التراجع عن استملاك جليب الشيوخ خطوة وقائية أقل ضرراً من إقراره

قال الشال في محوره الاخير عن منطقة جليب الشيوخ لا نعرف ما إذا كان أياً من المشروعات التي أقرتها الحكومة السابقة ملزم للحكومة القادمة، ولكن، لا بأس من التعليق على أحدها لعل ذلك يفيد في وقف ما نعتقد إجتهاداً بأنه خطأ، فالقرار الوقائي أقل ضرراً من إصلاح خطأ تم، مثال حي له إستدارة الحكومة البريطانية الجديدة الأسبوع الفائت وإلغاء مشروعها بتوسع السياسة المالية.
والقرار وفقاً لما نشر في وسائل الاعلام منسوب إلى مصادر رسمية، هو استملاك منطقة "جليب الشيوخ" ثم هدمها ثم بيع أراضيها بمزاد علني لاستغلالها سكناً خاصاً وسكناً استثمارياً وتجارياً، أي وفق تقسيمها الحالي. وفي تقديرنا أن للمشروع الكثير من العيوب، فإلى جانب أنه إعلان عجز عن علاج ما هو قائم في المنطقة من انتشار للعشوائيات وفلتان للنظام والأمن، قد تكون تداعيات القرار الأخرى غير محتملة.
أول عيوب القرار هو أن إخلاء منطقة بهذا الحجم وهذا الازدحام من غير توفير بديل جاهز، سوف يؤدي إلى هجرة غير منظمة وغير مرغوبة إجتماعياً وأمنياً إلى مناطق أخرى، وذلك يعني نشر وتعميم أمراضها بدلاً من الحد منها.
ثاني العيوب هو في قرار الاستملاك وما يوفره من فائض سيولة لدى ملاك العقار في المنطقة، ومع هجرة العمالة إلى المناطق الأخرى كعامل مساعد، وندرة فرص استثمار تلك الأموال، كلها عوامل قد تدفع بأسعار العقار خارج المنطقة إلى مستويات أعلى في بلد لا يوجد تبرير منطقي لمستويات أسعار العقار غير المحتملة فيه. ومع ارتفاع أسعار العقار المحتملة، سوف ترتفع أسعار السلع والخدمات أكثر مما هي عليه، وفي ذلك خفض للدخل الحقيقي لأصحاب الدخول الثابتة بكل تداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
ثالث العيوب هو في الاستخدام الخاطئ لموارد المالية العامة حتى وإن كان استخداماً مؤقتاً حتى تتم عمليات الإزالة والبيع بالمزاد العلني، وذلك أمر قد يستغرق سنوات، في الوقت الذي تعتمد فيه البلد بشكل شبه كامل في توفير سيولتها وملاءتها المالية على حالة سوق النفط الذي لا تملك تأثير عليه، وأسعار النفط بدأت بالانخفاض السريع.