التدليك ... راحة الجسم والبال

ترجمة - أحمد عبدالعزيز:


تم ابتكار مصطلح «التدليك الكامل للجسم» في القرن التاسع عشر، وهو بمثابة تدليك يغطي الجسم كله. وفقا لباتريشيا بنيامين، فقد كان أصله مستمدا من «علاج الراحة» الذي يقدم للأمراض العصبية الموهنة. كما كان شائعا بين سيدات المجتمع الراقي في أواخر القرن التاسع عشر.
التدليك الكامل للجسم يشمل الظهر والكتفين والساقين والقدمين والذراعين واليدين والرقبة. يستمر لمدة 50 دقيقة. ويبدأ المعالج عمومًا من الظهر والكتفين ثم ينتقل إلى باقي الجسم.
وسواء كنت ستختار التدليك السويدي أو تدليك الأنسجة العميقة أو التدليك بالحجر الساخن أو التدليك المسمى لومي لومي، فإن معظم التدليك في المنتجعات الصحية يشمل التدليك الكامل للجسم. وإذا كان لديك مشكلة أو إصابة في جزء معين من جسمك، فيمكنك أن تطلب من المعالج أن يركز على ذلك الجزء، ويعطيه مزيدا من الوقت والاهتمام. واذا أردت أن يقضي المعالج وقتًا أطول فأنت بحاجة إلى تحديد مدة الجلسة ما بين 75 إلى 90 دقيقة. بهذه الطريقة يمكنك الحصول على تدليك كامل للجسم مع المزيد من التركيز الذي تحتاجه.
يوفر التدليك الكامل للجسم الكثير من الفوائد البدنية: مثل علاج الإصابات، ويجعل عضلاتنا أكثر مرونة ويوفر أيضًا الكثير من الفوائد الفسيولوجية. هنا بعض الفوائد التي يوفرها التدليك الكامل للجسم:

تخفيف حدة القلق:
وفقا للباحثين، يمكن للتدليك الكامل للجسم أن يبدل الحالات الفسيولوجية والنفسية لدينا مثل الخوف، والترقب، والقلق، والتي تسهم في ردود فعل جسدية تؤثر على الجسم، وذلك من خلال المساعدة على خفض معدل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب. وتشجع ردود الفعل هذه الاندفاع المفاجئ في الوظائف المختلفة في الجسم، وهذا الاندفاع يشمل مستويات ضغط الدم وهو أمر غير مناسب لصحتنا. كما يمكن أن تزيل جلسات التدليك المتعددة المخاوف الأصلية بشكل فعال، والتي تسمى «قلق السمات الشخصية».

تحسين المزاج:
تؤدي الحركات اليدوية لتدليك الجسم إلى إطلاق السيروتونين والاندورفين في مجرى الدم، وهما من الهرمونات التي تعدل حالاتنا المزاجية، كما أن التدليك يحفز كل مثبطات الألم، ويوقف المشاعر المرتبطة بالألم المزمن. وقد أفاد الأطباء في المركز الطبي لجامعة ميريلاند أن التدليك يمكن أن يخفف مشاعر الاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان والألم العضلي الليفي (الفيبروميالغيا).

مزيد من الاسترخاء:
الاسترخاء يفيد الجسم ويريح العقل ويجعل البال خاليا، بفضل البيئة التي يوفرها المعالج بالتدليك، وهي عادة ما تكون في أجواء هادئة ومريحة، ومليئة بالموسيقى الهادئة، والروائح العطرية الناعمة والرقيقة، وكذلك من خلال الروائح العطرية المختلفة المنبعثة من الشموع. كما أن لمسات المعالج المحترف والمدرب مهدئة. ترخي وتريح العضلات المشدودة والمتوترة. وإذا كنت لا تستطيع أن تدلل نفسك في مركز للتدليك، فيمكنك تحقيق نفس الفوائد المريحة من خلال تقنيات التدليك الذاتي أو جلسات التدليك المشتركة بين الزوجين.

تعزيز الطاقة:
في حين أن التدليك يمكن أن يكون مريحًا للغاية، فإن الحركة السريعة لجلسات تدليك معينة يمكن أن تنشط الجسم، وتزيد من التركيز العقلي وحدة الذهن. وغالبا ما يستخدم الرياضيون التدليك لتقليل القلق وتهدئة العضلات الملتهبة. ويشير الأطباء في عيادة الإصابات الرياضية إلى أن التدليك الرياضي قبل المباريات يساعد الرياضيين من خلال تركيز أفكارهم في الصور الذاتية الإيجابية، والتي تعزز إرادتهم للفوز في المنافسات الرياضية. علاوة على ذلك هناك أماكن عمل خصصت أماكن لتنفيذ هذا التدليك لتنشيط موظفيها وتعزيز طاقاتهم الانتاجية.