الأخيرة
التردد في القرار واستشراف المستقبل
الأحد 08 مايو 2022
5
السياسة
د.محمد الدويهيستتصف القيادات السياسية والإدارية الحكومية خلال العقدين الماضيين بالتردد في اتخاذ القرار ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والأزمات السياسية والاجتماعية اعتماداً على أسلوب التأجيل وبأن مرور الوقت كفيل بحلها.ويمكن أن يكون هذا الأسلوب والنهج مقبولين عند البعض في الظروف العادية وفي حالات الأمن والاستقرار والسلام العالميين، ولكن في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة والظروف السياسية والأزمات التي نواجهها وبخاصة بعد الأزمة العالمية الحالية وحظر استيراد وتصدير النفط والغاز الروسي وكذلك تصدير القمح الأوكراني، بدأ ساسة وقادة دول العالم وضع الكثير من السيناريوهات لاستشراف ومواجهة المستقبل، بل إن بعض هذه الدول بدأ في اتخاذ القرارات وبالتطبيق الفعلي لمواجهة الأزمة من خلال التحديد الدقيق لمعايير الاستهلاك ومقاييس التخزين باللتر والكيلوغرام على مستوى الفرد لضمان الأمن الغذائي والاستقرار لمواطنيها خلال العام القادم 2023.في ظل هذه الظروف والمتغيرات السياسية والاقتصادية المتسارعة من حولنا نجد أننا للأسف الشديد نعيش في حالة من عدم المبالاة والاكتراث بما يدور من حولنا سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الدولة وكأننا بمعزل عن العالم.الفرد منشغل بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وفتح حوارات سياسية اجتماعية بيزنطية في غرف "الكلبهاوس" تهدف للتشرذم وتمزيق الوحدة الوطنية وحكومة مستقيلة تصرف العاجل من الأمور.الأمر يتطلب من الجميع نبذ الخلافات والعمل والاستعداد للمستقبل والحسم والحزم في اتخاذ القرارات ليس على مستوى الدولة، فقط بل على مستوى الفرد والمواطن.إن الدعة والكسل والتأجيل والتردد في اتخاذ القرارات لم يعد أسلوباً مقبولاً لمواجهة المستقبل، فالعالم يعيش على صفيح ساخن، فإذا لم نكن فاعلين ومتفاعلين، مع ما يدور من حولنا فسوف نندم على ذلك مستقبلاً.فهل وصلت الرسالة ؟ أتمنى ذلك، ودمتم سالمين.www.alduwaihees.com