التَّخاطُب مَعَ مَنْ يُنَاصِبُكْ العَدَاء

حوارات

د. خالد عايد الجنفاوي

"وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً" (التوبة 123).
يجدر بالإنسان العاقل إتقان مهارات التخاطب اللفظي، وغير اللفظي مع عدوه، لا سيما إذا كان هذا العدو شخصًا متغطرسًا ومتعجرفًا، لا يتردد في إظهار عدائه وكراهيته، ولا يبدو يكلّ أو يملّ في تربّصه، ولا يستوعب سوى لغات القوّة والتنمّر والبطش بمن هو أضعف منه.
فلا يوجد خيار بديل عن التعامل بغلظة متعمّدة، ومباشرة مع عدو متكبّر صلف جائر وظالم، لن يمنعه، أو يردعه سوى مخاطبته بخطابات التنمّر والصلف والغلظة نفسها التي يستعملها، وبالوتيرة نفسها مناصبة العداء التي يستعملها مع من يحسّ أنهم فرائس سهلة أمامه.
ومن بعض أسباب اختيار غلظة التخاطب مع العدو، وكيفية استعمال بعض الوسائل الفعّالة للتعامل مع المتعجرف المناصب للعداء، نذكر ما يلي:
-أسباب غلظة التخاطب مع العدو المتغطرس: يشير التخاطب الى الاتصال اللفظي، وغير اللفظي مع الإنسان الآخر، ويتجسّد في الكلام الذي يستعمله الفرد أثناء تحدثه مع الآخر، وكيفية نظره إليه، وطبيعة استماعه اليه، وإيماءاته الجسدية تجاهه.
ويفترض بمن يدرك أنه يتعامل مع شخص يناصبه العداء لأي سبب كان، ألاّ يضعف أمامه.
ومن أسباب اختيار الغلظة في التخاطب مع هذا النوع من الكائنات البشرية الوقحة يتمثّل في كون عدائه نرجسيًّا بحتًا، يرتكز على دوافع شخصية، أو قبلية، أو طائفية، أو عرقية، أو فئوية استعلائية، وبسبب ترسّخ الكره المقيت في قلب من يناصبك العداء ولا يتردد في إظهاره لك، لفظيًّا أو كتابة، أو بالتصريح علنًا، ليس من المنطق أن يختار ضحية التنمّر الفج والكره الواضح، والعدائية الصريحة والتسامح، أو أن يسعى الى تقريب وجهة نظره، وموقفه النفسي مع من صرّح علانية أنه يمقته، لاختلافه معه، أو عنه، وأنه لن يضيّع أي فرصة متاحة له لتدميره، وإزالته من الوجود، فكيف يقبل العاقل على نفسه التملّق لشخص يكرهه من عمق أحشائه؟

• التخاطب مع العدو شديد الخصام: استعمال لغة القوّة، وسلاطة اللسان، وعدم إظهار أي نقاط ضعف أمامه، وربما حفر الخنادق، وبناء الاسوار العالية، الفعلية والمجازية، بينك وبين عدوك اللدود.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi