المحلية
"التدين المغشوش" يُشعل تهكم مغردين على حضانة مصرية
السبت 18 سبتمبر 2021
5
السياسة
أثارت صورة لمبنى حضانة استغل أصحابها آية قرآنية للدعاية لها بطريقة خاطئة، ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، ما بين ساخط ومتهكم ومستنكر. وأظهرت الصورة المتداولة، المبنى تعلوه لوحة كتب عليها نص الآية 12 من سورة يوسف "أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون"، في سعي من الحضانة إلى التعبير عن مدى الترفيه والحماية التي ستقدمها للطفل، بينما يشير السياق القرآني إلى محاولة إخوة النبي يوسف إقناع والدهم باصطحابه معهم بهدف رميه في البئر للتخلص منه.وسخر مغرد: "لا حدود للغباء البشري! يعنى حضانة زي دي اوعى تودي ابنك يتعلم فيها، مش عشان هيرموه في البير، لأ خالص، عشان همه بهايم بس والله".وبحسب وسائل إعلام مصرية، تقدم مواطن بشكوى حول موضوع الحضانة، فطالبت وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، المسؤولين في الوزارة بتتبع الشكوى، ودعت أصحاب الحضانات الى "عدم وضع آيات من القرآن أو من الإنجيل، نظرا لما قد تحتويه هذه الآيات من أخطاء إملائية أو لغوية، خاصة أن كلام الله منزه عن أي خطأ، وكثيرا ما تُجتزأ من سياقها فيحرّف معناها؛ مما قد يعرض القارئ للفهم الخاطئ أو المختلط".ولفت أحد المغردين إلى أن تلك الظاهرة تشهد رواجا بين أصحاب بعض المهن، وقال: "بتوع الميكروباصات بيحبوا يكتبوا آية من سورة هود (يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ)، وبتوع العصير من سورة الإنسان (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا)، والآن مع فقرة حضانة الأطفال وتقريبا أول استخدام لآية بشكل هيتشكوكي لأن سياق الآية دي هو محاولة قتل يوسف".وسخرت مغردة: "ما أحد مرسل عياله لهم اخاف يرمون ولدي في غيابة الجب"، فيما اقترح مغرد تسمية الحضانة "دار حضانة إخوة يوسف".وقالت أخرى: "استخدام الآيات القرآنية في الدعاية بالنسبة لي مرفوض مهما كان المكان مثلا الكوافير بيحط (وزيناها للناظرين)، وعند محلات الفاكهة (وفاكهة مما يتخيرون)، وبعض محلات الخياطة (وكل شيء فصلناه تفصيلا)، ومحلات الألبان (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه)، ويعلق أصحاب محال بيع الطيور آية (ولحم طير مما يشتهون)".يذكر أن الدين يستخدم في مصر في معظم مناحي الحياة، وتنتشر ظاهرة استخدام الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية كوسيلة للترويج والدعاية في أعمال التجارة وغيرها، وتوجد على معظم سبل المياه المفتوحة للعامة في الشوارع المصرية آية (وسقاهم ربهم شراباً طهوراً) وكما تكتب في محال العصائر والمقاهي الآية نفسها أيضا.وفيما يفسر علماء نفس تلك الظاهرة، برغبة التاجر أو صاحب المهنة بأنه مسألة توظيف للرموز والدلالات الدينية للوصول لفئة كبيرة من المستهلكين للإقبال على بضاعته، يقول مغردون إن كل هذا وغيره كثير "يسيء لآيات القرآن ويدلل على التدين المغشوش والشكلي عند الكثيرين". يشار إلى أن استخدام الآيات القرآنية في مصر لا يتوقف عند أصحاب المهن فقط، إذ اتجهت مؤسسات حكومية أيضا إلى استخدام الآيات، فعلى مدخل مركز المصل واللقاح بالقاهرة، آية (وإذا مرضت فهو يشفين)، كما توجد على مكتب التأمينات الاجتماعية آية (وآمنهم من خوف)، ولايغيب عن فطنة القارئ اختلاف سياق الآية ومعناها.