السبت 14 يونيو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

التغيُّر المناخي سيؤدي إلى انخفاض تغذية المياه الجوفية العذبة بالكويت

Time
الأحد 04 سبتمبر 2022
View
5
السياسة
أوصت دراسة أعدها معهد الكويت للأبحاث العلمية بعنوان "التنبؤ بتأثير التغيرات المناخية على تجمعات المياه الجوفية العذبة المستخدمة في الأحواض الشمالية لدولة الكويت"، بتمويل جزئي من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، بضرورة اتباع طرق التكيف ومنها الشحن الاصطناعي للتغلب على المشكلات المناخية المتوقعة من جفاف ورطوبة عالية مستقبلا.
وقال رئيس المشروع الباحث حبيب القلاف من مركز أبحاث المياه في المعهد، إن تغير المناخ أصبح حقيقة تزداد وضوحا كل يوم، ويظهر أثر هذا التغير على الموارد المائية من خلال حالات الجفاف والفيضانات المتكررة في أجزاء كثيرة من العالم.
وأضاف القلاف أن دولة الكويت ليست استثناءً، حيث تكشف المؤشرات الأخيرة عن تحول في الطقس ما بين جفاف وغزارة بالأمطار، وبناءً عليه فمن الممكن أن يصبح المناخ في الكويت أكثر جفافا أو أكثر رطوبة، كما أن التغير المناخي يمكن أن يؤثر على عدسات المياه العذبة والقليلة الملوحة القابلة للاستخدام الموجودة في بعض المنخفضات الطبيعية في شمال البلاد، والتي توجد فوق المياه الجوفية المالحة، في توازن دقيق للغاية.
وذكر أنه في حين أن هذه المياه تمثل خيارا قيما لاحتياطيات المياه الاستراتيجية المضمونة لدولة الكويت، فإن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى اختلال هذا التوازن الهش، ما بين عدسات المياه العذبة أو قليلة الملوحة والمياه الجوفية المالحة، ما قد يؤدي إلى فقدها أو نقصانها، وبناءً على ذلك وللتنبؤ بهذه المخاطر فقد تم تنفيذ هذه الدراسة.
وعن أهمية الدراسة أفاد القلاف أن الهدف الرئيسي هو تقييم التغير المكاني والزماني لتساقط الأمطار ودرجة الحرارة وأثرهما على تغذية عدسات المياه الجوفية العذبة شمالي دولة الكويت، إذ تم خلال هذه الدراسة تحليل بيانات تساقط الأمطار ودرجات الحرارة المسجلة في بعض محطات الطقس المختارة، واستخدام نموذج المناخ الإقليمي مع النموذج العشوائي للتنبؤ بالتغيرات المناخية للدولة، بالإضافة إلى تطوير طريقة جديدة لتوازن كتلة الكلوريد لتقدير تغذية المياه الجوفية.
وعن منهجية الدراسة بين أنه تم استخدام بيانات تساقط الأمطار ودرجات الحرارة؛ التي تم الحصول عليها من محطات الأرصاد الجوية في دولة الكويت ومن أجهزة قياس تساقط الأمطار القائمة في منطقة الدراسة في الروضتين وأم العيش في شمالي دولة الكويت للتعرف على الاتجاهات العامة لتساقط الأمطار ودرجات الحرارة.
وقال إنه تم جمع عينات من المياه الجوفية من منطقة الدراسة وتحليلها لتحديد تركيز الأملاح وعنصر الكلوريد فيها، واستخدامها في استشراف مقدار الشحن للمياه الجوفية وذلك باستخدام النموذج المعدل لتوازن كتلة الكلوريد، ووفق تذبذب مستوى سطح المياه الجوفية.
وإذ استعرض البرامج المستخدمة بالدراسة أفاد أنها أظهرت زيادة تساقط الأمطار خلال العقود الأخيرة لها أثر كبير في تشكل وجريان المياه السطحية، وحدوث فيضانات مفاجئة، مبينا أنه عند مقارنة النتائج التي تم الحصول عليها من نموذج المناخ الإقليمي ومن نموذج RainSim العشوائي، وجد ان نموذج RainSim أعطى نتائج أكثر تطابقا مع الظواهر القصوى لتساقط الأمطار المسجلة، كما أن طريقة توازن كتلة الكلوريد أعطت نتائج أكثر دقة بشأن تغذية عدسات المياه الجوفية العذبة من مياه الأمطار في منطقة الدراسة.
وأوضح أنه تبين أن لتغير المناخ أثرا إيجابيا على هطول الأمطار، ولكن له تأثيرًا سلبيًا فيما يتعلق بدرجات الحرارة، وتغذية المياه الجوفية في دولة الكويت، ومن المتوقع أن يكون هناك تزايد في الاتجاهات العامة لهطول الأمطار ودرجات الحرارة مع مرور الوقت في حين ستنخفض كمية شحن المياه الجوفية.
وأضاف أن نتائج الطريقة المبتكرة لتوازن كتلة الكلوريد كشفت أن ما يقارب 20% من مياه الأمطار قد أسهمت في تغذية المياه الجوفية في منطقة الدراسة، مشيرا إلى أن الدراسة استخلصت أيضا أن التغير المناخي سوف يؤدي إلى زيادة معدل تساقط الأمطار بمقدار 0.2 ملم/عام، وارتفاع معدل درجات الحرارة بمقدار 0.05 oم/عام، مما يؤثر سلباً على تغذية مكامن المياه الجوفية من مياه الأمطار، حيث من المتوقع أن ينخفض معدل تغذية عدسات المياه العذبة بمقدار 2.8% بحلول نهاية عام 2100.
إلى ذلك قال القلاف إن هذه الدراسة توصي باستخدام النمذجة العشوائية لتطبيقها على تغير المناخ في دولة الكويت، لأنها تعطي دقة أكبر للأحداث المتطرفة في بلد قاحل المناخ مثل الكويت، مضيفا أنه يدعم النموذج الجديد والمطور لتوازن كتلة الكلوريد تقدير تأثير تغير المناخ على تغذية المياه الجوفية بدقة أكبر من نموذج توازن كتلة الكلوريد الكلاسيكي.
ولذلك تقترح الدراسة بحسب القلاف تطبيق النموذج المعدل لتوازن كتلة الكلوريد للحصول على تقديرات أفضل لإعادة التغذية لطبقات المياه الجوفية في دولة الكويت، مبينا أنه نظرًا لاحتمالية أن التغير المناخي سيؤدي إلى انخفاض تغذية عدسات المياه الجوفية العذبة في شمالي البلاد؛ فإن الدراسة توصي بإتباع إحدى الطرق للتكيف مع هذا الاحتمال، مثل الشحن الاصطناعي للتغلب على هذه المشكلة.
آخر الأخبار