الأربعاء 13 نوفمبر 2024
24°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
التقصير من حكومتنا… وليس الشعوب الأخرى
play icon
كل الآراء   /   الأخيرة

التقصير من حكومتنا… وليس الشعوب الأخرى

Time
الأحد 24 سبتمبر 2023
View
147
السياسة

نتحلطم، لكننا لا ندرك أن التقصير منا، وليس من غيرنا، مثال على ذلك، كم دولة ساعدنا، وكم دفعنا لتنميتها، هذا إضافة للمساعدات والجسور الجوية عند الكوارث الطبيعية؟ فهل سألنا أنفسنا في المقابل: لماذا تلك الحملات ضدنا، حتى لو كانت فردية علينا؟
هل لدينا وسائل إعلام، رسمية وخاصة، تظهر ما نقدمه للدول، أو اننا نتحدث عن ذلك وكأننا في ديوانية، أي يبقى الكلام بين افرادها، ولا يخرج الى العلن، والدول الاخرى؟
هنا سأتحدث بالأرقام، تمهيدا لما سيأتي، فعدد الدول المستفيدة من قروض صندوق التنمية الكويتي، هي 105، قدمت لها 1012 قرضا، وبلغت تلك القروض6821 مليون دينار، أي ما يعادل، بالدولار اميركي، نحو 22 مليارا، اضافة طبعا الى المساعدات والهبات المقدمة من الحكومة، او الافراد، فماذا كانت النتيجة؟
لاشيء، ليس بسبب طبيعة البيئات المقدمة لها تلك القروض والمساعدات، انما لتقصير منا نحن، فعندما لا نخدم صورتنا الاعلامية في الخارج، لن تكون هناك فائدة مما نقدم.
وهنا أعود الى الغزو، فالدول التي وقفت ضدنا حينها كانت الاكثر استفادة منا، ولأن التقصير في مخاطبة الشعوب كان أكثر قوة من الاعلام الرسمي لم تتحرك تلك الشعوب لمساندة الحق الكويتي المشروع.
في المقابل ان مجلة "العربي" وسلسلة منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، وغيرها من المنشورات الكويتية كانت فاعلة اكثر، وهي حين توقفت شعرت الشعوب العربية بأهمية الكويت، وكانت هناك حملات من أجل مناصرة الحق الكويتي.
للأسف، ان تلك المعادلة لم يستفد منها في مرحلة ما بعد التحرير، لأن الذهنية الاعلامية متخلفة، ولأن هناك "تلميع" لأشخاص على حساب الوطن، لهذا لاحظنا ان مساعدة الكويت لتركيا لم يجر اظهارها بما تخدم صورتنا، وكانت الاعتداءات على الكويتيين بهذا الشكل.
في السنوات الاخيرة، كانت هناك كوارث طبيعية في المغرب وسورية وتركيا، وغيرها من الدول، لكن للأسف كانت هناك ايضا اساءة للكويت من بعض شعوب تلك الدول، لأننا لم نعمل على تبيان دورها، بينما الردود الرسمية دائما مغلفة بالمجاملات، لذلك تنتهي عند نشر بيان الخارجية، ونعود بعدها نجر اذيال الخيبة، فنقول بعد كل حادث "كأنك يا بوزيد ما غزيت"، فقد وصلت الى حد شطب الكويت عن الخريطة، كما حدث في الاكاديمية العسكرية المصرية اخيرا، رغم ان الكويت تعمل على رفع مستوى المعيشة لشعوب تلك الدول، لكن خرجت الحملات ضدنا، كما حدث في تركيا اخيرا، ويأتي ذلك بعد ما قدمته، وتقدمه، دول الخليج، فلماذا هذه النظرة عند تلك الدول والشعوب، وتجهل ما نقدمه؟
نحن نقدم اموالا نقدية، ونرفع اسعار صرف العملات، وننجد البنوك المركزية، وبعد ذلك نجد الهجوم علينا؟
فعلا لا ألوم شعوب تلك الدول، لأنها لا تعرف ماذا تقدم لها دول الخليج، وبخاصة الكويت، لأننا ببساطة لا نعرف كيف نستخدم اهم اسلحة العصر، وهوالاعلام، لهذا دعونا نرى ردة فعل تركيا بعد حادثة السائح الكويتي.
مباشرة نشر الاعلام التركي ان قيمة ما يستفيدون به من دول الخليج سنويا خمسة مليارات دولار من السياحة الخليجية، وانقل هناك ما قيل في الاعلام التركي "ان ما يفعله العنصريون بتعديهم على الخلجيين والعرب، وهو خسارة للدولة، وليس لحزب ضد آخر"، وقد خرج الحاكم بحملة ضد تلك الافعال التي تسيء لبلده.
في المقابل نحن اين دورنا؟ لاشيء، فاذا كنا عاجزين عن الدفاع عن الدولة وما تقدمه، لماذا لا نزود ابناء الشعب الكويتي بتلك المعلومات، وهم يدافعون عن البلد؟
اتذكر ان هناك احصائية نشرت بين عامي 2004 و2006 عن ان نسبة الكويتيين المتعاملون مع أدوات التواصل الاجتماعي تفوق اي دولة عربية، كنسبة وتناسب، لهذا فالجيش القوي اليوم هو من يحسن استخدام ادوات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام.
لهذا نقول: قدموا المعلومات للشعب، وهو من يتولى هذه المهمة، واعتقد انه قادر على ذلك، وان يكونوا جبهة كبيرة في خدمة الكويت في العالم.
بذمتكم أكو احد قال: إذا كنا جايين من مناطق جهل أو متخلفة، فماذا فعلنا خلال الزلزال في تركيا، نسيتوا يالشعب التركي؟
كلهم يكررون "اننا وقفنا معكم بالغزو"، حتى فريق شكلي من الدول المشاركة بالتحرير صار يمننا انه حررنا، بل هناك جيش من الجيوش حين مر فوقهم صاروخ اطلقه العراقيون على الكويت صاروا يكبرون.
التقصير من داخلنا، ومن حكومتنا التي عليها ان تعمل على تزويد الناس والعالم بالمعلومات، عما قدمت الكويت، ونحن ما نبي أكثر من حقنا.

م. عادل الجارالله الخرافي

آخر الأخبار