التوظيف الوقح!

طلال السعيد

ديوان الخدمة الموقر يقول للمواطن طالب التوظيف مها كانت شهادته: انتظر الترشيح وليس هناك بد من الانتظار. وشركات النفط الحكومية تقول للمواطن أيضا: انتظر الإعلان، وكذلك الحال بالنسبة للشركات الحكومية وشبه الحكومية، كلها تسير بنفس الاتجاه: انتظر الإعلان وتقدم، وهم يعرفون اسماء الذين اختاروهم سلفا حتى قبل نشر الإعلان، وطالبو التوظيف يهرولون خلف تلك الإعلانات طمعا بالحصول على الوظيفة في مكان مناسب. ولعل القاعدة تقول:ان ظلما بالسوية عدل بالرعية، لكن حين يتم توظيف الوافد قبل وصوله الى مطار الكويت فهذا هو التوظيف الوقح الذي لايمكن القبول به. وحين يتم تحويل العامل الزراعي الى مستشار قانوني ومثله كثر من أبناء الخبازة الذين تشبعهم امهم خبزا، المهم يدخل احدهم الكويت حتى وان كان خادما ثم يتحول الى خبير بموافقة الجهات الرقابية الحكومية، مثل ديوان الخدمة المحتل أيضا من نفس الجالية، فماذا يقول المواطن؟ هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى بين حين واخر يصل وزير القوى العاملة في بلد شقيق عند كل صغيرة وكبيرة، ليس حسرة على ما مضى ولكن خوفا مما هو آت، فشبح التكويت يرعبهم ويحاولون تأخيره قدر المستطاع، الامر الذي يشعر المواطن معه اننا مستعمرة يحكمها قانونهم وليس قانوننا، لذلك نضع أيدينا على قلوبنا عند كل زيارة، ونشعر بالغبن بعد مغادرة الضيف ومعرفة نتائج الزيارة، فمتقاعدونا يتجولون بين الجمعيات وفروع الغاز بالنهار وبين الديوانيات بالليل، ومتقاعدوهم يوظفون عندنا حتى توافيهم المنية فماذا نقول!؟
في بيان منشور تبين ان وزارات السيادة، كالخارجية التي تطرد الكويتيين بحجة انها تبحث عن النخبة، بينما مخرجات اختياراتهم سيئة جدا ومحسوبة على الكويت،لايستطيع احدهم ان يتحدث خمس دقائق من دون ان يخطئ، حتى القسم لايجيد احدهم قراءته، والكفاءات الوطنية تطرد،حتى اصبح التوظف فيها حلما لكل كويتي، والمؤسف فقد تبين ان أعداد الوافدين فيها لا تعد ولاتحصى فهل اصبحت حلالا عليهم حراما علينا؟
فإلى متى يستمر هذا الوضع المؤلم، تهميش الكفاءات الوطنية واحتضان مجاميع الوافدين؟ ففي حقبة ستينات القرن الماضي كانوا بحاجة الوافدين، ولكن كانوا يضعون مع كل وافد مواطنا او اكثر يتعلمون منه، وبالتالي يحلون محله. والمؤسف اننا الان أصبحنا نضع الوافد محل المواطن بصفة مستشار تحت بند المكافآت، وتحدث عن البدلات ولاحرج!! اليس ذلك هو التوظيف الوقح؟..زين