د. حمود الحطابليعذرنا إخوتنا الوافدون الذين يشكلون اكثر من ثلاثة ملايين وافد من جنسيات متعددة، اعلاها عددا الجالية الهندية، وتأتي بعدها الجالية المصرية، فالجالية السورية، ولو أخذنا بإحصائية مصرية عن عدد المصريين في الكويت لتبين أنها الجالية الأكثر عددا؛ اكثر من مليون ونصف المليون مصري حسب مصادر مصرية معلنة.ليعذرنا الجميع حين نتكلم عن قضايانا الكويتية المصيرية، وقضايانا الوطنية وقضايا مستقبلنا؛ فنحن نتكلم عن وجودنا وبقائنا ومستقبلنا؛ او عدم وجودنا وتلاشينا، وانتهائنا من خريطة البشر؛ ولا مجاملة لإخواننا واصدقائنا الوافدين حين نتطرق الى بعض قضايانا بصراحة ووضوح، فكل انسان منا له وطن، وبيت، وارض، وسكن مرتبط بوجوده وحياته وحياة اجياله.أريد من هذه المقدمة الذوقية القول أن تمليك المنازل وغيرها لغير الكويتيين سيؤدي مستقبلا إلى انتهاء الكويتيين من الوجود على الخريطة البشرية كوطن وجنسية؛ فلو أعطي الوافدون الحق في التملك، وفتح الباب في هذا المجال واشترى كل وافد مقتدر بيتا في الكويت، لما بقي بيت في الكويت لاي كويتي؛ ولما وجد ايضا حتى الوافدون بيوتا أخرى يشترونها بعد بيع الكويتيين بيوتهم. هناك دول تضع عينها على الكويت بالخفية؛ وبلغ عدد وافديها اضعاف عدد الكويتيين، ولا نستبعد ان تساعد بعض حكومات هذه الدول عددا كبيرا من مواطنيها في الكويت لشراء البيوت، وتملكها حاليا بطريق غير مباشر، يعني عن طريق الشراء للبيوت عبر التوكيل، فالبيوت ستسجل باسماء كويتيين مقابل توكيل من كويتيين يتيح للوافد فرصة التملك المباشر حين يستعان بالقانون الدولي في مثل هذه القضايا.وبالشكل هذا تفرغ الكويت من الكويتيين وعلى مدى سنوات عدة؛ ليصبح الكويتي لاجئا خارج بلاده وبلا وطن؛ وقد قالها بعض الصهاينة المشهورين اعلاميا بالأمس:"إن الكويت ستصبح فلسطين ثانية"؛ ونحن نعرف قصده تماما، وقد كتبنا عن مثل ذلك في وسائل التواصل قريبا؛ وقال بعض الناس من اصحاب النظر القصير إن دول العالم تسمح للكويتيين وغيرهم بحق التملك في اراضيها فلم لا نبادلهم الخاصية نفسها؟الجواب قد قلناه في مقدمة هذه المقالة؛ ومعناه ان الكويت ليست بحجم اميركا ولا بريطانيا ولا السودان، ولا مصر ولا سورية، والمساحة السكنية فيها تضيق على اهلها يوميا، ولا يجد المواطن بيتا يسكنه قبل سن الاربعين، فكيف لو سمحنا بالتملك لجاليات تقيم في الكويت اعدادها اكثر من ثلاثة اضعاف الكويتيين؟ان جزءاً من احتلال الصهاينة فلسطين كان بالتملك فيها؛ ولا ينكر ذلك اخوتنا الفلسطينون؛ وجزءا اخر اقتطع بالحروب والتشريد؛ ويجد الفلسطيني من يدافع عنه دوليا؛ ولن يجد الكويتي اذا باع بيته وطرد من دياره من يدافع عنه، فقد باع وطنه قانونيا، ورضي بأن يعيش مشردا دون وطن...التملك لغير الكويتي بيع للوطن.كاتب كويتي
[email protected]