التعويضات!

طلال السعيد

أعلنت الدولة فتح الباب للتسجيل بالتعويضات للمواطن والمقيم، وسوف يهرول الناس للتسجيل المتضرر وغير المتضرر، وسوف يسبق المزورون غيرهم على التسجيل، وسيدعي المقيم الذي أغرق سيارته بيده، وظهر بتسجيل واضح في وسائل التواصل، أن السيل أغرق سيارته، وسيطالب بتعويض، وسوف تدخل الواسطة وحب الخشوم والمعرفة، وسوف تكثر الضغوط والأخذ والرد، وسيتدخل أعضاء مجلس الأمة في سير التعويضات لمصلحتهم ومصالح ناخبيهم، وستحيد اللجان عن هدفها الرئيس، وفي النهاية سيعوض من لا يستحق التعويض، وسيحرم المستحق.
هذا ما سوف يحدث ما لم تكن لجان التعويضات على قدر المسؤولية، وهذا كله يرجع لحسن اختيار اعضاء اللجان، فتجاربنا السابقة لا تبشير بالخير، فقد كان الشعار في السابق من» قضبها عشاها عياله»، اما المسؤول المحايد النظيف فيقال عنه مع الأسف الشديد «غبي» لم يستفد من مركزه، أما المتلاعب فهو «ذكي»عرف كيف يستفيد من المنصب، بعد أن تبدلت القيم وتغيرت المفاهيم، فما بالك إذا دخل المقيميون على الخط ،الأمر الآخر سوف تكون بالتأكيد هناك «ذبحة» على الدور والأرقام، فهم سيحضرون بعد صلاة الفجر مباشرة، بينما المواطن يبدأ يومه بعد العاشرة صباحا، وسوف ينشط العمال الآسيويون في بيع الأرقام، كما هي الحال في الهيئات الحكومية الأخرى، مثل هيئة المعاقين، أما إذا كان هناك طوابع رسمية فلن تجد طابعاً وتضطر إلى شراء الطابع بضعف ثمنه من الآسيوي نفسه الذي اشتريت منه الرقم؟
هذا الذي سوف يحدث في هيئة التعويضات، وأتمنى أن يحدث عكس ذلك، لكن الواقع والتجارب السابقة تؤكد ذلك، مما يجعل المواطن الصالح المتضرر حقاً يحجم عن المراجعة بسبب الفوضى التي سوف تحدث، ويستفيد المزور الذي يعيش بالحيلة حتى وإن مات فقيراً!
ولنا في تبديل الجوازات أسوة مريرة حين اضطر المواطن إلى الوقوف بالشمس، وهو صائم بالقيظ، لتبديل جوازه فما بالك بالتعويضات والباب مفتوح للمواطن والمقيم، فسوف تتوقف شوارع الشامية، ويشتكي السكان من الزحمة، والنتيجة لن تكون مرضية ما لم يعينوا الكويت وأهلها بحسن الاختيار، ويكون هناك موقع خاص للمواطنين، أو أن يكون الاكتتاب عن طريق «النت» أوكما يقال «أون لاين»...زين.