الأحد 21 سبتمبر 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"التراويح" من شعائر رمضان والأفضل بعد الصلوات المكتوبة

Time
الثلاثاء 21 مايو 2019
السياسة
إعداد - رحاب أبو القاسم:


شهر رمضان، تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فيه ليلة خير من ألف شهر، لذلك يغتنم المسلمون هذا الشهر للتقرب من الله وتطهير النفس وتهذيبها، فيتسابقون إلى الطاعات والعبادات والخيرات، إنه بحق شهر الفضائل.


من الروحانيات التي ينتظرها المسلمون كل عام في شتى أنحاء العالم للتقرب إلى الله تعالى، صلاة التراويح التي تعد من أبرز ما يميّز هذا الشهر الكريم بعد صيامه وتلاوة القرآن، سنة مستحبة سنها الله لعباده الطائعين المخلصين، وإحدى شعائر رمضان والتي تعتبر من أفضل الصلوات بعد الصلوات الخمس المكتوبة التي فرضها الله سبحانه وتعالي، والتي ترتقي بروح المؤمن وتقوي صلته بربه.
والتراويح جمع ترويحة، وهي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، وسميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، وتعرف كذلك بقيام رمضان، ووقتها يبدأ من بعد صلاة العشاء وتمتدّ إلى صلاة الفجر، تُصلّى كل ركعتين معاً، ليس لركعاتها عددٌ محددٌ، بل للعبد أن يُصلّي كما يشاء، وأفضل وقتٍ لها هو تأخيرها لآخر الليل.
ويجوز للمسلم أن يصليها في المنزل، ولكن صلاتها في الجماعة أفضل، والمرأة مثل الرجل، مكلفة مثله بالعبادة وإقامة الصلوات المستحبة، لما في ذلك من فضل عظيم، والإسراع في أدائها على المصلين مرفوض، وكذلك التطويل، فعلى الإمام أن تكون صلاته خفيفة مع إتمام أركانها.
صلاة التراويح من العبادات التي لها فضل عظيم، وفي إقامتها إتباع وإحياءٌ لسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فقد حرص صلى الله عليه وسلم على القيام بها، ومن فضل هذه الصلاة أن من يحرص عليها، تكتب قيام ليلة كاملة لصاحبها، ويوضع هذا المصلي في منزلة المتقين، قالَ تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، ليس هذا فحسب،بل إن من يداوم عليها تغفر ذنوبه ويرجع صفحة بيضاء كما ولدته أمه، قال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
وإذا مات المصلي المداوم عليها، كُتب من الشّهداء والصّديقين ويحشر معهم، كما جاء في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام: "جاء رجلٌ من قُضاعةَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: إنِّي شهِدتُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ، وصلَّيْتُ الصَّلواتِ الخمسَ، وصمتُ رمضانَ وقمتُه، وآتيتُ الزَّكاةَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "من مات على هذا كان من الصِّدِّيقين والشُّهداءِ".
وتعد التراويح من أسباب رحمة الله سبحانه وتعالى بالعباد، وتعادل عمرة، فهي علامة على قوة إيمان العبد وقوة صلته بربه، حيثُ قال صلى الله عليه وسلم: (مَن مَشَى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعةِ، فهي كَحَجَّةٍ، ومَن مَشَى إلى صلاةِ تَطَوُّعٍ، فهي كعُمْرَةٍ).
وهي من أعظم الطاعات والقربات لله عز وجل فهي عبادة تجمع للعديد من العبادات الأخرى، صلاةٌ، وتلاوةٌ للقرآن الكريم، ودعاءٌ، وتسبيحٌ،ومن واظب على أدائها في العشر الأواخر من رمضان حيث نتخللها ليلة القدر،يكتب الله تعالى له بها صلاةً تعادل صلاة ألف شهر، إّذ أن أداء العبادة في ليلة القدر يعادل عبادة ألف شهر، وهذا من عظيم فضل الله سبحانه وتعالى على عباده.
آخر الأخبار