كتب - مفرح حجاب: عرض طلبة جامعة الكويت مسرحية "التيه" ضمن فعاليات النسخة التاسعة من مهرجان الكويت للمسرح الأكاديمي، على مسرح حمد الرجيب من تأليف السعودي عباس حايك، إخراج نصار النصار، بطولة كل من عبدالمحسن التمار، أحمد الفيلكاوي، احمد الشواف وسعود الرشود، بحضور ضيوف المهرجان وطلبة وأساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية تقدمهم عميد المعهد د.علي العنزي.تدور فكرة العرض حول أربعة من الشباب لديهم أحلام جامحة يرغبون في تحقيقها بأسرع وقت ممكن متجاوزين الزمن وحقوق الغير دون النظر إلى عواقب هذه السرعة، فالأول ابن النواخذة يريد أن يكون سيد المنطقة، والثاني يريد تحقيق حلم زوجته بالثراء وان تشاهد ابنته الدانة، والثالث يريد ان يحقق لمحبوبته آمنة حلمه بالشعر، والرابع يحلم بالثراء، خططوا معا واستولوا على اللؤلؤ وهربوا في قارب داخل البحر وبسبب شغفهم في تحقيق حلمهم بأسرع وقت كان قائد القارب ليس لديه حرفة القيادة، ما جعل الأمواج تتلاطم بهم وسط البحر وكأن نهايتهم في هذه المنطقة عقاب على ما اقترفوه، لكن قبل ما يشبه الغرق لم يصدقوا أن حلمهم انهار بعدما استوعبوا أن الوقت فات وان مياه الشرب لم تعد تكفيهم، ما جعلهم يعترفون ويبوحون بذنبهم في حق كل من ظلموه وخدعوه لكن لم يعد ينفع الندم.صراع الطمع وحلم الثراء أصبح سمة لدى الكثير من الناس في ظل رتم الحياة السريع قدمه العرض بشكل واضح، وكأنه يقول لمن يسرق أموال الناس أين ستذهب به، لكن الصراع الدرامي في المسرحية على خشبة المسرح كان دون فاعلية وكثيرا ما هبط رتم العرض في ظل تحديد مستوى حركة الممثلين داخل مربع معين على المسرح، كما أن العرض كان فيه قفزات كبيرة دون تدرج، ما أثر على تماسكه وجعل هيكل العرض يفقد النص حيويته، كما أن تكرار بعض الجمل والأحداث مثل أنا ابن النواخذة أو القاء الشعر للحبيبة وغيرها من المشاهد المكررة جعل العرض بحاجة الى اعادة نظر فيه دراميا.الديكور عبارة عن مربع مرتفع قليلا عن خشبة المسرح ساهمت الإضاءة والسينوغرافيا والمؤثرات ان تنقلنا في وسط البحر والممثلين بالفعل على القارب، الا ان هذه المساحة الضيقة لم تجعلهم في نشاطهم وحيويتهم، فكانوا عبارة عن كتلة واحدة يتحركون في ثلاثة أمتار فقط، لكن الموسيقى والإيقاعات البحرية كانت هي نجم العرض، بالإضافة الى الأزياء التي جاءت مصممة بشكل رائع.يبقى أن نصار النصار استطاع أن يقدم فكرة جديدة تحتمل الكثير من العمل فيها، لكن من المؤكد ستكون أفضل في العروض المقبلة، اذا وضع في الاعتبار ان طلبة الجامعة لم يكن لديهم مساحة من الوقت للتدريب ومن الصعب ان يتم مقارنتهم بطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية.يبقى شيء مهم وهو مشاركة جامعة الكويت في هذا المهرجان وهو أمر يحسب للمعهد العالي للفنون المسرحية في هذه الدورة تحديدا، حيث سعى عميد المعهد د.علي العنزي أن يجعل كل المؤسسات الأكاديمية تشارك في دورة المهرجان ونجح في فكرته الى حد كبير.

مسرحية "التيه"

أحد طلبة جامعة الكويت في "التيه"