الترفُّع عن الدَّنايا

د. خالد عايد الجنفاوي

يصبح الترفّع عن الدَّنايا خصلة فاضلة وثابتة في شخصية الانسان عندما يتمّ أخلاقيًّا، لا سيما عندما تترسخ لديه عزة النفس، ويبدأ يمتلك نفسًّا أبيّة تترفّع عن سفاسف الأمور، وما ينقص القدر.
ومن بعض الدَّنايا التي يستلزم تجنّب السقوط في مستنقعاتها والترفّع عنها في كل الأحوال، نذكر ما يلي:
- الدَّنْفسة: وهي ارتكاب الخلق السَّيِّئ، سواءً كلامًا أو تصرّفا، وخصوصا في عدم غضّ البَصَر، وعدم عف اللسان، لا سيما ما يخرم المروءة، وبالذات في تتبّع نظرات الشخص الدُّنفوس لما يحرم عليه من النساء.
-الغدر والخيانة: الإخلاف بالوعد، ونقض العهد، وخيانة الوطن، وخيانة العِشرة، وإفشاء الأسرار، وخيانة الأمانة، وخداع الناس، والغدر بالمستأمن، وأخذ الرشوة لإبطال حق، أو لإحقاق باطل.
- خَلاَعَة الطبع: ركوب المرء لهواه، وتهتكه، وفسوقه، وانغماسه في الملذّات، وعدم غيرته على عرضه بسبب افتقاده لحسّ الغيرة، وعدم احترامه ذاته عبر عمل ما هو بهيمي، ولا يتناسب مع كرامة الانسان.
- الطَّعنُ في أعراض الناس: هو إرسال اللسان في التقوّل على الآخرين الغائبين، أو تشويه سمعتهم، والعيب فيهم بما ليس فيهم، والنّميمة في الناس والتحريش بين الأهل والأصدقاء بهدف الإِفساد.
-نكران الجميل: شيمة الدنيء اللئيم نكران الجميل، وشيمة الإنسان الشريف هو اعترافه بجمائل أهله واصحابه ووطنه عليه.
-الكراهية العرقية والقبلية، والطائفية، والفئوية، والطبقية، لا سيما فبركة الأقوال، أو ممارسة أفعال دنيئة بهدف تجريد الآخر المختلف من سماته الإنسانية.
-التزوير: تزوير الشهادات، والمؤهلات، والهوية بهدف سرقة المال العام، وشهادة الزور بقصد الاحتيال والتضليل والافتراء.
- عِبَادَة الأَوثان البشرية: تأليه الجبابرة، والمستبدين، والظلمة، لا سيما التطبيل لكل جبّار متكبّر.
-ممارسة الدناءة في السِّرِّ، وتصنّع الوقار في العَلاَنِيَةِ: رذالة الطبع في السر، وتصنّع الشرف في العلن، والانغماس المفرط في اللَّهْو في الحياة الخاصة، وتكلّف الرزانة في الحياة العامة.
- البطر بالنعمة: يستخفّ الدنيء بالنعمة، ويكفر بها عن طريق استعمالها في غير محلّها، وخصوصًا في مغالاته في زهوه وتكبّره على من هو أضعف منه، أو أقل مالاً، أو من ذلّ بعد عزِّ.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi