المحلية
التعليم عن بُعد بالصفوف الثلاثة الأولى... هدرٌ وأعباءٌ على الأهل
السبت 21 نوفمبر 2020
5
السياسة
* لا يرسم مساراً تعليمياً متتابعاً ينتقل فيه الطالب من مستوى إلى آخر والمناهج بلا مواءمة مع "الافتراضي"* مطلوب فريق تخصصي يعد تقريراً علمياً تربوياً كل أسبوعين لتصحيح المسار بدل أن "تسير على البركة"* مرحلة تأسيس الابتدائي تستوجب تعليم القراءة والكتابة والحساب... والحصص التسجيلية ضعيفة وبلا تفاعلكتب ـ عبدالرحمن الشمري:حينما اعتمدت وزارة التربية نظام التعليم عن بعد بسبب تفشي جائحة كورونا طالبت بأن يتحمل الجميع فيه المسؤولية من إدارات مدرسية ومعلمين وطلبة واولياء امور في اطار التعاون المنشود للمرور من هذا الازمة الخانقة بأقل الاضرار وتمكين الطلبة من مواصلة تلقي التعليم، وهو امر محمود في تولي كل ركن من الاركان مسؤوليته في التعليم واي تراخ في احداها سوف يضعضع التجربة ويخلخل اركانها ويضعف جهود الوزارة في مواصلة تقديم خدماتها التعليمية في هذا الظرف الاستثنائي.وفي هذا السياق كشفت مصادر تربوية عن تراخ في التعامل مع ملف التعليم عن بعد، بالتزامن مع تسجيل بعض القصور والاعراض السلبية في تطبيق هذا الملف بصورة غير تفاعلية مع الصفوف الثلاث الاولى والاكتفاء بالحصص المسجلة التي لا يجد فيها طلاب الصفوف الثلاثة الاولى تحصيلا تعليميا ناجعا، انما مجرد روتين يومي متكرر لتأكيد الحضور وتكليف بواجبات ومهام لا ترسم مسارا لخطوات تعليمية متتابعة ينتقل فيها الطالب من مستوى لآخر.واشارت المصادر الى انه لا يمكن ان نبخس جهود المعلمين والمعلمات في تسجيل الحلقات ومتابعة الطلبة وحرص الكثير منهم على متابعة الطلبة الا ان معظم الحصص المسجلة لاتجدي نفعا مع مرحلة تأسيسية تستوجب تعليم الطالب فيها القراءة والكتابة والحساب كأمور رئيسة في قياس مدى استجابت الطالب للمحتوى الدراسي الذي يتلقاه، مبينة ان بعض الحصص الدراسية مازالت تملأ محتوى الحصة الدراسية بمادة تسجيلية للاغاني دون التركيز على الأساسيات.محتوى الحصصأوضحت، أن محتوى الحصص يذهب دون ان يستفيد الطالب شيئًا سواء بمهارات الكتابة او حفظ الاحرف الهجائية والقراءة او مهارات الحساب والاعداد ويكتفى بديلا عن ذلك في واجبات مكثفة تشكل عبئا على الطالب ووالديه وتبعث على الملل من عدم مشاركتهم، داعية لاعتماد حصتين تفاعليتين عن بعد في الاسبوع مع معلم الفصل أسبوعيا.وأشارت المصادر إلى عدم مواءمة المناهج المعدة لنظام التعليم التقليدي لتتلاءم مع نظام التعليم الافتراضي عن بعد انما ظل هو ذاته، معتبرة ذلك خطأ فادحا يشكل عبئا على المعلم والطالب وولي الامر.أضافت، كان الاجدر بقطاع المناهج والتواجيه العامة طرح منهج معدل ومكافئ يتناسب مع مدة الحصة الدراسية وآليتها في التعليم عن بعد حتى يحقق الطالب اكبر قدر من التحصيل ويترك مجالا للمعلم بالتركيز على المادة الدراسية المقننة موضحة ان الوزارة تؤكد ان الاختبارات الالكترونية ستكون متوائمة مع المحتوى الدراسي الذي ناله الطالب في التعليم الالكتروني، وهذا لا يستقيم مع الواقع اذ يدرس الطلبة المنهج كاملا وفق الخطة الدراسية التي حددت للمعلمين دون اي توجيه بتعديلها او تقنينها حتى تناسب التعليم عن بعد. وتساءلت المصادر هل اوجدت الوزارة فريقا جادا ملما متقنا خبيرا مكونا من المناهج والتواجيه وادارة التقويم والقياس وادارات المدارس وروساء اقسام الموارد الدراسية يتابع تطبيق تجربة نظام التعليم عن بعد لايجاد معالجات لأي خلل اثناء تتبع تطبيق هذا التجربة ام ان الامر ترك كالعادة " يسير على البركة "؟، مضيفة، وهل ننتظر تقريرا علميا تربويا يشخص نظام التعليم عن بعد ما له وما عليه في اطار تعديل متتابع كل اسبوعين لتصحيح المسار المعوج خلال استخدام المنصة التعليمية خصوصا مع المرحلة الابتدائية لايجاد الية لنقل المهارات وليس المعلومات إليهم وإتقانها عن بُعد دون وجود معلم معهم في الفصل؟ و هل اوجدت او بحثت الوزارة عن أدوات إلكترونية تستخدم في التعليم عن بعد أفضل من مايكروسوفت تيمز الذي اعتمدت عليه كليا دون وضع بدائل اخرى رديفة تنقذها حال وقوع مشكلة في البرنامج اوعدم كفايته لتلبية احتياجاتنا التعليمية عن بعد ؟وقالت، ان المرحلة الحالية في ظل جائحة كورونا فرضت واقعا تعليميا مغايرا لما اعتدنا عليه في التعليم التقليدي الا ان ذلك لا يعني ان يكون حجة وذريعة للتراخي في تأمين تعليم يستفاد منه ويحقق الغرض من استئناف الدراسة وفق نطام التعليم عن بعد، مؤكدة أهمية أن يكون تعليما حقيقيا لا صوريا بمضمون ومحتوى وليس شكلا يستنزف الوقت والجهود والاموال ولايحقق هدفا يحسب للوزارة خلال هذه الفترة الزمنية التي نعيشها ونأمل الخروج منها قريبا.وذكرت المصادر ان الانتقال من نظام التعليم التقليدي الى نظام "التعلّم عن بُعد" لم يكن ترفا تكنولوجيا لجأت اليه الوزارة لتقديم خدماتها التعليمية انما ضرورة ملحة لضمان استمرارية العملية التعليمية، فرضت قسرا بحكم الاوضاع الصحية، مبينة أن هذه التجربة تتطلب جهودا متتابعة وتوجيها من اصحاب القرار في الوزارة الى المعنيين في قطاع المناهج والتوجيه العام ومركز نظم المعلومات لرسم سياسة تعليمية ناجعة تنفذها الادارات المدرسية و المُعلِمون والطلبة وأولياء الأمور لحصد ثماره والخروج بأقل الخسائر بسبب هذا الانتقال المفاجئ.وشددت على أن الظرف يستوجب تضافر كل هذه الجهود لتجاوزه بنجاح ويفترض الا يقل مستواه عن تقدير جيد جدا، مؤكدة انه يجب الا يسدل الستار على تجربة "التعلّم عن بُعد"بعد انقضاء الجائحة انما هي فرصة لإيجاد وسائل جديدة للتواصل والتعلّم عن بعد، والاستفادة من كل العقبات التي يفترض بالوزارة رصدها ومعالجتها حاليا ومستقبلا لضمان وجود تعليم مرادف للتعليم التقليدي يخرجنا من اي دائرة أزمات ايا كان نوعها قد نواجهها في قابل الايام.