التشكيلية القطرية أمل العاثم تحاكي الوجدان الصوفي والوجود

وسط التنوعات اللونية والخطوط والظلال، تسعى الفنانة التشكيلية القطرية أمل العاثم إلى الوصول لعيون المتلقي وتفرض لغتها الخاصة وصياغاتها التجريدية المتنوعة في أعمالها التشكيلية.
في معرضها "جاذبية"، الذي افتتحه في قاعة الفنون الأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش ،تحافظ العاثم على لغة التواصل بين ريشة إنسانية بالدرجة الأولى، وتحاول جاهدة الوصول إلى قلب المتلقي وتفرض عبر هذا المشهد أن يحظى بدرجات التقدم الفني والتقني.
أمل العاثم تحمل تحت عباءة الريشة هموم المرأة وآلامها، وتواجدها في ركن بعيد من أركان لوحاتها، ونستطيع القول أن حالات الغموض المرسومة داخل البنفسجي والأزرق والأحمر والبني ولمسات الريشة المسافرة مع الأبيض وبعض الضربات الصفراء والسوداء، إذ أن اكتمال الدائرة اللونية داخل عمل واحد يشي بلغة في عالم التشكيل بالاقتراب من الحرفية المباشرة والقريبة من الواقع.
تحاول العاثم بسط نفوذ اللون وتناثراته البديعة تتخذ شكل تحفة وسط هذا الفراغ الذي تحيطه في اللوحة بهذه العناية الحرفية وتتخذ منهج التجريد الجمالي والأسلوب التنفيذي لهذه الأفكار المليئة بالأمل والجماليات ولحظات التفاؤل المصاحبة لرصد هذه الوقفات الإنسانية التأثيرية في فنون التشكيل، وتبقى الإضاءة عنصرا جميلا في لوحاتها والتي تكسب الفراغات عناصر ذات بعد صوفي، ورغم لغة الإسقاط الفني التي تسعى الفنانة إلى إثراء لوحاتها بها إلا أن فنية الفكر والوجود لمنظران موجودان داخل وفوق سطوح اللوحات هما ما يمنحان عنصر القوة الفنية في أعمالها التي تحاكي لغة الصوفية والثبات الجمالي في الواقع الإنساني المحيط بها.
لا شك أن الأعمال تلعب دورها كمؤثر فني لما تحمله من تنوعات فكرية ولونية وحالات فنية متنوعة بالأسلوب المبتكر وإدخال العناصر والتفاصيل داخل هذه اللوحات، ما منحها قوة التأثير والتحريض على التأمل والمشاهدة. عن أعمالها، تقول الفنانة أمل العاثم: خارج نطاق القمر مدارات كونية متعددة أحدثت الجاذبية كيانا لعوالمها، شخوص استطالية تتجاذب خلال مسارات تحدد كيانها بمجموعة لونية، تشكلت من لون تراب الأرض ونقاء العشب وصفاء الغيم ورقة البحر، حكاية سرد للجاذبية الكونية، حيث تتجلى ازدواجية الجمع بين التفاصيل الشخصية والرموز العامة، ضمن حكايات دراماتيكية صاغت نمطا معينا لكل من هذه العوالم.وتتابع: كل عمل هو فكرة تعبر عن الأبعاد الروحية محدثة بين مداراتها جذبا شكَّل مضمونا اجتماعيا متنوعا يظهر من خلال تضاريس العمل بين ملمس السطوح والتأثيرات المختلفة، حيث نرى ذلك الجدل بتجاذبه متجليا تحت تأثير كلي في سياق فني يتسم بالبساطة من دون أن يخرج عن تأثيره الفني العميق.
وختمت بقولها: تمركزت العناصر العامة للعمل الفني حول مركز جاذبية تاريخي بلون هوية خاصة تتخطى فضاء العمل، ما عكس مجتمعا أكثر رحابة متجليا في مدار أكبر اتساعا.
د.بدر الدويش قال عقب افتتاح المعرض: نرحب بالمشاركات الخليجية في الكويت مما يثري الحركة الثقافية والفنية بين دول الخليج.اضافة الي تبادل الخبرات والاحتكاك الفني كما يتبع المجلس جماليات العولمة المعاصرة والذي جعل العالم قرية صغيرة يلتقي خلالها نخب الثقافة والفنون مايساعد علي تبادل ولقاء هذه الخبرات من خلال المعارض والفنون على ارض الكويت..
يبقى القول إن إبداع الفنانة التشكيلية القطرية أمل العاثم يسكن روح المرأة، ويتردد بين جنباتها الروحية، فهي تستخدم فرشاتها لتحفر عميقا في باطن الإشكاليات الفنية تعبر عنها من خلال الألوان والخطوط، وتظهر هويتها الفنية على كل أعمالها.