الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

التَعَامُل مع نَوْبَة الهَلَع المفاجئة

Time
السبت 20 مايو 2023
View
10
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يوجد اختلاف واضح بين الإصابة الفعلية بمرض اضطراب الهلع المزمن، وبين تعرّض الانسان الصحيح، نفسيًّا وبدنيًّا، أحيانًا لنوبات هلع مفاجئة، وكأنها سقطت عليه من السماء.
فاضطراب الهلع المزمن ربما يكون احدى نتائج الإصابة باضطراب القلق العام لفترة طويلة، لكن يوجد أشخاص يبدون وكأنهم أصحاء، نفسيًّا وجسمانيًّا، ولا يعانون من اضطراب الهلع، وربما يتمتّعون بثقة عالية في أنفسهم، وفي قدراتهم ومهاراتهم، لكنهم يتعرّضون في فترات متقطعة لنوبات خوف أو هلع أو ذعر بشكل عرضيّ.
ووفق ما توصّلت اليه مئات آلاف الدراسات والبحوث النفسية العلمية عن موضوع الهلع: توجد وسائل وطرق وسلوكيّات فعّالة يمكن أن يتّبعها ويطبّقها الانسان، الذي يتمتع بالصحة النفسية التامة، بهدف التعامل الفعّال مع ما تبدو له حالة نفسية مضطربة طارئة، ونذكر منها التالي:
- التنفّس العميق والبطيء مباشرة بعد ظهور علامات الهلع المفاجئ، وإرخاء عضلات الجسم المشدودة قدر المستطاع، وبخاصة الاكتاف والرقبة، وما حولهما من عضلات، بتقبّل الانسان المذعور فورا، بلا أن يعرف السبب الحقيقي لشعوره الطارئ بالهلع، الأعراض المصاحبة للهلع، مثل ازدياد ضربات القلب، وهبّات البدن الساخنة والباردة المتتالية (القشعريرة،)، والتعرّق أو الشعور بالدوار، أو تركيزه المفرط على الإحساس بضربات قلبه المتسارعة، وضيق التنفّس.
وعن طريق تذكير الفرد لنفسه أنّ ما يتعرّض له حاليًا، أثناء مروره بنوبة الهلع، ليس خطرا حقيقيا يهدد حياته، وأن هذه الحالة النفسية والفسيولوجية المضطربة ستختفي خلال دقائق، وسعيه الى التكيّف مع الظروف المحيطة به عبر تعمّده تشتيت تفكيره الكارثي الموقّت المصاحب لنوبة الهلع، عن طريق إعادة التركيز الذهني على البيئة المحيطة بهدف تخفيف الضغط النفسي والبدني المصاحب للنوبة، وبقصد إعادة ربط الانسان لنفسه بالواقع المحيط به.
وإتقان التنفّس العميق وممارسته بشكل يومي حتى يصبح عادة شخصية ثابتة، ويمكن لتصنّع نوبة الهلع تخفيف وطأتها حين تأتي فجأة، وإصرار الفرد على استغلال الطاقات الداخلية والبدنية شبه المتفجرة، والتي تنبعث خلال نوبة الهلع لتحسين أدائه بدلاً من الخوف منها!

كاتب كويتي
@DrAljenfawi
آخر الأخبار