التفكير خارج إطار المألوف

د. خالد عايد الجنفاوي

لا يزال بعض المترجمين العرب يسعون لإيجاد ترجمة مناسبة لمصطلح التفكير خارج الصندوق، وهو مفهوم فكري وفلسفي ونفسي غربي المصدر، ويدور حول إعمال العقل الناقد خارج الأطر الفكرية التقليدية في البيئة المحيطة، ولكن يتفق أغلبية المتخصصين بدراسة التفكير، على أن ثمة صفات وميولاً وسمات معينة تميّز طريقة التفكير خارج إطار المألوف فكرياً واجتماعياً وثقافياً.
ويفترض بالإنسان الواعي ذهنياً ونفسياً، و لا سيما من يسعى بجهد لإدراك طبيعة وحقيقة ما يجري ويحدث حوله في عالم اليوم المتغير، أن يصدّق بأن التفكير خارج نطاق أو خارج إطار ما هو مألوف و "متعارف" ومتوافق عليه في بيئته المحيطة يمنح الانسان القدرة على التفكير الابتكاري، ومن بعض سمات ووسائل تطوير التفكير الشخصي ليخرج خارج إطار المألوف وبهدف العثور على الحلول للمشكلات أو للمعضلات النفسية والأخلاقية ما يلي:
-أحد أهم سمات التفكير خارج إطار المألوف في البيئة المحيطة بالإنسان تتمثل في انعتاق عقل الفرد من القوالب الفكرية الجامدة، ولا سيما ما لا تتوافق مع التفكير المنطقي والتفكير النقدي.
-أحد أهم وسائل اكتساب مهارة التفكير خارج إطار المألوف تتمثل في الإصرار على النظر إلى الأمور والمواضيع الخاصة والعامة من زوايا مختلفة وربما من زوايا غير مألوفة.
-توسيع الأفق، والحرص على ممارسة المرونة الفكرية، والحرص على طرح أسئلة نقدية تجاه المفاهيم الفكرية التقليدية، والتحرر من النمطية التفكيرية الثابتة على حالة واحدة لا تتطور، بمعنى الاتجاه إلى وسائل التفكير خارج إطار المألوف.
-يؤدي السعي المتواصل للتفكير خارج إطار المألوف إلى التحرر من طغيان الأيديولوجيات المصطنعة مثل العنصرية والقبلية والطائفية والطبقية الفوقية والفئوية النرجسية.
-التفكير خارج إطار المألوف تفكير مغاير ومتجدد وفقاً لما يتم اكتشافه من حقائق كانت مخفية في السابق.
-لا يمكنك التفكير خارج إطار المألوف ما لم تتخلص بشكل يومي من التأثيرات السلبية لانطباعات ولأوهام الآخرين على عقلك.
-يؤدي تفضيلك للتفكير خارج إطار المألوف في بيئتك المحيطة إلى شعورك بالانعتاق الفكري والروحي وبالثقة المتزايدة في عقليك الواعي والباطن اللذين تحرص على تطويرهما على الدوام.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi