الخميس 19 سبتمبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
"التهجير"… تصفية للقضية الفلسطينية
play icon
الأولى

"التهجير"… تصفية للقضية الفلسطينية

Time
السبت 21 أكتوبر 2023
View
68
السياسة

"قمة القاهرة" اختتمت أعمالها برفض العدوان والعقاب الجماعي لأهالي غزة

غزة ـ القاهرة ـ كونا ووكالات: على أهداب الأمل بإمكانية حدوث انفراجة توقف مسلسل القتل والدمار والتخريب الاسرائيلي المستمر منذ السابع من الشهر الجاري، عاش الفلسطينيون في غزة ساعاتهم الماضية، ففي حين سُمح أمس بعبور 20 شاحنة تحمل مستلزمات طبية وأدوية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، حذر منشور إسرائيلي سكان شمال وادي غزة من أن "كل من اختار البقاء يمكن تحديده على أنه إرهابي"، وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 4385 شهيدا، وبلغ عدد الجرحى 13561 جريحا، اتجهت الأنظار أمس صوب القاهرة، التي استضافت مؤتمرا للسلام بحضور القادة ورؤساء الحكومات في 31 دولة، تلبية للدعوة التي كان وجهها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في وقت سابق لبحث احتواء تداعيات التصعيد العسكري في غزة واتاحة فرصة جديدة للتسوية العادلة للقضية الفلسطينية.
وفيما لم يصدر عن القمة بيان ختامي، أكدت (روسيا اليوم) أن القادة المشاركين نددوا خلالها بالقصف الإسرائيلي لغزة ودعوا لحماية المدنيين، كما رفضوا التهجير وأكدوا ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن "تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث خصوصا على حساب مصر"، مشددا على ان المنطقة امام ازمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه للحؤول دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد الاستقرار والامن الدوليين.
ودعا السيسي في افتتاح القمة إلى احتواء التصعيد العسكري في الاراضي الفلسطينية، داعيا دول العالم كافة الى ضرورة عدم قبول استخدام الضغط الانساني للاجبار على التهجير.
وشدد مجددا على الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء، موضحا ان حل القضية الفلسطينية ليس التهجير وإزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.
وأوضح أن الحل الوحيد للقضية هو "العدل" بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير والعيش بكرامة وأمان في دولة مستقلة على أرضهم مثلهم مثل باقي شعوب الأرض.
وقال: إن الدعوة لتهجير الفلسطينيين من اراضيهم ليس إلا "تصفية نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاء لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة" وإهدارا لكفاح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية بل وجميع الأحرار في العالم على مدار 75 عاما هي عمر القضية الفلسطينية.
وقال: "يخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني من يظن أن هذا الشعب الأبي الصامد راغب في مغادرة أرضه حتى لو كانت هذه الأرض تحت الاحتلال أو القصف".
واضاف: "إن دعوتي لعقد القمة للعمل معا على التوصل الى توافق محدد على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية وإحياء مسار السلام من خلال عدة محاور تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية لأهل غزة ثم الانتقال فورا إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، وتاليا البدء العاجل في مفاوضات لإحياء عملية السلام وصولا لإعمال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس مقررات الشرعية الدولية".
من جهته، طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالوقف الفوري للحرب، واصفا حملة القصف العنيفة على غزة بأنها "جريمة وحرب وعقاب جماعي للسكان وانتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني".
وقال الملك عبدالله الثاني في كلمته: إن "أولوياتنا اليوم واضحة وعاجلة وتتمثل بالوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين"، مشددا على أن "حملة القصف العنيفة على غزة جريمة حرب وعقاب جماعي للسكان وانتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني".
وأكد أن سفك الدماء الذي نشهده اليوم هو "ثمن الفشل في تحقيق تقدم ملموس نحو أفق سياسي يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين"، مشيرا إلى أن "هذا الصراع لم يبدأ قبل أسبوعين ولن يتوقف إذا واصلنا السير على هذا الطريق الملطخ بالدماء".
وأضاف: إن على قيادة الاحتلال الإسرائيلي أن تدرك "عدم وجود حل عسكري لمخاوفها الأمنية"، وأنها "لا تستطيع الاستمرار مع تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها"، وأن تدرك أيضا أنه "لا يمكن لدولة أن تزدهر إذا بنيت على أساس من الظلم".
وأكد أن مساعي التهجير القسري للفلسطينيين "جريمة حرب وخط أحمر بالنسبة لنا".
بدوره، شدد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى في كلمته على أن معاناة الشعب الفلسطيني تؤكد الحاجة الملحة إلى احتواء الأزمة الخطرة وتوابعها الإنسانية، مطالبا بضرورة وقف التصعيد وإنهاء العمليات العسكرية وتوفير الحماية للمدنيين من الجانبين.
وقال الملك حمد بن عيسى إنه لن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط دون تأمين الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وصولا إلى السلام العادل والشامل والمستدام في المنطقة، مؤكدا رفض البحرين القاطع لتهجير شعب غزة من أرضه
في الاطار نفسه، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أن الأحداث المأساوية في فلسطين تحتم علينا التحرك العاجل لوقف إطلاق النار، معلنا رفضه بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وطالب فرحان، خلال كلمته بفتح فوري لممرات إنسانية آمنة إلى غزة، داعيا المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بالتقيد بالقانون الدولي.
أضاف: "نأمل أن تسهم هذه القمة في تحرك حاسم للمجتمع الدولي لإيجاد حل لهذه الأزمة، ونؤكد على تمسك المملكة بالسلام خيارا استراتيجيا عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة".
في التطورات الميدانية، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بمقتل نحو 30 شخصاً فجر أمس في قصف نفذه الطيران الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وفيما تحشد إسرائيل دبابات وقوات بالقرب من قطاع غزة استعدادا لغزو بري محتمل، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق الفالوجا وأبراج العودة وأبراج الندى وتل الهوا في قطاع غزة.
من جهة أخرى، قالت هيئة البث الإسرائيلية (كان): إن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت امس، سلسلة من الأهداف العسكرية لجماعة حزب الله في الأراضي اللبنانية رداً على إطلاق صواريخ مضادة للدروع وقذائف صاروخية على الأراضي الإسرائيلية.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن حزب الله قرر المشاركة في القتال، مضيفا: "مستعدون لكل الاحتمالات وحزب الله سيدفع الثمن".
وكانت حركة حماس اطلقت الجمعة سراح أميركيتين احتجزتا ضمن عملية "طوفان الاقصى". وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان، إطلاق حماس سراح الأسيرتين جوديث وناتالي رعنان.
وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، في بيان: "استجابة لجهود قطرية، أطلقنا سراح محتجَزتين أميركيتين (أم وابنتها) لدواعٍ إنسانية".
وأضاف: "لنثبتَ للشعب الأميركي والعالم أن ادعاءات الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته كاذبة لا أساس لها من الصحة".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية: إن إطلاق سراح الرهينتين الأميركيتين جاء "بعد أيام عديدة من الاتصالات المستمرة" مع جميع الأطراف
أخيرا، أعلنت روسيا امس أنها ستطلب عقد جلسة جديدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

آخر الأخبار