كتب - جمال بخيت:تشكل الالوان روعة المشاهدة في اعمال الفنان التشكيلي الكويتي نادر الفرس وتميزه بالجمع بين الالوان وصياغة رسوماته بالابيض والاسود.يعتبر القلم الرصاص من أشهر أنواع الأقلام المُستخدمة في العصور الوسطى، وكانت رسوم السن الفضية مميزة بقدر كبير حيث يمكن بها معالجة جميع التفاصيل، وقد استعاض فنانو عصر النهضة الأوائل بها عن القلم الرصاص الذي لم يظهر إلا في القرن السادس عشر في رسومهم على الرق والورق، وقد استخدمت السن الفضية للحصول على تأثير خاص، وتأتي حاليا اعمال الفرس الـ52 بين مصغرات الابيض والاسود لتمنح قاعة "بوشهري" ثراء فنيا بديعا.الفرس يتخذ الواقع مسارا رئيسيا في سلسلة لوحاته بين رسم صفحات الكتب او الرموز الاساسية التي يستخدمها الانسان في حياته، ويقترب من رسم الواقع المتنوع باحتراف ابداعي مميز.أعمال الطبيعة الصامتة للفنان نادر فرس، يكشف خلالها التنوع والثراء في أختلاف عناصره المرسومه والتمكن مــن حضور الضوء واسقاطاته مما يوحي للمشــاهد أنه امام مسرحية يسـلط فيها الظل والنور ليحيي المشهد في أفضـل احواله.علاوة على ارتباطه العاطفي بها فتدلنا على مدى عشقه لهذا النبع الذي استقى منه فنانون كثر الهامهم، تعكس أعمــال نــادر الفرس بالرصاص تجلياته من تأثيرات الظلال القوية المختلفة والاخرى الناعمة للمساحات الخلفيــة المخففة مقابل النور الساطع ودرجاته. لقــد أيقن الفرس أن نهجه بدراسة الطبيعة وأسلوبه نحو الكلاسيكية فيـه إرضـاء لذاتـه وتوجهاتـه، وأشـباع لرغبتـه والخـوض بنجـاح فـي مجال الفن التشكيلي الحديث.عن المعرض قال الفنان يحيى سويلم:" يثير الفنان العصامي نادر الفرس الإعجاب بأصالته وموهبته الممزوجة بالمهارة، ويفيض الهامه وتحليله لطريقته الخاصة المتمكنة لرسوم الطبيعة الصامتة حيث الموضوع المرئي هو هاجسه الاساسي الغالب بتفوق ولتصبح سمة شائعة له بين الفنانين الكويتيين".اضاف:" لقد كان للبيئة التي نشأ فيها نادر الصغير، أثرا في إيقاظ مواهبه الفنية، بداية لعشقه للموسيقى الكلاسيكية، وتفتح عيناه على أعمال والده أستاذ ومعلم الرسم، ثم أنتسابه الى الجمعية الكويتيه للفنون التشكيلية، واحتكاكه برواد الفن والفنانين في الكويت مما دفعه للانغماس والاستمرار في ممارسة الرسم والانتاج التشكيلي". وقال:" في طبيعته الصامتة الملونة نشهد ثراء رائعا لألوان الطبيعة، تموج بين السخونة العالية للأحمر والاصفر وأخرى دافئة او باردة تبوح بنوع خاص من الاحساس وفيها يهتم بملامس سطوح العناصر التي يعكف على رسمها".اضاف:" أعمال نادر منجزة في المرسم حيث يقوم بترتيب مجموعته من عناصر مختلفة (باقات الزهور وانواع من الفاكهة واشكال لا تحصى ولا تعد من أواني منزلية وزجاجية ومصنوعات خشبية وكتب ومفارش ومنسوجات متنوعة) تمكنه من اعادة ترتيبها والحفاظ على وضعها الثابت لوقت طويل على طاولة او منضدة، ففي المرسم كل شيء حاضر من مصادر للضوء وانعكاساته وتأثيرات الظلال القوية المختلفة والناعمة للخلفيات ليقدم للمشاهد مختلف الصياغات الفنية المحكمة لتشكيلات تمتاز بالدقة والعناية بلغة فنية تفي بالخصائص الأساسية لفن التصوير".قال سويلم:" في الطبيعة الجامدة لنادر نجدها تضج بالحياة وبخاصة المنفذة بالقلم الرصاص، لا تتحرك كائناته الصامتة فقط، بل ترقص ايضا، ففي لوحاته تتراص الأشكال والمفردات في زخم بصري يبعث فيه الروح والاحساس ويستمد عمقه من استخدامه للمنظور والايحاء الوهمي بالبعد الثالث لتصبح اللوحة نفسها عالما حقيقيا تؤدي دورها في خلق واقع ملموس وكأنك أمام مشهد مسرحي، هذا وقد عرف نادر بما يمتاز به القلم الرصاص من خصائص وتجليات كبيرة من الدقة في التعبير الفني السخي، والرقة وسرعة التعبير، ودقة الاداء".

جانب من المعرض

التشكيلي نادر الفرس

ألوان من الطبيعة

واقع