عمل الدورة الدموية وغيرها من الوظائف الخلوية في أجسام الخنازير لفترة تصل إلى ساعة كاملة بعد نفوقها.
وخلال التجربة اختبر الفريق تقنية مشابهة لتقنية "براين إكس" واطلقوا عليها "أورغان إكس"، وهي الفكرة على استخدام جهاز ضخ يتشابه مع أجهزة القلب والرئة الاصطناعية، ثم ضخ مادة سائلة اختبارية تحتوي على مكونات يمكن أن تحافظ على صحة الخلايا، وتمنع حدوث الالتهابات في جسم الخنزير النافق، وبعد ست ساعات من حقن الخنازير بالسوائل المستخدمة، تبين استمرار عمل بعض الوظائف الخلوية الرئيسية في كثير من أعضاء الخنازير.
ويرى الباحثون أن التقنية الجديدة ستكون مفيدة لإطالة عمر الأعضاء المقرر زرعها في أجسام البشر، فضلا عن مساعدة بعض المرضى عند تعرضهم لمشكلات صحية، كنقص التروية أو الإصابة بالجلطات ونوبات القلب.