السبت 21 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

التعارف يؤدي إلى التسامح

Time
الاثنين 08 مايو 2023
View
13
السياسة
سامي العنزي

التعارف يؤدي الى التآلف والتسامح والاحسان، فاحيانا تتضايق من انسان لموقف ما؛ لكن حين تكتشف ظرفه، وتعرف حاله تتساهل وتغض الطرف وتعفو حتى، وان كان تصرف تصرفا لا تحبه وتبغضه.
التسامح هو الحب والاحسان، والاحترام وتقدير المقابل بالتعارف، وان كان مخالفا؛ وذلك من مفهوم قول الله تعالى: "وَجَعَلْنَكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ".
نعم هذا التسامح والحب والاحسان لا يكون في المجتمعات الا من خلال المعرفة والتعارف بين المختلفين، اي التعارف الثقافي والنفسي، والتربوي الفطري للمقابل والمخالف بفكره وتفكيره، وهذا احد اسس الخلق الراقية، والعقول الكيسة التي ينبني عليها التسامح والاحسان والحب في الله تعالى، ومن ثم ازدهار المجتمعات.
واذا فقد التسامح في مجتمع ما فاعلم ان الحب سيكون مهزوزا في هذا المجتمع، او هذه الكتلة او تلك؛ ومن ثم السجال وتوجيه الاتهامات، والقيل والقال، والكذب والبهتان.
التسامح قيمة انسانية كبيرة اكبر مما نتصورها، فهي اذا جاز التعبير؛ ذروة سنام القيم والاخلاق، في تصوري الشخصي، التي ترتقي فيها المجتمعات تعايشا، ومن ثم انتاجا وصناعة لمستقبل مزهر وباهر.
التسامح دليل الود والتراحم؛ يتم من خلاله تأصيل روح الترابط الفكري والروحي، والمجتمعي والوطني العاطفي بين كتل المجتمع؛ ويكون ذلك الترابط والتعايش في ارقى احواله، وتتضح فيه للمجتمع الاولويات والاهم والمهم، والحسن والاحسن، والسيء والاسوأ، تعايشا وانتاجا، وهذا لا شك يؤدي الى الترابط والتطور والتقدم، والحرص على المصلحة العامة في البلدان والمجتمعات.
ولا يكون في المجتمعات التسامح الا من بعد التعارف، واتساع الثقافات والافق، وحينها يسود الفهم الارقى، والاعمق للمجتمع والاوطان.
علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بتصرفاته الراقية؛ ان هذا التسامح تقوم عليه الدولة والمجتمع.
كان عليه الصلاة والسلام متسامحا ورحيما، ومن ثم انتشر الحب بسبب هذا التسامح العظيم والرحمة؛ قال تعالى: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ".
وكان صلى الله عليه وسلم؛ يتعامل مع كل الشعوب والديانات باللين لتكريس هذا التسامح لحسن التعايش، وهو اسوتنا، وكما اوصانا الله تعالى بكتابه قائلا: "ولكم في رسول الله اسوة حسنة".
ولو دققنا في موقف النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد عودته من الطائف، وكيف آذوه وطردوه وطاردوه، ومن ثم يرسل الله تعالى له ملك الجبال ويقول له: يا محمد مرني اطبق عليهم الاخشبين" فيقول (صلى الله عليه وسلم): "لعل الله يخرج من اصلابهم من يعبده وينصر دينه"، بعد النظر هذا لا يأتي الا بالتسامح وتقديم المهم على الاهم!
كم نحن بحاجة الى هذا التسامح في المجتمعات المسلمة، وكم نحن بحاجة الى التعارف "لتعارفوا" ومن خلال هذا التعارف نفهم بعضنا بعضا اكثر، وبشكل ادق واعمق؛ ومن ثم انتشار الود والحب والتراحم بغض النظر عن الاختلاف او الخلاف بكل انواعه، والتسامح دليل الحرية الذاتية باتخاذ القرار، لا املاء القرار ومن ثم العبودية!
هذا التسامح والحب في الله والتواد؛ هو الامن والامان للعالم بكل طيوفه، وبكل توجهاته، وبفقدانه تكون عين الفوضى، وصناعة العداوات والجريمة بكل اشكالها وانواعها.
نسأل الله تعالى السلامة والعفو والعافية.

إعلامي كويتي
آخر الأخبار