الأحد 22 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

"الثنائي الشيعي" و"العوني" يضربون السلم ويأخذون لبنان نحو الهاوية

Time
الأربعاء 27 نوفمبر 2019
View
5
السياسة
* أوساط عسكرية تؤكد أن الاستقرار خط أحمر وتدعو القيادات السياسية لتحمل مسؤولياتها
* الجيش يوقف 16 شخصاً من ميليشيات "حزب الله" و"أمل" ويصادر دراجات نارية تابعة لهم
* "العفو الدولية": مسلحون بالهراوات الحديدية والسكاكين يلاحقون المحتجين في ساحات الثورة


بيروت ـ"السياسة":

لم يكن مفاجئاً على الإطلاق تحرك "الدواعش" من العناصر الميليشياوية التي تأتمر بأوامر"حزب الله" وحركة "أمل" التي تعمل على تشويه صورة الثورة اللبنانية، بدءاً من الشارع الذي يفصل بين الشياح عين الرمانة، مروراً ببكفيا، وصولاً إلى طرابلس، حيث قامت بممارسات خارجة كلياً عن النظام والقانون، من اعتداءات على الأبرياء العزل وتكسير السيارات ورشق المدنيين وعناصر الجيش بالحجارة، في يوم جديد من الفلتان الأمني الذي يشهده الشارع، بشكل يهدد جدياً السلم الأهلي في لبنان، وهو ما اعتبرته مصادر سياسية بارزة، كما قالت ل"السياسة"، مؤشراً بالغ الخطورة سيأخذ البلد إلى المجهول، في حال لم يتم وقف هذه "الغزوات" التي يقوم بها "الدواعش" باتجاه المناطق الآمنة، كما حصل في الأيام القليلة الماضية.
وأكدت المصادر، أن هذه الجماعات لا تتحرك من تلقاء نفسها، وإنما هناك من يوعز لها بذلك، على حساب الأمن والناس والسلم الأهلي، الأمر الذي يضع القيادات السياسية أمام مسؤولياتها لإنقاذ الوطن.
وفي الإطار، شددت أوساط عسكرية، لـ"السياسة"، على أن "الاستقرار خط أحمر ولن يسمح لأحد تعريضه للخطر، محملة القوى السياسية مسؤولية كبيرة في بقاء أجواء التوتر، لافتة إلى أن الجيش لن يسمح بانفلات الشارع مهما كلف الأمر.
واعتبر رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل، أنّ "ما حصل بالامس كان فتنة متنقلة تعمدت استفزاز أهلنا في المناطق كافة، لكن ضبط النفس بقي سيد الموقف رغم التجاوزات".
وفي تغريدة، عبر "تويتر"، أضاف الجميّل، "بعد انكشاف المخطط من صور الى طرابلس مرورًا ببعلبك وبكفيا والشياح، ننبّه أهلنا من محاولات تجري لضرب ثورتهم التي يجب أن تبقى سلمية، ونناشد الجيش حمايتها".
من جهته، رأى النائب الياس حنكش ، أن "الأكيد أن الفعل سينتج عنه ردة فعل وبكفيا منفتحة وليست مقفلة على أي كان".
وقال: "أهالي المنطقة والمناصرون كانوا يريدون مرور الموكب بسلمية ولكن الفيديو الذي إنتشر خلق نوعًا من الإستفزاز".
واعتبر، أن "الثورة وصلت الى نقطة اللا عودة ولا أحد يمكنه جر الشباب الى الفتنة وأفضل شعار نادت به الثورة هو "كلن يعني كلن".
في المقابل، رأت نائب رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون السياسية مي خريش، أن "ما حصل هو ردة فعل على فعل استفزازي من إغلاق الطرقات لمدّة 40 يوماً وشتم رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل".
واعتبرت أنه "على من يستفز أن يتوقّع شارعاً آخر بالمقابل".
وفي بيان لقيادة الجيش، قالت مديرية التوجيه، أن وحدات الجيش، أوقفت ستة عشر شخصاً على خلفية الحوادث التي شهدتها عدة مناطق لبنانية الليلة الماضية.
ففي طرابلس تمّ التعرض للممتلكات العامة وعدد من المصارف وأحد المباني الحزبية، وإلقاء قنبلة يدوية لم تنفجر وقنابل مولوتوف باتجاه العسكريين، ورشقهم بالحجارة، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة وثلاثين عسكرياً.
كما تمت مصادرة عدد من الدراجات النارية التي تركها أصحابها ولاذوا بالفرار.
وعلى طريق صيدا القديمة بين منطقتي الشياح وعين الرمانة وأثناء إعادة فرض الأمن والهدوء في المنطقة، أصيب عشرة عسكريين جرّاء التراشق بالحجارة بين عدد من الأشخاص.
أما في بكفيا، وأثناء قيام وحدات الجيش بإعادة فتح الطريق، أصيب ثمانية عسكريين جرّاء التراشق بالحجارة بين الأهالي ومواكب سيّارة، والتدافع الذي حصل بعد ذلك.
وتمكنت وحدات الجيش من إعادة الوضع إلى طبيعته في مختلف المناطق.
وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص بحسب بيان صادر عن الجيش اللبناني.
وكانت سادت الخط الفاصل بين الشياح وعين الرمانة حالة من التوتر الشديد، بعد إقدام مجموعات من ميلشيات أمل وحزب الله، ليل أول أمس، على الدخول إلى منطقة عين الرمانة، وعمدت على رشق أبنائها بالحجارة والاعتداء على ممتلكاتهم، وسرقة بعض المحال التجارية، في ممارسات شبيهة بما حصل في الأشرفية في اليوم الذي سبق، ما خلق أجواء احتقان بين الناس، عمل الجيش بإجراءاته على التخفيف منها .
وتزامناً، وفي ما بدا أنه عمل مدبر ومنسق، وصلت مواكب سيارة لـ "التيار الوطني الحر" إلى بكفيّا للتظاهر أمام منزل الرئيس أمين الجميل، فقطع أهالي بكفيا ومناصرو حزب الكتائب الطريق قرب تمثال بيار الجميل عند مدخل بكفيا، لمنع المواكب من الدخول إلى البلدة، طالبين منها سلوك طريق ضهر الصوان - بعبدات.
وعلى الأثر، حصل إشكال بين المواكب وشباب المنطقة، الذين تجمّعوا لمنع مرور الموكب إلى داخل البلدة، وسط انتشار أمني كثيف، ما أدى إلى إصابة إمرأة بجروح .
وفي طرابلس، حصل إشكال كبير، هو الأول منذ بدء الثورة، إثر إقتراب متظاهرين من مركز للتيار الوطني الحر في منطقة الجميزات بمحاذاة ساحة النور، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى طابور خامس يعمل لمصلحة الثامن من آذار، لتشويه سمعة الثورة، وشهدت المنطقة اطلاقًا للنار من قبل الجيش لتفرقة المتظاهرين. وأعلنت قيادة الجيش أنه "إثر قيام عدد من الأشخاص بالاعتداء على أحد المكاتب الحزبية وأحد فروع المصارف، أوقفت دورية من الجيش في منطقة الجميزات ــ طرابلس أربعة أشخاص، وقد عمد أحد الشبّان إلى إلقاء قنبلة يدوية على عناصر الجيش دون أن تنفجر".
واضافت ان "جنديًا أصيب جراء رشقه بالحجارة من قبل أحد المتظاهرين وتمّ ضبط دراجتين ناريتين".
وأعلن جهاز الطوارئ والاغاثة في الجمعية الطبية الاسلامية، "إصابة 110 أشخاص نتيجة الاشتباك بين المتظاهرين والجيش اللبناني بعد منتصف ليل الثلاثاء في مدينة طرابلس".
واشار في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، الى أنّ "فرق الإسعاف والمستشفى الميداني في الجهاز عملت على إسعافهم، حيث تنوّعت الإصابات بين جروح متوسطة وطفيفة ورضوض وحالات اختناق وغياب عن الوعي".
إلى ذلك، رأى الرئيس فؤاد السنيورة أن "طريق الحل موجود وهو بالعودة الى الدستور، والدستور واضح وصريح وهو يحدد ما ينبغي على رئيس الجمهورية القيام به عند استقالة رئيس الحكومة او الحكومة، وذلك بإجراء استشارات نيابية ملزمة، وإلزامية له بنتائجها، وبالتالي من غير المسموح له أن يتصرف على هواه. هو الآن يمتنع عن اجراء الاستشارات ويقوم بدلا منها بمشاورات كما سماها، أي يقوم بالتأليف قبل التكليف، وهو بذلك لا يخرق ويخالف الدستور فقط بل يتعدى على صلاحيات الرئيس المكلف، وكذلك على صلاحيات مجلس النواب، ليأتي بالحكومة التي يريدها هو وعلى هواه".
وأضاف: "باعتقادي أن الأمور ما زالت معقدة، فخامة الرئيس يصر مع من هم في تياره وكذلك حزب الله وحركة أمل على حكومة سياسية او تكنوسياسية، خلافا لما يريده الشباب والأكثرية الوازنة من اللبنانيين".
وعما إذا كان يرى الحل قريبا، قال: "حتى الآن لا ارى اقترابا حقيقيا، بل على العكس نرى مزيدا من التأخير رغم الظروف الصعبة التي يمر بها البلد وهو على وشك ان يدخل نفقا قد يكون من المستحيل الخروج منه، نفق اقتصادي ومالي ولذلك تداعيات أمنية ومعيشية".
وردا على سؤال عن الاشتباك مع عناصر "حزب الله"، قال: "لقد عبر المتظاهرون عن رأيهم بكل سلمية وبشكل حضاري وبالتالي هم يطالبون بانتهاج أسلوب سلمي لتغيير الواقع الذي ثبت فشله، اما ان يصار الى الرد على مواقف الشباب بإطلاق التهم والتخوين، وتارة بالعنف الذي ادى الى صدامات وعراك في الشارع من تكسير سيارات، وسرقة محلات، وتخريب خيم، فهذا أمر مرفوض وغير مقبول".
من جهته، رأى الوزير السابق اشرف ريفي أن "المحاولات مستمرة لضرب الثورة بسلاح الفتنة الطائفية، ويتولاها "حزب الله" الذي يوزع الأدوار على حلفائه لتنفيذ الفتن".
واعتبر، عبر "تويتر" أنه "لا خوف على الثورة لأن وعي اللبنانيين كبير".
وقال: "أما طرابلس عروس الثورة فهي وأهلها بحماية الجيش، هذا رهانها والتزامها، وستبقى".
وأكدت منظمة "العفو الدولية" أن "مسلحين بالهراوات الحديدية والسكاكين والأحجار في لبنان، يلاحقون ويضربون المحتجين في الأزقة، ويضرمون النيران في الخيام، ويدمّرون الممتلكات الخاصة في اليومين الماضيين".
واعتبرت المنظمة في تغريدةٍ على حسابها الرسمي عبر "تويتر" أن هذا الأمر "يثير القلق البالغ، ويتطلب اتخاذ إجراءات حازمة وفورية من جانب السلطات".


الهدوء يعود الى عين الرمانة والشياح بعد "غزوة الليل" لميليشيات "حزب الله" و"أمل" (مواقع)
آخر الأخبار