التغيّر السلبي المفاجئ في الشخصية

د. خالد عايد الجنفاوي

يحدث أحيانًا أن يحدث في شخصية أحدهم تغيّر سلبي مفاجئ، وغير متوقع يلاحظه المقربون منه، ويتصّف بالاضطراب الفكري والسلوكي، والقيام بتصرفات سلبية وأحيانًا مدمرة، وثمة أسباب مختلفة لحدوث التغيّرات المفاجئة في الشخصية، ويوجد كذلك إشارات أولية وعلامات على قرب حدوثها.
ومن بعض أسباب إصابة أحدهم بالتغيّر المفاجئ والجذري أحيانًا في شخصيته، والتعرّف مسبقًا على إشاراته وكيفية مساعدة المصاب بهذه الحالة النفسية الشديدة التعقيد ما يلي:
أسباب التغيّر السلبي المفاجئ في الشخصية: وجود نيّة مقصودة واختيارية في تغيير الشخصية، والتعرّض لصدمات نفسية شديدة، وعدم الرغبة في الإفصاح عنها، أو عدم القدرة على التعامل مع آثارها المدمرة في الحياة اليومية، والتعرّض لإصابة شديدة في الرأس، أو بسبب وجود ورم سرطاني في الدماغ، والاصابة بمرض اضطراب الوسواس القهري، أو اضطراب الشخصية الحدّية، أو مرض الفصام، أو تناول أدوية لها أثار جانبية خطيرة، أو استنشاق مواد أو غازات سامة، أو الاصابة بالعدوى بمرض خطير، أو عدم القدرة على التعامل مع الضغوط النفسية.
إشارات وعلامات الإصابة بمرض التغيّر السلبي المفاجئ في الشخصية: حدوث تغيرات سلبية طفيفة متواصلة في السلوك العام لشخصية أحدهم، وتصرفه تصرفات سلبية وهدامة مفاجئة، والتغيّر التدريجي في مواقفه النفسية نحو مزيد من الحديّة والطيش، ومصاحبته لأشخاص منحطين لم يتوقع منه في السابق مصاحبتهم، أو حتى الاقتراب منهم، وعزوفه عن التحدث مع أو مجالسة أقرب المقربين اليه.
وأحيانًا فقدانه لوزنه بشكل كبير وسريع، وميله غير المتوقع نحو الانعزال عن أسرته واصحابه، وإصابته بالاكتئاب الشديد المفاجئ، وانغماسه في الوسواس القهري، والتشكيك المرضي في نوايا الآخرين تجاهه.
مساعدة من تتغيّر شخصيته بشكل سلبي ومفاجئ: تشجيعه على التحدث عما يشعر به، والاستمرار في التواصل الإيجابي والتحفيزي معه، وتشجيعه على المشاركة الاجتماعية، وممارسة الرياضة أو الهوايات المجزية، ومنحه مزيدًا من العطف والتأييد الإيجابي، وتذكيره بشكل متواصل بأنه لن يكون وحيدًا في مواجهة صراعاته النفسية، وطلب تدخل ومساعدة المختصين إذا زادت حالته سوءاً حتى لو كان شديد الرفض لذلك.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi