منوعات
"التحدي الكبير" قراءة في عصر محمد علي
الأحد 24 مارس 2019
5
السياسة
عن المركز القومي للترجمة في مصر صدر كتاب "التحدي الكبير" الجزء الثاني، يناقش الشخصية التي حيرت معاصريها ومن جاء بعدهم، إنه محمد علي باشا في قراءة لكتاب "إعادة تكوين الثروات وشبكات التحول الاجتماعي في عصر محمد علي" تتناول فترة حكمه لمصر في الفترة ما بين (1805 إلى 1848).إذًا فنحن أمام فترة حافلة بالأحداث المهمة والتي أثّرت بشدة في صنع تاريخ مصر الحديثة، بداية من مذبحة القلعة الشهيرة التي قضي فيها على المماليك إلى هزيمته للإنكليز في موقعة رشيد وغيرها من الأحداث الشيقة التي تمتلئ بها قصة محمد علي. فقد جاءت بدايات تكوين هذه الإمبراطوية، عندما استطاع محمد علي أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون والياً عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا.وقد مكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين.يتناول كتاب "إعادة تكوين الثروات وشبكات التحول الاجتماعي في عصر محمد علي" كيفية تأسيس وتعزيز ونقل الثروات في مصر في الفترة بين عامي (1780-1830)، بالاستناد إلى حجج المحاكم العثمانية ووثائق الدولة المصرية، من خلال نموذج طائفة التجار في قاهرة أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين، بتعقب الفئات الاجتماعية التي ساهمت في تكوين المجتمع المصري الحضري في العصر العثماني، ودراسة العلاقات القانونية والمادية بين أفراد كبار التجار، وممارستهم العالمية لتكوين وتدعيم ثرواتهم. الكاتبة بسكال غزالة كثيرًا ما استعانت بالمؤرخ عبدالرحمن الجبرتي فى عصر محمد علي، فلقد اعترف المؤرخ المصر ي بأن الحملة الفرنسية جلبت معها المفيد والسيئ. ومن الأشياء المفيدة مرافقة عشرات العلماء الفرنسيين لنابليون في رحلته، ودراساتهم التي قدموها في ما بعد حول الواقع المصري. تلك الدراسات التي كان لها أثرً كبير، حيث إنها لا تزال مرجعاً علمياً للباحثين، كما أشار الجبرتي إلى أهمية إنشاء الأكاديمية العلمية في حي الناصرية في القاهرة.الجبرتي سبق له وفي لفتة ذكية أن ميّز بين عدل القضاة العثمانيين وعدل القضاة الفرنسيين، فرأى أن القضاة الفرنسيين في أحكامهم هم الأقرب إلى العدل من العثمانيين. يتبين من عرضه هذا، أن النخب المصرية التي تحكمها الشرائع الدينية شبه الإقطاعية، كانت قد ميّزت بين وجهي الحملة، السلبي منها والإيجابي. ومن المآخذ التي اعتبرها الجبرتي سلبية، أن الفرنسيين محتلون، وبالتالي يجب على الشعب المصري محاربتهم، وهذا ما قام به الشعب، حيث تمت مواجهة حملة الغزاة مكبدين الفرنسيين آلاف القتلى، وتكبد الشعب المصري الآلاف،ت جاوزت خسائر المصريين خمسة وعشرين ألف شهيد.يذكر لمحمد علي أنه ألغى نظام "الالتزام" الذي كان يسمح لبعض الأفراد الذين يسمّون بالملتزمين بدفع حصص الضرائب على بعض القرى، ويخوّل لهم جمعها بمعرفتهم، ما كان يرهق المزارعين لأنهم عادةً ما كانوا يجبون تلك الأموال بقيمة أكثر مما دفعوه. إلا أنه استبدل هذا النظام بنظام "الاحتكار" الذي جعل من محمد علي المالك الوحيد لأراضي القطر المصري. وبذلك ألغى الملكية الفردية للأراضي، كما أجهد الشعب بالضرائب التي كان يفرضها عليه كلما احتاج إلى تمويل إحدى حملاته أو أحد مشاريعه من دون نظام محدد. وشملت تلك الضرائب، الضرائب المفروضة على الأراضي والمزروعات والأفراد والماشية، مما جعل منه المالك الوحيد لأراضي مصر، والتاجر الوحيد لمنتجاتها، والصانع الوحيد لمصنوعاتها.