المحلية
"التحرش" في المجمعات انهيار في منظومة القيم ... وتغليظ عقوبته ضرورة
الثلاثاء 23 نوفمبر 2021
5
السياسة
* الجليبي: التحرش ليس ضد المرأة فقط بل يتعرض له بعض الرجال * صالح: تفعيل دور الأسرة والمدرسة وزيادة جرعات التوعية في الإعلام* منذر: الظاهرة زادت بدخول ثقافات وافدة وانتشار مشاهدة المواقع الإباحية* البارون: المخدرات ودوافع نفسية زادتا منسوب سلوكيات المراهقين السلبية* السند: صمت الفتاة عن إبلاغ الشرطة يزيد من التحرش تحقيق ـ ناجح بلال:شدد محامون وتربويون وأساتذة جامعيون وعدد من المواطنين والمقيمين، على ضرورة تفعيل القوانين الخاصة بمحاربة التحرش بالنساء في الأماكن العامة، والتشدد في تطبيقها، في ظل تزايد مثل هذه الحوادث، وخصوصا في المجمعات التجارية والأسواق، في وقت تفتقر البلاد فيه إلى الحملات التوعوية، إضافة إلى عدم وجود نصوص قانونية واضحة تردع المتحرشين. وأعرب هؤلاء في تحقيق ميداني لـ"السياسة"، عن أسفهم لتسكع الشباب والعمالة العزابية في المجمعات التجارية والأسواق، بلا رادع أو أخلاق تمنعهم من التحرش اللفظي بالفتيات والنساء، مطالبين بضرورة انتشار دوريات الشرطة أمام وداخل المجمعات لحمايتهن من هذه الآفة المقلقة، الى جانب تفعيل دول الأسرة والمدرسة والمسجد، وشددوا على أهمية تغليظ العقوبات من خلال وجود نصوص قانونية واضحة ورادعة.التفاصيل في مايلي:قالت المحامية شيخة الجليبي، إن قضية التحرش باتت أمرا مقلقا في المجتمع، بعد تزايد وتيرته خصوصا في الفترة الأخيرة، مشيرة الى انه لايمارس ضد الفتيات والنساء فقط، بل هناك رجال يتعرضون للتحرش من السيدات والفتيات ايضا. وأشارت الجليبي إلى أن النصوص القانونية الحالية غير رادعة، ويجب تغليظ عقوبة التحرش بكافة أنواعه، مشددة على ضرورة ان تكون التشريعات واضحة وصريحة ولاتكون نصوصها مطاطة او فضفاضة، مطالبة بضرورة تدريب رجال الأمن على طريقة تنفيذ القانون، اضافة الى اهمية اطلاق حملات لتوعية المجتمع بمخاطر هذه الآفة.من جهته، يقول المواطن علي العبدالله، إن بعض المراهقين من المواطنين والمقيمين، خصوصا العمالة العزابية، يمارسون التحرش بالفتيات علانية في المجمعات التجارية والأسواق، مطالبا بضرورة أن يمنع حرس المجمعات الشباب والعزاب من دخول المجمعات التسويقية، أو إحكام المراقبة على الداخلين منهم للتأكد من أنه جاء ليشتري غرضا ويخرج فقط.بدورها، قالت أم وفاء إنها تعرضت للتحرش اللفظي أكثر من مرة من مراهقين داخل المجمعات، هم في سن أولادها، بينما قال المواطن عبداللطيف السند ان تحرش المراهقين بالفتيات والنساء المتسوقات يتزايد، مطالبا أي فتاة تتعرض له بالاتصال فورا بالشرطة، مشددا على ان الصمت يشجع هؤلاء على التمادي.من جهتها، تقول هدى علام ان المشكلة ليست في المراهقين وتسكعهم لمغازلة الفتيات والسيدات والتحرش بهن في المجمعات، بل الأخطر من ذلك وقوف العمالة العزابية داخل المجمعات التسويقية التي تشتري منها النساء احتياجاتهن، فنظرات الكثيرين منهم خادشة.مواقع إباحية ووافدونأما أستاذ علم الاجتماع في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.عبدالله منذر، فيرى أن المجتمع الكويتي يتسم، منذ تأسيسه، بالحفاظ على العادات والتقاليد، وكان شبابه على قدر من المسؤولية قبل اكتشاف الثروة النفطية، حيث كانوا يشاركون آباءهم في التجارة والغوص، لكن بعد تحول المجتمع الى مجتمع استهلاكي بامتياز، ظهر التحرش بمختلف أنواعه وآفات أخرى في البلاد، نتيجة دخول ثقافات مختلفة عبر العمالة الوافدة، فضلا عن أن مشاهدة المواقع الإباحية تسهم بقدر كبير في تحرش الشباب بالفتيات والنساء. وطالب منذر بضرورة تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني لتوعية الشباب وتحصينهم من الإنفلات الأخلاقي، لافتا إلى أن على الدولة الاهتمام ببناء المزيد من المراكز التثقيفية وإجراء المسابقات العملية والثقافية، حتى ينخرط الشباب في العلم والثقافة لتبديد أوقات فراغهم.من جانبها تقول الخبيرة التربوية هبة صالح إن الحل الأمثل للحد من حالات التحرش ضد الفتيات والنساء في المجمعات أو في أي تجمعات أخرى، يكمن في تفعيل دور الأسرة والمدرسة معا، مشيرة إلى ضرورة ان تتطرق المناهج التربوية لهذه الظواهر غير الأخلاقية وتعالجها من خلال الملتقيات، وتكثيف جرعات التوعية في الإعلام.ويرى المدرس أسامة ابوالسعود أن التحرش اللفظي والجسدي يحدث في كافة المجمتعات العربية والخليجية وجميع دول العالم، لافتا إلى أن مايزيد من الظاهرة في الكويت هو عدم تكثيف حراس الأمن في المجمعات التسويقية. دوافع نفسية وقال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د.خضر البارون، إن هناك دوافع نفسية تزيد من السلوكيات السلبية لفئة من الشباب والأطفال، بينها تزايد معدلات الإدمان الذي يلعب دوره في انهيار الأخلاقيات، مشيرا إلى أن أي شاب مدمن على المخدرات سيقع في فخ التحرش بالفتيات والنساء وبصورة علنية.ولفت البارون إلى ضرورة تفعيل دور الأسرة والمدرسة والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، لملاحقة التسكع في المجمعات، وشدد على أن تسكع بعض العزابية الوافدين في المجمعات يأتي كذلك نتيجة حالة حرمانهم الجنسي ويدفعهم للتسكع في المجمعات لمشاهدة الفتيات والنساء.وقال أسامة أبو السعود إن للأسرة دورا مهما في مساندة الدور التربوي، لتعزيز القيم الإيجابية في نفوس الأبناء، فيما قال الشيخ أحمد عبدالهادي "إمام مسجد" إن غياب الوازع الديني يلعب دورا كبيرا في تفشي السلبيات الأخلاقية، ولذا تتسكع فئة من الشباب والعمالة العزابية في المجمعات لمعاكسة الفتيات والنساء، مطالبا بضرورة إلزام الأطفال والشباب على حفظ القرآن الكريم والمداومة على تأدية الصلوات في أوقاتها.غرامة التحرش "ألف روبية"!تنص المادة 198 من قانون الجزاء الكويتي على أن: "من اتى باشارة او فعل فاضح مخل بالحياء في مكان عام، او بحيث يراه او يسمعه من كان في مكان عام، يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة واحدة، وبغرامة لا تجاوز ألف روبية او باحدى هاتين العقوبتين". شباب لـ"السياسة": فتيات يتسوقن من أجل التحرش بهنالتقت "السياسة" خلال التحقيق الميداني في عدد من المجمعات التجارية بعدد من الشباب، وقال أحدهم، وهو محمد الحسن الذي التقيناه في شارع المجمعات التسويقية بمنطقة السالمية، إن مايدفع الشاب للتحرش بالفتاة ملابسها المثيرة، مؤكدا أن هناك فتيات ياتين خصيصا لهذه المجمعات ليس للشراء بل ليتم التحرش بهن وتتبادل النظرات مع الشباب و يتطور الأمر لتبادل أرقام الهواتف. ويرفض الشاب أدهم جميل تحرش الشباب بالإناث، قائلا: من يرتكب هذا الفعل من الشباب تنقصه التربية، فبعضهم يتحرش بأي أنثى تمر من جواره علنا وتحت نظر الجميع، حتى ولو كانت في سن أمه. وذكر علي موسى أن معظم الشباب لايأتون للمجمعات إلا من أجل التحرش، موضحا أن هناك الكثير من الفتيات ترفض التحرش بهن ويلتزمن الصمت.عزام: عاكسوا زوجتي أمامي داخل مجمع تجاريقال المقيم نجيب عزام إنه تفاجأ خلال تسوقه مع زوجته في أحد المحال التجارية الكبيرة، بشابين يغازلان زوجته رغم وجوده معها، فقام على إثر ذلك بسبهم وكادا أن يتهجما عليه، إلا أنه حين هم بالاتصال بالشرطة لاذا بالفرار.وشدد على أهمية تكثيف التواجد الأمني داخل المجمعات، فتواجد حراس الأمن "السيكيوريتي" غير كاف على الإطلاق، وهذا مايشجع المراهقين والعمالة السائبة على التسكع في المولات والاسواق التجارية.