التوسع في المسحات... ضرورة لمعرفة الوضع الوبائي في البلاد

الشمري لـ"السياسة": خطة زمنية متكاملة للتوسع في المسحات مواكبةً للخطة الحكومية للعودة إلى الحياة

الحجيلان لـ"السياسة": فحص عدد قليل من أفراد الأسرة الواحدة لأن العينة العشوائية داخلها تحدد وضعها

بهبهاني لـ"السياسة": المسحات العشوائية مرادفة لا بديلة عن فحص حالات الاشتباه والمخالطة

الفضالة لـ"السياسة": زيادة المسحات بمراكز الفحص بين 100 و140 فحصاً في
كلٍّ منها

الكندري لـ"السياسة": أكثر من 10 فرق موزعة في الكويت تزور المنازل يومياً دون علم مسبق للأشخاص



كتبت ـ مروة البحراوي:

في مؤشر إيجابي للتوسع في المسحات اليومية للكشف عن فيروس كورونا كوفيد ـ 19، وفي استجابة لمطلب جماهيري لعموم الأطباء والمختصين على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت وزارة الصحة تدشين فرق المسح الميداني بأخذ المسحات المخبرية ( أنف/‏‏‏ بلعوم) عبر الزيارات المنزلية للمناطق السكنية النموذجية استكمالا للجهود الوقائية للمنظومة الصحية، ولحملات الترصد النشط في الفحص لتقييم الوضع الوبائي المجتمعي بعناية ودقة.
في هذا الإطار، كشفت رئيسة المفتشين الصحيين بمنطقة العاصمة د.أمل الكندري عن توفير وزارة الصحة اكثر من 10 فرق موزعة في الكويت، ويتم اختيار العينات العشوائية بالتنسيق مع الهيئه العامة للبطاقة المدنية.
وأشارت إلى ان الفرق تقوم بزيارة المنازل يوميا، دون علم مسبق للاشخاص، والزيارة الواحدة تضم ما بين 20-25 منزلا، ويتم الفحص من خلال اخذ مسحة pcr (انفية/‏‏‏ بلعومية) وتحويلها الى مختبر الفيروسات، وذلك بهدف دراسة الوضع الحالي للكويت لمعرفة معدل انتشار الوباء بين افراد المجتمع.
وفيما كشف الدكتور فهد الغملاس عن خطة وزارة الصحة إجراء ما بين 6 الى 8 آلاف مسحة عشوائية، في مختلف مناطق الكويت، أعرب عدد كبير من الأطباء والمختصين عن ارتياحهم الشديد للقرار، الذي اعتبره البعض "متأخرا" إلا أنه "سليم".
وأكدوا من خلال "السياسة" أن هـذا القرار لكي يؤدي أهدافه يجب أن تواكبه خطة مدروسة للتوســع في عدد المسحات للوصول إلى المؤشرات العالمية لعودة الحــياة، بحيث تصبح بين 10 - 20 مسحة مقابل كل إصابة إيجابية، أي أن يقل متوسط الإصابات إلى مستوى بين 5 - 10% من إجمالي عدد المسحات وهو معيار لا ينطبق على الوضع الصحي الحالي في الكويت.
وأوضحوا ان معدل الاصابات بالمقارنة مع عدد المسحات في الكويت بين 20 إلى 25 %، أي أن الوزارة تفحص بين 4 - 5 مسحات مقابل كل إصابة واحدة وهو مستوى رصد متدن جدا وفقاً للمعايير الدولية الحالية.
وفي هذا السياق، شدد الأستاذ المساعد بالرياضيات البيولوجية والنمذجة في جامعة الكويت والباحث المشارك في معهد دسمان للسكري د. عبد الله الشمري على ضرورة الإعلان عن خطة زمنية متكاملة للتوسع في عدد المسحات مواكبةً الخطة الحكومية للعودة إلى الحياة الطبيعية، وتضم معايير علمية واضحة ومحددة للرصد الوبائي النشط، تراعي تحديد الفئات المستهدفة وعدد مرات الفحص لكل فرد وغيرها.
د. الشمري الذي قاد فريقا علميا طبيا لتطوير أول نموذج لمحاكاة انتشار فيروس الكورونا بالكويت والمنطقة قال لـ"السياسة": أثبتت الكويت قدرتها على إجراء حوالي 5 آلاف مسحة يوميا في منتصف شهر مايو الماضي، ولكن اتجهت بعد ذلك إلى خفض المتوسط اليومي للمسحات إلى نصف هذا العدد رغم أن الهدف الأساسي هو الرصد النشط والاستباقي للحد من انتقال العدوى للفئات عالية الخطورة، وبناء عليه يستوجب على الصحة العودة إلى زيادة عدد المسحات.
وأضاف: الكويت بدأت بقوة في السيطرة على الوضع الصحي واعتمدت منهجا علميا وعملياً لمواجهة تفشي وباء كورونا المستجد، إلى أن بدأ الحظر الكلي في البلاد، فبعد مرور أربعة أيام من الحظر بدأت الوزارة في خفض عدد المسحات بشكل لافت، الشيء الذي أدى إلى تذيل الكويت قائمة الدول الخليجية الأعلى في عمل المسحات بعد أن كانت في المقدمة! ويجب على الوزارة قبل الانتقال إلى مرحلة متقدمة في خطة العودة إلى الحياة الطبيعية، وضع خطة زمنية محددة المعالم تواكب خطة الحكومة واشتراطات منظمة الصحة العالمية.

عودة الحياة
وأوضح الشمري أن منظمة الصحة العالمية وضعت معايير واضحة لعودة الحياة الطبيعية في الدول، حيث يستوجب أن يقل متوسط الإصابات إلى مستوى بين 5 - 10% من إجمالي عدد المسحات، أي يجب أن يــتم رفع عدد المسحات ليصل بين 10 - 20 مسحة مقابل كل إصــابة إيجابية، وهـو معيار لا ينطبق على الوضع الصحي الحالي في الكويت، حيث يتراوح معدل الاصابات بالمقارنة مع عدد المسحات ما بين 20 إلى 25 %، أي أن الوزارة تفحص بين 4 - 5 مسحات مقابل كل إصابة واحدة وهو مستوى رصد متدن جدا وفقاً للمعايير الدولية الحالية.
وأردف: يجب على المنظومة الصحية العودة إلى الوضع السابق بزيادة عدد المسحات والتقدم بالقائمة الدولية في هذا الجانب، قد يكون هناك تخوف من ردود فعل الرأي العام تجاه أي ارتفاع بعدد الإصابات المعلن عنها، ولكن لا يجب أن يقاس هذا على وزن صحة العامة فالتوسع بعدد المسحات يعتبر من أهم آليات الترصد النشط التي تقودنا إلى قراءة دقيقة لواقع الإصابات في البلاد وبالتالي الحد من انتقال العدوى للفئات عالية الخطورة، بينما يؤدي الحفاظ على معدل ثابت للإصابة بمقدار 20 - 25% من مجموع المسحات، والاعتماد فقط على فحص حالات
الاشتباه ذات الأعراض الشديدة وعدد متواضع من المخالطين، وتقليل عدد المسحات بشكل عام، إلى خلل بمنظومة
الرصد الوبائي ومن ثم صعوبة مستقبلية في السيطرة على الوضع الصحي في البلاد خاصة خلال مراحل العودة للحياة الطبيعية وعودة الناس للعمل وغيره وهو ما لاحظناه في الآونه الأخيره.
ورحب بخطوة زيادة المسحات الميدانية مؤخرا ولكن استذكر أن التوسع يجب أن يتبع خطة زمنية معلنة وواضحة المعالم يُتسهدف من خلالها استيفاء شروط ومعايير منظمة الصحة العالمية المذكوره أعلاه ويقاس الوضع الوبائي دوريا وعلنيا وفقا لهذه المعايير المتفق عليها دوليا.

مضيعة للوقت
عملا بشعار " أن تصل متأخرا خيرا من أن لا تصل ابدا"، نوه استشاري الأمراض الوبائية بمستـشفى العدان د. غانم الحجيلان بالقرار، مــؤكـدا ايجابيــته في ترصــد الفيروس وقــياس وبائيته، وقال لـ"السياسة": قرار متأخر، لكــنه صحـــيح ونتــمنى أن يبين الوضع الحقيقي للفيروس لكي يتمكن أصـحاب القرار من اتخاذ القرارات المناسبة بناء على النتائج التي ستتوفر.
وأوصى الحجيلان بفحص عدد قليل من افراد الأسرة الواحدة، لأن العينة العشوائية داخل الاسرة الواحدة ستحدد الوضع الصحي الكامل للاسرة، حيث أكدت دراسة صينية أن 80 في المئة من الاصابات تكون بين أفراد الأسرة، لذا ليس من الضروري فحص أفراد الأسرة بالكامل لانه مضيعة للوقت والجهد.
وعن الخطوة التالية لاتمام المسح العشوائي، شدد الحجيلان على ضرورة عزل المناطق التي تسجل زيادة في عدد الاصابات بالفيروس، وذلك بهدف اكساب قاطنيها مناعة ضد الفيروس، وعلى الجهات المختصة اتخاذ اجراءات صارمة لتحقيق ذلك.

مرادف لا بديلا
"قرار سليم"... هكذا وصف مسؤول قسم الصحة الوقائية بمركز عبد الرحمن الزيد الصحي د.عبد الله بهبهاني قرار المسح العشوائي المنزلي، موضحا أن العينات العشوائية تتميز عن غيرها بأنها تقيس مدى تفشي وانتشار الوباء في المجتمع وهذا يختلف عن المسحات المتخذة في حالات الاشتباه وهي أحد طرق البحث العلمي التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، موضحا أن اكتشاف الإصابات في العينات العشوائية هو أحد طرق الترصد الوبائي المبكر والذي يهدف الى اكتشاف البؤر التي قد تكون غير ظاهرة تمهيدا لعزلها واحتوائها، لذا يجب اعتماده مرادفاً لا بديلا عن فحص حالات الاشتباه والمخالطة لحالات ثبت اصابتها بالفيروس، وشدد على أن تواكب تلك الحملات المنزلية التركيز على التوعية و تعزيز الاصحاح البيئي. وبخصوص القيام بفحص الدم (rapid test) إلى جانب مسحة الـpcr فان هذه الخطوة قد تعطي مؤشرات مفيدة في سياق دراسات التقصي والبحث رغم بعض المآخذ على دقة ذلك الفحص إلا أن الاستفادة واردة من نتائجه على المستوى البحثي، وذلك بهدف تكوين تصور عن مدى المناعة المجتمعية وذلك بمعرفة الحالات التي قد تكون قد أصيبت و تعافت دون معرفتها بذلك، حيث من المتوقع وجود عدد كبير من الحالات التي تظهر فحوصات الدم وجود أجسام مضادة لديهم في حين تظهر المسحة البلعومية نتائج سلبية للاصابة بالفيروس، وهذا مؤشر على اصابتهم وشفائهم من الفيروس دون علمهم، مشيرا إلى أنه لا يستبعد امكانية الاستفادة منهم مستقبلاً كمتبرعين محتملين لبلازما دم المتعافين.
وأكد على أهمية الفحوصات العشوائية في الكشف عن مئات الاصابات في الجمعيات التعاونية، ومن ثم القاء الضوء على الأسواق التجارية كبؤر لانتشار الفيروس واتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة لعزلها و احتوائها للحد من انتشار العدوى.

غير صحيح
وتأكيدا لرأي د.عبدالله بهبهاني بضرورة الجمع بين العينات العشوائية للفحص وحالات الاشتباه والمخالطة، نفى مسؤول مراكز الفحص السريع لخدمة السيارات د.طلال الفضالة لـ"السياسة" ما اثير حول وقف العمل في مراكز الفحص والتركيز على حالات الدخول والعينات العشوائية، وأكد الفضالة استمرار عمل مراكز الفحص باستاد جابر ومطار الكويت، مع التوسع في عدد المسحات خلال الفترة المقبلة.
وكشف الفضالة عن توجه وزارة الصحة إلى زيادة عدد المسحات ما بين 100 و140 فحصا في كل مركز من بحيث تصبح المحصلة الاجمالية للمسوحات في المركزين نحو 1000 مسحة لخدمة السيارات.