الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

التَّرْهِيب بهدف الهيمنة

Time
الأربعاء 19 يوليو 2023
View
14
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

خليق بمن يعرف أنه يعيش في بيئة يشيع فيها سوء الخلق، مثل التنمّر، والترهيب، والتفزيع بهدف الهيمنة على الآخرين، وتخويفهم وبقصد بسط السيطرة عليهم، أن يعمل على تحصين نفسه ضد هذه السلوكيات العدائية، وبخاصة الترهيب، مهما كان مصدره.
ومن بعض مبادئ وأساليب الوقاية السلوكية، والتحصين ضده، نذكر ما يلي:
-يشير الترهيب بعامة الى أي قول، أو تصرّف، عدائي متعمّد يمارسه شخص، أو مجموعة متنمّرين، بقصد التحكّم بالضحية، أو بهدف استغلاله، أو ابتزازه، أو أحيانًا للحدّ من حريّته الشخصية، أو لتعطيل مسيرة حياته.
-القابلية للوقوع ضحية للترهيب: حري بالعاقل أن يعرف بدقة ما هي نقاط ضعفه، وثغراته، النفسية أو المادية، التي يمكن أن تجعله ضحية مفضّلة للمتنمرين والطغاة من الناس، ويجدر به سد هذه الثغرات، إما بالحرص على اكتساب المهارات الضرورية التي يفتقدها، أو تأمين نفسه بدنيًّا وماديًّا تجاه ما يمكن أن يحدث له، في حاضره ومستقبله، في البيئة سيئة الخلق، واللبيب يفهم الإشارات الأولية للترهيب بقصد فرض الهيمنة، ويعمل على مجابهتها بالاستعداد لها مبكِّرًا.
-فرد في جماعة أقوى من فرد لوحده: وجود الانسان وسط جماعة من الناس يشابهونه سيحصّنه ضد تنمّر من لا يشابهونه، خصوصا من يرغبون بالتسلّط عليه، أو بخس حقوقه بسبب اختلافه عنهم، فالوحيد ضعيف يتسلّط عليه الذرّ، وتؤدي تقوية العلاقات مع أبناء الجلدة، العرقية أو الثقافية، الى حماية المرء من اعتداءات مرضى القلوب.
-تقوية المناعة النفسية والجسمية: يكتسب الفرد المناعة ضد الترهيب عندما يحرص على تقوية ثقته بنفسه، وتطوير مهاراته الاجتماعية، وعن طريق اكتساب مهارة الدفاع عن نفسه، لفظيًّا وبدنيًّا ونفسيًّا، فالضّعِيفْ سيشرب الماء المالح وسيموت عطشا إذا لم يعرف كيف يغترف الماء بيديه.
-التخلّص من الإدمان: يشير التخلص من الإدمان في سياق الترهيب الى الإقلاع عن أي عادة شخصية، سلبية وإِدمانِيّة، يمكن أن يستغلها الآخرون لابتزاز الضحيّة مثل اليأس من النفس، والاتكالية المرضية، والانغماس في التفكير الانهزامي، لا سيما الإصابة بمرض الشغف، فمن يسهل فتنته يسهل ترهيبه والهيمنة عليه!

كاتب كويتي


@DrAljenfawi
آخر الأخبار