الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
التدخين إهلاكٌ للجسد والمال
play icon
الأخيرة   /   كل الآراء

التدخين إهلاكٌ للجسد والمال

Time
الثلاثاء 01 أغسطس 2023
View
65
السياسة
حمد سالم المري

أصبح التدخين طاعون العصر، كونه يهلك الجسد، والمال، ويموت بسببه نجو ثمانية ملايين نسمة سنويا، وقد بلغ عدد المدخنين في العام عام 2020 مليارا وثلاثمئة مليون نسمة، منخفضا عن العدد المسجل في عام 2018 بأقل من 20 مليون نسمة.
ورغم توقع منظمة الصحة العالمية مزيدا من انخفاض المدخنين حتى عام 2025مقدرة أن تبلغ نسبة المدخنين 20 في المئة من إجمالي سكان العالم، إلا للأسف إننا في الكويت نعاني من تزايد أعداد المدخنين في البلاد، خصوصا في صفوف الشباب المراهقين، لا سيما في مرحلتي المتوسط والثانوي.
فقد بلغت نسبة الأطفال المدخنين في البلاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13و15 عاما 28 في المئة، وواحد من كل خمسة يافعين مدخن، وبلغت التكلفة المالية التي ينفقها المدخنون 500 مليون دينار سنويا، رغم جهود الدولة في توضيح أضرار التدخين.
فالتدخين لا تقتصر اضراره على الخسائر المالية التي يتحملها المدخن، وتستهلك من دخله الشهري، بل تتعداها إلى أضرار، جسدية ونفسية، فهو يسبب أمراض سرطان الرئة، وانسداد الشرايين، والذبحة الصدرية، وتلف الأعصاب، وتدمير خلايا الدماغ، وتشوه الأسنان واللثة، كما انه يتلف خلايا البشرة والجلد.
فقد أثبتت دراسة اجراها عدد من الأختصاصيين في الأمراض الجلدية نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية أن التدخين ينشط موروثاً مسؤولاً عن إنزيم جلدي يسبب تجعد البشرة، اذ يدمر هذا الإنزيم البروتين الهيكلي الرئيسي في الجلد، الذي يطلق عليه اسم "كولاجين"، فيجعله مرناً وقابلاً للتمدد، فتتجعد بذلك البشرة فيظهر وجه المدخن شاحباً، وأكبر من عمره الحقيقي وتسود حدقتا عينيه.
كما أنه يسبب أمراضا نفسية مثل الاكتئاب، والعصبية، لأنه يتلف الكثير من خلايا الدماغ المحافظة على اتزان الجسم والعقل، ولهذا أوضح الدكتور ويليام دو هيرتي أختصاصي طب الأسرة في جامعة "مينيسوتا" الأميركية أن المدخنين يملكون صفات مزاجية حادة، ويمرون بتجارب حياتية مختلفة، تجعلهم أكثر عرضة للطلاق من غير المدخنين، مستنداً إلى بحث علمي ميداني اجراه مركز بحوث الرأي العام الوطني في جامعة "شيكاغو" الأميركية على أكثر من ثلاثة آلاف بالغ من العمر ثمانية عشرة عاماً وما فوق، أشار إلى أن قرابة 50 في المئة من الأشخاص المدخنين تعرضوا للطلاق مقارنة مع 32 في المئة من غير المدخنين.
من حلول مكافحة التدخين، زيادة التعرفة الجمركية أو فرض ضرائب كبيرة على استيراد التبغ، ومنع التاجر المستورد لها من زيادة سعرها، وفرض قانون صارم يجرم بيع التبغ للشخص الذي عمره أقل من 21 سنة، ومن ينتهك هذا القانون يغرم بغرامة مالية ضخمة، أو سجنه بمدة لا تقل عن ستة أشهر، أو كلتا هاتين العقوبتين.
هناك دول زادت بشكل ضخم ضريبة استيراد التبغ، مع تقليل كميات استيراده، ونجحت في تقليل أعداد المدخنين، مثل المملكة العربية السعودية التي طبقت هذه الزيادة في عام 2018، التي اشارت احصاءات غير رسمية الى انخفاض أعدادهم بنسبة 37 في المئة بين عام 2014 و2020.
فزيادة التعرفة الجمركية، أو الضريبة على استيراد التبغ، سواء أكانت السجائر التقليدية، أو الالكترونية، أو الشيشة، وغيرها من وسائل التدخين، سوف يجعل أمر الاقدام على استيرادها غير مجد، ولا يستطيع شراءها المراهق بسبب غلائها.

al_sahafi1@
آخر الأخبار