الاقتصادية
التحوُّل الرقمي السريع انعكس إيجاباًعلى إدارات الموارد البشرية
الاثنين 17 ديسمبر 2018
5
السياسة
كتب -بلال بدر: انطلقت، أمس، فعاليات المؤتمر السنوي السابع عشر لمنتدى التطوير الوظيفي الخليجي CADEF، تحت شعار "تصميم ستراتيجيات الموارد البشرية بمنظمات العمل.. المفاهيم، الأسس، المنهجيات"، حيث أجمع المحاضرون على أن التحول الرقمي السريع نتيجة للتطورالتكنولوجي أثر ويؤثر على الإقتصاد عموما وعلى كافة أساليب إدارة الأعمال والمؤسسات العامة والخاصة.بدوره، قال رئيس اللجنة العلمية لمنتدى التطوير الوظيفي الخليجي د. فهد عبدالرحمن الناصر في كلمته الافتتاحية للمؤتمر: إن المنتدى يجمع تحت مظلته مجموعة من الخبراء والمختصين من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية على المستوى التخصصي والعلمي في مجالات إدارة وتنميـة المـوارد البشـرية والـتدريب والتطوير الوظيفي المؤسسي. وأضاف: "يحظى المنتدى بدعم منظمات العمل المتخصصة بالقطاعين الحكومي والخاص والخبراء والاختصاصيين والمدربين بدول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية، ويعد المؤتمر السنوي الذي ينعقد في شهر ديسمبر من كل عام بدولة الكويت الفعالية الرئيسية التي تنطلق منها القضايا والمشروعات والآليات المطلوب تناولها بالنقاش والحوار بشكل دوري والتي تشكل أولوية واهتماماً مهنياً لأعضاء المنتدى. وأوضح أن المؤتمر يطرح في دورته الحالية قضية هامة وتحظى بأولوية لدى منظمات العمل في القطاعين العام والخاص وهي تصميم ستراتيجيات الموارد البشرية بمنظمات العمل "المفاهيم – الأسس – المنهجيات".ولفت إلى أن الظروف والتغيرات الاقتصادية فَرَضت على المنظمات، ضرورةَ سرعة التعامل والتكيف معها، فأخذت المنظمات تُكيِّف ستراتيجيتها العامة، وستراتيجيات إداراتها، وممارساتها في جميع مجالات العمل فيها، سواء كانت مجالات إنتاجية، أو موارد بشرية، أو تسويقية أو بيعيه، أو في الفكر الإداري، والهياكل التوظيفية مع هذه التغيرات. وذكر أن أحد المجالات التي احتاجت إلى تغيير شامل هو مجال عمل إدارة الموارد البشرية، وما تتطلبه من تغيير المضمون والأدوار، وأصبح لإدارة الموارد البشرية ستراتيجيةٌ خاصة بها، تنصهر في الستراتيجية العامة للمنظمة، وتعد جزءا لا يتجزأ منها، فضلاً عن تكاملها وتنسقيها معها، إذ تقوم ستراتيجية إدارة الموارد البشرية بدورهام في تحقيق ألاهداف الستراتيجية العامة للمنظمة، حيث تؤثر ذلك علي رسالتها، وغاياتها، وأهدافها، وأساليبها الإدارية، وثقافتها التنظيمية، ومتطلبات العمل فيها.وقال إنَّ ستراتيجيةَ إدارة الموارد البشرية في وقتنا الحالي، تتوقف علي نجاحها ستراتيجيةُ المنظمة المستقبلية، لا سيما أنها تلبي حاجةَ الإدارات الأخرى بالمنظمة من الموارد البشرية المناسبة، والمدربة والمؤهلة، والمحفزة بشكل جيد، من خلال برامج تدريبية ومشروعات تطوير ذاتية وعامة، تهدف إلي رفع وتنمية قدرات هذه الموارد البشرية، والتي عن طريقها سيحققُ كلُّ فرد وظيفته، ومن ثَمَّ تحقيق الأهداف الستراتيجية للمنظمة. وأشار إلى أن المؤتمر، يتناول عدداً من المحاور الأساسية والهامة ذات العلاقة في بناء وتصميم ستراتيجيات الموارد البشرية ويشارك في تناول هذه المحاور وعلى مدى ثلاثة أيام مجموعة متخصصة من القيادات والخبراء الممارسين والاختصاصيين في مجال تأهيل وإعداد وتنمية الموارد البشرية والتدريب والتطوير الوظيفي، بهدف اطلاع المشاركين في المؤتمر على المستجدات العالمية الخاصة في هذا الشأن، حيث من المؤمل أن يسهم هؤلاء الخبراء والاختصاصيين في نقل خبراتهم وتجاربهم المهنية للمشاركين بالمؤتمر ورفدهم بالمعرفة النظرية والتطبيقات والممارسات والنماذج العملية، إضافة إلى إرشاد المشاركين حول منهجية وأساليب بناء البرامج التدريبية الداعمة لهذه الستراتيجيات بمنظمات عملهم والتي تواكب التوجهات المعاصرة بهذا الجانب، إضافة إلى نشر وتبادل المعارف ذات العلاقة في اتخاذ القرارات والخيارات الستراتيجية للمنظمة للاستثمار الافضل لمواردها البشرية وبما يهدف إلى تقدم ونمو منظمات الأعمال بالقطاعين الحكومي والخاص للعمل نحو تحقيق تنافسيتها وريادة أعمالها وازدهارها الاجتماعي والاقتصادي. من جهته تناول د. سالم القحطاني من جامعة الملك سعود، مفهوم الإدارة الستراتيجية، التي تُعد الخطة الرئيسية الشاملة التي تحدد كيف تحقق المنظمة غرضها وأهدافها من خلال تعظيم ما تتمتع به من مزايا ومعالجة ما تعانيه من مساوئ، حيث تمثل الإدارة الستراتيجية الأسلوب الإداري المتميز الذي ينظر إلى المنظمة في كليتها نظرة شاملة في محاولة تعظيم الميزة التنافسية التي تسمح بالتفوق واحتلال مركز تنافسي قوي، وذلك باتخاذ القرارات الستراتيجية التي تُبنى على الفرص وتعالج المشكلات، كما تهتم باستشراف المستقبل والإستعداد للتعامل معه، وبذلك فإن إدارة الموارد البشرية السترتيجية تعمل على تحقيق غاية المنظمة وأهدافها ورؤيتها، وذلك من خلال ترجمة الاستراتيجية العامة للمنظمة إلى استارتيجية تفصيلية ومتخصصة في قضايا الموارد البشرية. واستعرضت د. غنوة جلول، دور التكنولوجيا ومساهمتها في دعم وتطوير إدارة الموارد البشرية، حيث سلطت الضوء على تأثير تكنولوجيا المعلومات ودورها في تحول وتطوير أساليب ووسائل إدارة الموارد البشرية، مشيرة إلى أن التحول الرقمي الحاصل والسريع نتيجة للتطور التكنولوجي أثر ويؤثر على الإقتصاد عموما وعلى كافة أساليب إدارة الأعمال و المؤسسات، ومنها لا سيما إدارة الموارد البشرية، إذ تشكل التكنولوجيا تحدياً قد تكون تأثيراته سلبية ما لم يؤخذ بها، وهي حتماً إيجابية ووسيلة لتحسين العائد على الإستثمار وتحسين الإنتاجية و تحقيق الأرباح في مواكبتها والأخذ بعين الاعتبار وسائل تطبيقات التكنولوجيا الحديثة. وقالت إن ورشة العمل التي تقدمها تستعرض التحول الرقمي الحاصل وتأثيره على الموارد البشرية وعلى فرص العمل عموما، ثم تطرح التحديات على إدارة الموارد البشرية، بينها عدم فعالية الأساليب التقليدية في التوظيف وإتمام الطلبا، وضرورات تطوير مهارات الموارد البشرية، وقصور الأنماط التقليدية في تحليل المشكلات الإدارية وصنع القرارات، والصعوبات في الممارسة العملية للتخطيط الزمني والمالي للمشاريع وفي مراقبة التنفيذ و ضبطه، والصعوبات في تكوين و إدارة و متابعة فرق العمل، ثم الصعوبات في متابعة النتائج والتحقق منها و تأثيره على الإنتاجية.