الأخيرة
التنمية تربية وليست شعارات
السبت 22 ديسمبر 2018
5
السياسة
سطام أحمد الجاراللهأثبتت التجارب في السنوات القليلة الماضية ان تحقيق الكويت تنمية جدية ليس امرا صعبا، او مستحيلا، كما يعتقد البعض، بل ذلك في متناول الجميع لو كانت هناك قراءة واقعية لحركة القدرات الوطنية التي تعاني من تهميش بسبب غياب مفهوم المشاركة في البناء، لهذا المطلوب قرار حاسم في هذا الشأن، وتعاون المؤسسات كافة، لا سيما التنفيذية منها في السعي الى تنقية الممارسة الحكومية من الاهواء الشخصية، وعدم الخضوع للضغوط النيابية مهما كانت التهديدات في هذا المجال، خصوصا بعد تلك الفوضى التي سادت نيابيا في السنوات الاخيرة، ودفعت بالمواطنين الى حد اليأس من الديمقراطية التي تشوهت كثيرا بسبب الجهل باسس ممارستها، وحصرها في النيل من كرامات الناس فقط.هذه الحقيقة يجب ان تكون في ذهن كل واحد منا، خصوصا صناع القرار التنفيذي، وان تستند الى ان التنمية عملية يومية دائمة في السلوك العام للمجتمع، اي انها جزء من التربية على تحمل المسؤولية والعمل من دون اي تقاعس، ويجب ان تكون في صلب العملية التربوية والتعليمية، تماما مثل ما هي الهوية الوطنية الواجب ان ترتكز عليها المناهج الدراسية، وتحفيز الشباب على الانتاج استنادا الى قناعة ان اي عمل، مهما كان صغيرا او كبيرا، انما هو في سبيل تعزيز اقتصاد الفرد والمجتمع.في السنوات القليلة الماضية نفذت بعض المشاريع بعيدا عن المؤسسات المعنية، اي ان الديوان الاميري اضطلع بدور اوسع مما هو منوط بعدد من الوزارات، واستطاع انجازمشاريع كبرى بسرعة واتقان، ومن دون اي تأخير، وضمت الى المؤسسات الاخرى، فيما الحقيقة ان للديوان مهمات اخرى، لكن التقاعس الذي ساد في تنفيذ المشاريع دفع الى ان يكون هو المسؤول، وهذه اشارة جدا مهمة، تعني ان تلك المؤسسات قد استقالت من دورها لانها خضعت للابتزاز السياسي النيابي، فيما المطلوب من السلطة التشريعية ان تكون عونا وليس فرعونا.لا شك ان هناك امكانات كويتية ضخمة على المستويات كافة، وحتى نستفيد منها لا بد من تذليل العراقيل التي تواجه تنميتنا الدائرة في حلقة مفرغة منذ سنوات، ولهذا ربما من الافضل ان يكون لدينا قرار حاسم في منع اي مغامرات وعمليات ابتزاز سياسي، وان يكون الايمان بالشباب وقدرتهم على التطور الاساس في اي توجه الى التنمية الحقيقية، لان بغير ذلك ستبقى الكويت في اخر ركب التطور.