الثلاثاء 08 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

التعليم العام في الكويت مُتخلف بنحو 4.8 سنة رغم تضاعف أجهزته ولجانه

Time
السبت 19 يونيو 2021
View
5
السياسة
قال التقرير عن أزمة التعليم انه أسوة بالفساد، تضاعفت أجهزة رقابته وساء ترتيب الكويت في مؤشر مدركاته، في التعليم أيضاً تزايد عدد الأجهزة واللجان ودراسات صندوق النقد الدولي واستعارة تجارب دول متقدمة في التعليم مثل سنغافورة، وكلها بتكاليف متزايدة، وهوى مستوى التعليم العام والعالي. ذلك يحدث في نفس الوقت الذي تقدم فيه الحكومة خطتها الخمسية الثالثة وضمنها إيحاء بأن ما سبقها، أي الخطة الخمسية الأولى والثانية، قد حققت معظم أهدافها، ولا معنى لأي مشروع تنموي ما لم يرتق بمستوى الإنسان هدف التنمية ووسيلتها، وصناعة الإنسان من جودة تعليمه.
في برنامج الحكومة الحالية إقرار مقدر ومشكور بأن التعليم العام في الكويت متخلف بنحو 4.8 سنة مقارنة بدول تنفق عليه مستويات أقل ومخرجاته هم مدخلات التعليم العالي، والأسبوع الفائت، نشرت QS لتصنيفات الجامعات تقريرها وضمنه هوت جامعة الكويت العامة والوحيدة في تصنيفها الى ما بعد الألف. وفي تسعينات القرن الفائت، ساوت الكويت التعليم بالترويج للسلع الاستهلاكية، "اشتري علبة والثانية مجاناً"، وأصدرت قراراً مضمونه، "ادرس سنة وانتقل مرحلتين"، وفي نفس الزمن وفقاً لتصريح وزير سابق، رفض مجلس الجامعة قبول اساتذة بشهادات ضعيفة، وتدخل رئيس مجلس الوزراء لتعيينهم بدعوى "أنهم عيالنا". وبعدها انتشرت الشهادات المضروبة، ولن يقتصر الضرر على امتيازات حامليها المالية، وانما أصبح حامليها في أعلى مراكز سلطة اتخاذ القرار، وتولى بعضهم مهام التدريس، وكانت نتيجته تخلف التعليم العام والعالي .
وأزمة التعليم في الكويت تكمن في غياب الوعي لدى الإدارة العامة بأهميته، وليس شح الإنفاق ، فكلفة تعليم الطالب من الأعلى في العالم، أو نحو 4693 دينارا لرياض الأطفال، و 3280 دينارا للابتدائي، و3426 دينارا للمتوسط، و3651 دينارا للثانوية، أي بمتوسط كلفة للتعليم العام بنحو 3762 دينارا . وتبلغ كلفة الطالب بعد الثانوية في الكويت للسنة المالية 2019/‏2020 نحو 6850 دينارا وهو واقع قسمة مصروفات التعليم العالي على عدد طلابه، بينما بلغت في 2017 نحو 10385 دينارا في الولايات المتحدة، و7405 دنانير في النرويج، و5749 دينارا لألمانيا، و3251 دينارا في كوريا الجنوبية وفقاً لنشرة المركز الوطني لإحصاءات التعليم (NCES).
والعلاقة العكسية بين ارتفاع مستويات الإنفاق على التعليم وانحدار مستواه تكمن في خطيئة تخصيص الموارد المصروفة على مكوناته، فهناك فائض في عمالة محسوبة على التعليم ولا علاقة لها به، وهناك بذخ وفساد ومعها مصروفات إدارة وصيانة غير ضرورية لمبانيه، ويغيب الربط بين المكافأة، أو راتب المعلم، وتميزه في مصدر ومستوى الشهادة، أو إنجاز الأبحاث المحكمة، أو متابعة التعليم المستمر. وصناعة الإنسان، وهو أمل ووسيلة وهدف التنمية، تتطلب وعي والتزام وصبر ووقت، وقد تستغرق جيل كامل، ولكن، من دون وضع ستراتيجية صحيحة والتقيد الصارم بها، أي حديث عن التنمية ليس سوى سراب.
آخر الأخبار