أكد نائب الرئيس التنفيذي لبنك بوبيان عبدالله التويجري ان التطورات التكنولوجية الهائلة في عالم الخدمات المصرفية تفرض الكثير من التحديات امام البنوك في مختلف انحاء العالم وان مستقبلها سيحدده مدى القدرة على استيعاب المتغيرات التكنولوجية والدخول في المنافسة مع القادمين الجدد للسوق . جاء ذلك خلال محاضرة شارك فيها التويجري في مؤتمرSEAMLESS العالمي الذي عقد في دبي موضحاً ان قضية الساعة هي قبول التغيرات التي تحدث على صعيد التكنولوجيا ومدى مواكبتها لتطلعــات العملاء نحو تقديم المنتجات والخدمات بشكل أسرع وأكثر ملاءمة. واوضح في المقابل فإن هناك العملاء لا تزال تسيطر عليهم الصورة الذهنية التقليدية للبنوك من كونها ذلك المكان ( الفرع ) الذي لا بد ان يذهبوا اليه لإنهاء معاملاتهم حتى ان احدث دراسة لمؤسسة IPSOS العالمية اشارت الى ان اكثر من 70 % من العملاء يحددون اختياراتهم للبنك على اساس قاعدة فروعه ومدى انتشاره . يذكر ان مؤتمر ومعرض SEAMLESS يعتبر الاكبر من نوعه على مستوى المنطقة والعالم ويعد من أكبر المنصات المختصة بالتقنيات الحديثة في منطقة الشرق الأوسط التي تسلط الضوء على الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والروبوتات والبلوك تشين والعملات الرقمية ، وشهد العام الحالي حضور اكثر من 15 الف متخصص من مختلف انحاء العالم و400 متحدث من جهات عالمية مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومختبرات هارفارد للابتكار ومركز الابتكار في المملكة المتحدة بالإضافة إلى مشاركة 50 شركة ناشئة في مجالات التكنولوجيا المغيرة.
واشار التويجري الى انه سيتوجب على البنوك البدء في تنفيذ مجموعة جديدة من الاستراتيجيات الجديدة التي تعتمد على امكانية إنجاز التحول الرقمي دون التنازل عن التواصل البشري والذي يمثل في النهاية العامل الفارق الرئيسي الذي يميزهم. واضاف "ستتاح العديد من الأدوات والشراكات لمساعدتهم على تقديم الخصائص المميزة المصممة لكل عميل في المساحة الرقمية مثل استخدام تكنولوجيا التواصل قريب المدى "NFC" أو البطاقة المدنية في التعرف على العميل عند الدخول أو التعرف على الهوية عبر الوجه أو الاجتماعات المرئية لتقديم الخدمات الاستشارية".وأكد التويجري أن البنوك نجحت في الآونة الأخيرة في الموازنة بين الشكل التقليدي لتقديم الخدمات المصرفية من خلال الفروع وبين خدماتها التقنية ضاربا المثال ببنك بوبيان الذي استطاع ان يحقق المعادلة الصعبة من خلال التوسع جغرافيا من خلال الفروع وبين ضخ المزيد من الاستثمارات في الخدمات والمنتجات المصــــرفية التقنية ومن ثم زيادة شريحة عملائه المستخدمين للتكنولوجيا المصرفية. واضاف "عندما تضع الخيارين بين يد العميل فإنه يشعر بالراحة لانه يعرف ان لديه الحرية في الاختيار فحتى وان كان من عشاق التكنولوجيا فانه في بعض الحالات يحتاج الى زيارة الفرع والعكس صحيح تماما". وحول التعاون بين البنوك وشركات التكنولوجيا قال التويجري يجب" أن تقوم شركات التكنولوجيا المالية والبنوك بالتعاون بصورة اكبر واستغلال خبراتهــا لترجمة الأفكــار إلى واقع ملموس وبما يحقق تطلعات العملاء وطموحاتهم".