الاثنين 21 يوليو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

التشكيلية لينا حجازي تنثر الفرح الصوفي بفانتازيا الألوان

Time
الخميس 22 ديسمبر 2022
السياسة
كتب ـ جمال بخيت:


لينا حجازي تشكيلية كويتية تعانق لوحاتها صور الجمال الساكن في تراكيب الألوان وصياغة ترصد تفاصيل الزمان والمكان، نستطيع وصف تجريداته بصوفية التجديد وسط أضواء وتفاصيل واسقاطات ساكنة تجرد الهدوء اللوني العميق الذي يرقي بسمو انسانية بديعة.
"أغنيات صدفة جميلة" كان عنوان معرضها الذي اقيم مؤخرا في قاعة كاب للفنون ويبدو من العنوان ان ريشة الفنانة تتجه صوب الانطباعية الفنية، باعتبار ان الانا تتسق في محاكاة صوت اللحن الجمالي المعبر عن مكنونات لوحاتها، وغالبا ما تكون التعبيرية قصة من ذات الفنان الذي يصنع الجمال في قوالب اللوحات لتصبح بالفعل نسقا مبدعا يسر العيون، بل يمنحها حرية الحب الفني.
وحدة التنقيط في اعمال حجازي تمنحها ميزة نادرة والعصر الحالي ربما من يستعيدون مجد الانطباعية قلائل واعتقد ان لينا حجازي تستعيد في لوحاتها الجاني المشرق والمعاصر في هذا الفن.
يبدو منهج فن الرسم بالتنقيط الذي جاء من الحركة الانطباعية وهو أسلوب الرسم من الحركة الانطباعية التي تجاور ضربات فرشاة صغيرة من الألوان الأساسية "الأحمر و الأزرق و الأصفر"، والألوان المكملة "برتقالية وبنفسجية وخضراء" وفكرته تعتمد على الضوء والظل كما في كل الرسم.
وبالطبع الجزء المواجه للظل يكون فاتح اللون فيكون التنقيط خفيف والمظلل يكون بنقاط أكثر والقريب بنقاط كبيرة والبعيد بنقاط أدق وقد ولدت هذه التقنية في فرنسا على وجه الخصوص بقيادة جورج سورا (1859-1891).
نجد في لوحات حجازي اكتمالا لعناصر الجمال في لوحاتها، فهناك الإيقاع الرشيق للخطوط، والمتأمل قليلا سوف يرى الكثافة المتناهية الدقة للأشكال في لوحاتها كثافة تكاد تلامس تلك الكثافة الرائقة العذبة التي نجدها في مناحي ادبيات الفنون وتتضح جماليات هذه الكثافة عندما نضعها في سياقاتها وعلاقاتها بالفراغ وتشكيلات الأضواء والظلال والألوان.
ويستطيع المتلقي رصد قدرًا كبيرًا من المرونة والخيال والحرية فهي تصيغ تفاصيل لوحاتها بقدرة عالية على التجويد والتفكير الرمزي والتركيب البصري الخلاق المتناهي الدقة سواء في تفاصيله الفسيفسائية أو في صورته الكلية التي تجبر المتلقي على الوقوف مليًا أمامها، ورغم أن لوحاتها لا تفضي بكل مكنوناتها للوهلة الأولى إلا أنها تُدخل المتلقي في حالة من الشغف تجعله يفكر وكأنها تخلق عملية كاملة من التأمل الروحي، ووسط هذا العمق الفني نراقب تفاصيل بريشة تسقط حالات الفرح بالالوان الزرقاء والحمراء والبيضاء وكأنها تقيم مهرجانا خاصا بعالمها الفني الذي لطالما ترسم عميق ملامحه بشغف الفنان وروح المتأمل.
ويبقي القول ان اعمال لينا حجازي تستعيد حكايات الانطباعية الحداثية في واقعية الاسماء بين رقصة الفرح وعناق الموسيقي ورؤية واقع المستقبل وكلها قصص فنانة تنشد الجمال وروائع ابداعات اللون والصياغة واحترافية مكونات اللوحة التشكيلية.

الكون المستقبلي

آخر الأخبار